تطور جديد في سوق السيارات.. أسعار السيارات في مصر تخالف كل المنطق | خبير يكشف حقيقة “الأوفر برايس” ومصير المستهلكين

شهد سوق السيارات المصري ارتفاعات غير منطقية في الأسعار مقارنة بالأسواق العالمية، وفقًا لخبير السيارات محمود خيري، الذي أكد أن ربط الاستيراد بالعملة الصعبة يجعله متأثرًا بشكل مباشر بتقلبات سعر الصرف. وأوضح أن ظاهرة “الأوفر برايس” ليست جديدة، لكنها تفاقمت بشكل غير مسبوق خلال السنوات الخمس الماضية، لتصل إلى مبالغ ضخمة على سيارات مختلفة.

أسعار السيارات في مصر: جدل متواصل وتحديات الاقتصاد الكلي

أكد خبير السيارات محمود خيري أن أسعار السيارات في مصر ظلت لسنوات طويلة غير متوافقة مع نظيراتها في الأسواق العالمية، مشيرًا إلى أن عمليات الاستيراد تتم بالدولار أو اليورو، مما يجعل تكلفة السيارة النهائية مرتبطة بشكل وثيق بتغيرات سعر صرف الجنيه المصري. وذكر خيري، خلال لقائه ببرنامج “ستوديو إكسترا” على قناة “إكسترا نيوز” مع الإعلامية آية عبدالرحمن، أن المستهلك المصري يدفع ثمن هذه التحديات الاقتصادية بشكل مباشر.

ظاهرة الأوفر برايس: تاريخ طويل وتفاقم حديث

ليست ظاهرة “الأوفر برايس” حديثة العهد على سوق السيارات المصري، فبحسب محمود خيري، عرفها السوق منذ زمن طويل، وتحديدًا مع سيارات النصر والفيات التي كانت تُجمع محليًا، حيث كانت تُطرح في بعض الأحيان بأسعار إضافية غير رسمية تتجاوز السعر المعلن. وهذا يؤكد أن ثقافة دفع مبالغ إضافية للحصول على السيارة المطلوبة متجذرة في السوق، وإن كانت أسبابها ودوافعها قد تغيرت مع مرور الوقت وظروف السوق المتجددة.

ارتفاعات قياسية: ملايين الجنيهات ومركبات فاخرة

شهدت السنوات الخمس الماضية قفزات غير مسبوقة في أسعار السيارات، حيث تجاوزت بعض الطرازات الفاخرة حاجز الملايين من الجنيهات المصرية، مما يعكس حجم الارتفاعات التي طالت السوق. وقدم خيري أمثلة صارخة على هذا الارتفاع، مشيرًا إلى أن سيارات مثل بي إم دبليو كانت تباع قبل أربع سنوات بـ “أوفر برايس” يقترب من مليون جنيه، وهو ما كان يُعد رقمًا ضخمًا في حينه. أما اليوم، فقد أصبح من المعتاد فرض “أوفر برايس” يتراوح بين 100 و150 ألف جنيه على بعض السيارات الصينية، مما يسلط الضوء على تفاقم الأزمة.

تأثير سعر الصرف والتعويم على القدرة الشرائية

أوضح خبير السيارات محمود خيري أن أسعار السيارات قبل قرارات التعويم الاقتصادي للجنيه المصري كانت أقل بكثير مما هي عليه الآن، مما يدل على الأثر المباشر لسياسات سعر الصرف على سوق السيارات. هذا التغيير الكبير في تكلفة السيارات أثر بشكل واضح على القدرة الشرائية للمواطن المصري، وجعل امتلاك سيارة جديدة حلماً بعيد المنال للكثيرين، خاصة مع البحث عن سيارات اقتصادية بأسعار معقولة في ظل هذه الظروف.