الصوت الذي سبق الانقلاب.. ناجٍ من حادث قطار مطروح يروي ما حدث: “سمعنا طقطقة” والعربات اتقلبت
لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم وأصيب أربعة وتسعون آخرون في حادث مروع شهدته محافظة مطروح غربي البلاد، بعد أن خرج قطار ركاب عن مساره وانقلبت عرباته. وكشف أحد الناجين تفاصيل اللحظات العصيبة التي عاشها الركاب، مشيرًا إلى خروج سبع عربات عن القضبان وانقلاب اثنتين منها قرب مدينة الضبعة، فيما هرع الأهالي لتقديم المساعدة العاجلة للمصابين.
شهادة أحد الناجين: تفاصيل انقلاب قطار مطروح
روى أحمد مصطفى، أحد الناجين من حادث قطار مرسى مطروح، تفاصيل ما حدث على متن القطار القادم من مطروح والمتجه إلى الإسكندرية. صرح مصطفى في مداخلة تلفزيونية بأن القطار كان يسير بسرعته المعتادة وفجأة سمع صوت “طقطقة” قادمة من الأسفل عند القضبان. بعد ذلك، خرج القطار عن المسار وبدأت العربات في الانقلاب تباعًا، حيث جرت إحداها الأخرى في مشهد من الرعب والفوضى. وأكد أنه لم يسمع أي اصطدام بالقطار قبل خروجه عن القضبان، مما يشير إلى أن المشكلة بدأت من أسفل العربات مباشرة.
وأضاف الناجي أنه كان يستقل العربة الخامسة، مشيراً إلى أن العربات الثالثة والرابعة والخامسة كانت من الأكثر تضرراً في هذا الحادث الأليم. وتابع مصطفى أن النوافذ تحطمت فور انقلاب العربات، وبمجرد تمكن الركاب من الخروج، وجدوا الأهالي ينتظرون لمساعدتهم وتقديم المياه وإسعاف المصابين، معربًا عن شكره العميق لدورهم البطولي. وأشار إلى أن بعض الناجين، ومنهم هو وعائلته، اضطروا لاستقلال سيارات نقل خاصة للعودة إلى أكتوبر بعد عدم تمكنهم من اللحاق بالحافلات المخصصة لنقل الركاب.
الحصيلة الرسمية وعمليات الإغاثة بعد حادث القطار
أعلنت وزارة الصحة والسكان في بيان رسمي عن ارتفاع حصيلة ضحايا حادث انقلاب قطار مطروح إلى ثلاثة وفيات وأربعة وتسعين مصابًا. وأوضحت الوزارة أنه تم نقل المصابين إلى مستشفى الضبعة المركزي لتلقي الرعاية الطبية اللازمة. وقد شكل الحادث صدمة للمجتمع المحلي، حيث سارعت فرق الإغاثة والدفاع المدني إلى موقع الحادث لتقديم المساعدة ورفع آثار الكارثة. ويعكس التفاعل السريع من قبل أهالي المنطقة الروح الإنسانية العالية في أوقات الأزمات، حيث كان لهم دور محوري في عمليات الإنقاذ الأولية للمحاصرين داخل العربات.
وتعمل الجهات المختصة حالياً على فتح تحقيق موسع لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء خروج قطار الركاب عن القضبان وانقلاب عرباته، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية مستقبلاً. ومن المتوقع أن تشمل التحقيقات فحص حالة القضبان والقطار نفسه، بالإضافة إلى مراجعة إجراءات السلامة المتبعة. ويأتي هذا الحادث ليثير تساؤلات حول صيانة شبكة السكك الحديدية وضرورة تحديثها لضمان سلامة الركاب في جميع الرحلات.