قفزة جديدة.. الذهب يسجل أعلى سعر منذ 4 أشهر ومحللون يكشفون تأثير آمال خفض الفائدة الأمريكية المرتقب
شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفاعًا ملحوظًا يوم السبت، لتواصل مكاسبها بالتزامن مع عطلة البورصات العالمية. أنهت الأوقية العالمية أسبوعها على قفزة قوية بلغت 2.3%، مسجلة أعلى مستوياتها في أربعة أشهر. يأتي هذا الصعود وسط ترقب مكثف لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المرتقب بشأن خفض أسعار الفائدة في سبتمبر المقبل، والذي يعد محركًا رئيسيًا لاتجاهات المعدن الأصفر.
ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية اليوم
أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة” لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية شهدت ارتفاعًا بنحو 5 جنيهات خلال تعاملات اليوم، وذلك مقارنةً بختام تعاملات أمس الجمعة. سجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4690 جنيهًا. وتأتي هذه الزيادة عقب ارتفاع سابق شهدته أسعار الذهب يوم الجمعة بنحو 35 جنيهًا، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 4650 جنيهًا وأغلق عند 4685 جنيهًا.
| نوع الذهب | السعر اليوم (جنيه مصري) |
| جرام الذهب عيار 21 | 4690 |
| جرام الذهب عيار 24 | 5360 |
| جرام الذهب عيار 18 | 4030 |
| جرام الذهب عيار 14 | 3127 |
| الجنيه الذهب | 37520 |
الأوقية العالمية تسجل مكاسب قياسية
اختتمت الأوقية العالمية تعاملات الأسبوع محققة ارتفاعًا بقيمة 76 دولارًا، لتسجل 3447 دولارًا. هذه القفزة تأتي بعدما ارتفعت الأوقية بنحو 25 دولارًا يوم الجمعة. كما أضاف إمبابي أن أسعار الذهب بالبورصة العالمية حققت مكاسب قوية بنسبة 4.7% وبقيمة 156 دولارًا خلال تعاملات شهر أغسطس وحده. في المقابل، استطاع سعر جرام الذهب عيار 21 في السوق المحلية أن يحقق مكاسب بنسبة 3.8% وبقيمة 170 جنيهًا خلال الفترة نفسها.
دوافع صعود الذهب: ملاذ آمن وتوقعات الفائدة
أرجع الخبراء المكاسب الأخيرة للذهب إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها تزايد الطلب على الملاذات الآمنة مع استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي العالمي. بالإضافة إلى ذلك، تلعب توقعات خفض الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي دورًا محوريًا في دعم أسعار المعدن الأصفر. ويرى المحللون أن المخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي الأمريكي زادت أيضًا من إقبال المستثمرين على الذهب، معتبرين أن أي تراجعات قصيرة الأجل تمثل فرصًا سانحة للشراء.
إشارات الفيدرالي الأمريكي: تغيير وشيك في السياسة النقدية
في خطابه بمنتدى جاكسون هول يوم الجمعة الماضية، ألمح جيروم باول رئيس الفيدرالي الأمريكي إلى احتمال تعديل السياسة النقدية، مؤكدًا أن “اختلال توازن المخاطر في الاقتصاد قد يستدعي تعديلًا”. ركز باول بشكل أكبر على تباطؤ الاقتصاد وسوق العمل بدلًا من التشديد النقدي المستمر لتحقيق هدف التضخم البالغ 2%. عززت هذه الإشارات، إلى جانب بيانات وزارة التجارة الأمريكية التي بينت ارتفاع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية (PCE) بنسبة 2.9% في يوليو على أساس سنوي، قناعة الأسواق بأن خفض الفائدة الشهر المقبل بات شبه محسوم.
تقرير الوظائف المرتقب: عامل حاسم لأسعار الذهب
وفقًا لبيل آدامز، كبير الاقتصاديين في بنك كوميريكا، فإن تقرير الوظائف غير الزراعية المرتقب يوم الجمعة المقبل سيشكل نقطة فاصلة وحاسمة لأسعار الذهب. أوضح آدامز أن ضعف أرقام التوظيف سيزيد بشكل كبير من احتمالات خفض الفائدة في سبتمبر، مما سيعزز من جاذبية الذهب. وتتوقع كوميريكا إضافة 45 ألف وظيفة فقط خلال الشهر الماضي، مع بقاء معدل البطالة عند 4.2%.
العوامل السياسية والجيوسياسية تزيد بريق الذهب
لا تزال السياسة تلعب دورًا بارزًا في التأثير على أسعار الذهب؛ حيث يواصل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضغوطه على الفيدرالي الأمريكي، سعيًا لإقالة ليزا كوك من مجلس المحافظين. وعلى الرغم من الطعن القانوني المرفوع ضد هذه الخطوة، يرى محللون أن استقلالية البنك المركزي قد تضررت بالفعل. في الوقت ذاته، تواصل التوترات الجيوسياسية فرض ضغوطها على الأسواق العالمية، خاصة بعد تعثر الجهود الدبلوماسية بين واشنطن وموسكو بشأن أوكرانيا وتصاعد الهجمات الروسية على كييف، وهو ما يعزز مكانة الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات.
توقعات الفائدة المستقبلية: ماذا يقول أعضاء الفيدرالي؟
من جانبه، صرح كريستوفر والر، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بأنه يؤيد خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس اعتبارًا من سبتمبر المقبل. كما أشار إلى إمكانية خفض إضافي يتراوح بين 125 و150 نقطة أساس خلال الأشهر القادمة، مؤكدًا أن بيانات الوظائف ستبقى المحرك الأبرز لقرارات السياسة النقدية المستقبلية التي يتخذها البنك المركزي.