تطور جديد يقلب المفاهيم.. خبراء يحللون رسائل المقاومة ويكشفون قوة لم يتوقعها الاحتلال

نفذت المقاومة الفلسطينية عملية نوعية الليلة الماضية على مشارف مدينة غزة، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي، ووسط أنباء قوية عن أسر أربعة جنود. يرى خبراء أن هذه العملية تمثل انتكاسة ميدانية هي الأكبر للاحتلال منذ السابع من أكتوبر، وتؤكد استمرار فاعلية المقاومة وقدرتها على المواجهة في قطاع غزة.

تفاصيل العملية النوعية في غزة والخسائر الإسرائيلية

تعرض جيش الاحتلال الإسرائيلي لحادث صعب في قطاع غزة، تضمن سلسلة عمليات شنتها المقاومة في حيي الزيتون والصبرة بمدينة غزة. أسفر هذا الهجوم عن سقوط قتيل وإصابة أحد عشر جنديًا إسرائيليًا، إلى جانب فقدان أثر أربعة جنود آخرين وسط ترجيحات قوية بوقوعهم أسرى لدى المقاومة الفلسطينية. وصفت وسائل إعلام عبرية هذا الحدث بأنه الأكبر منذ السابع من أكتوبر 2023، وفرضت الرقابة العسكرية الإسرائيلية حظرًا شاملًا على نشر تفاصيله. ووقعت الاشتباكات بشكل ضارٍ ووجهًا لوجه باستخدام الرشاشات، مما دفع جيش الاحتلال لسحب جنوده من المنطقة، وظهرت أنباء عن تفعيل بروتوكول “هانيبال” للتعامل مع احتمال وقوع أسرى. في سياق متصل، بعثت كتائب عز الدين القسام رسالة لجيش الاحتلال، محذرة من أن “الموت أو الأسر” هو المصير المحتمل لجنوده في غزة.

اقرأ أيضًا: بشرى سارة وزيادات جديدة.. تفاصيل موعد صرف مرتبات أغسطس 2025 للموظفين

رسائل المقاومة وتأكيد القدرات العسكرية

أكد خبراء في الشؤون الأمنية والاستراتيجية أن العملية الأخيرة تثبت أن المقاومة الفلسطينية ما زالت قوية وقادرة على مواجهة إسرائيل، وتتمتع بقدرات عسكرية فاعلة على عكس ما يروّج له الاحتلال بشأن تدميرها. يرى الباحث منير أديب أن هذا المشهد يحمل دلالات واضحة على أن المقاومة ستفرض شروطها مجددًا على القيادة الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الخسائر اليومية التي يتكبدها جيش الاحتلال في غزة تدفعه لمحاولة استعادة هيبته، لكن هذه العملية تضعه أمام مأزق جديد. من جانبه، أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن حركة حماس تسعى من خلال هذا الحادث إلى توجيه رسالة مفادها أن جيش الاحتلال يخوض حربًا بلا أفق، كما تعكس رغبتها في زيادة عدد الأسرى الإسرائيليين لديها، وأن مسألة احتلال مدينة غزة لن تكون سهلة.

انقسام داخلي في إسرائيل وتداعيات استراتيجية

يشير المحللون إلى أن هذه العملية وما خلّفته من خسائر، ستفاقم حالة الانقسام بين المستوى السياسي ممثلًا في حكومة بنيامين نتنياهو، والمستوى الأمني والعسكري. فبينما كان المستوى الأمني يرى قبل عام أن الجيش أدى مهامه وحان الوقت لعودة الجنود وإفساح المجال للعملية التفاوضية، رفضت القيادة السياسية ذلك وأصرت على مواصلة الحرب، بل وعملت على إقصاء بعض القيادات العسكرية. هذا التوتر مرشح للتزايد بعد حادثة الليلة الماضية، والتي ورّط فيها المستوى السياسي الجيش في خطة الاحتلال، بحسب خبراء. ويرى الدكتور حسن سلامة أن هذا الحادث قد يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إعادة التفكير في مخططاته لاحتلال غزة، مؤكداً أن غزة تمثل قلب القطاع ولها أهمية استراتيجية كبيرة. كما يؤكد منير أديب أن إسرائيل لن تنعم بالأمن الحقيقي ما لم تُقم الدولة الفلسطينية، وأن اجتياح قطاع غزة ليس نزهة عسكرية بل يمنح المقاومة مرونة أكبر لتنفيذ المزيد من العمليات النوعية والمركبة.

اقرأ أيضًا: سيناريو التهجير.. محلل سياسي يكشف استراتيجية إسرائيل لحسم الصراع مع الفلسطينيين ويحدد مصير القطاع.