4 مرات متتالية.. مودي يرفض الرد على ترامب | تصعيد جديد للتوتر بين الهند وأمريكا

شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة والهند توترًا ملحوظًا مؤخرًا بعد رفض رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الرد على أربع مكالمات هاتفية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يعكس هذا الموقف استياء نيودلهي من الإجراءات الاقتصادية والرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على واردات الهند، بالإضافة إلى التصريحات الحادة التي أطلقها ترامب بحق الاقتصاد الهندي.

تصاعد التوتر بين واشنطن ونيودلهي

تعود جذور الأزمة الحالية بين البلدين إلى قرار الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على الواردات القادمة من الهند. بررت واشنطن هذه الخطوة بالادعاء بأن نيودلهي تفرض بدورها رسومًا مرتفعة وعوائق تحد من انسياب التجارة الثنائية. لم تتوقف العقوبات الأمريكية عند الرسوم الجمركية فحسب، بل شملت أيضًا إجراءات مرتبطة بتعاون الهند مع روسيا في قطاع الطاقة، الأمر الذي أثار حفيظة الحكومة الهندية التي اعتبرت هذه القرارات تدخلاً مباشرًا يضر بمصالحها الاقتصادية الوطنية.

تصريحات ترامب تثير غضب الهند

لم يكتفِ الرئيس الأمريكي السابق بفرض الرسوم الجمركية، بل صَعّد من حدة التوتر بتصريحات علنية نشرها عبر منصته على شبكة التواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”. وصف ترامب الاقتصادين الهندي والروسي بـ “الميت”، وهي عبارات اعتبرتها نيودلهي مسيئة وغير واقعية على الإطلاق. زادت هذه التصريحات من حالة الغضب داخل الأوساط السياسية والاقتصادية الهندية، خصوصًا أن الاقتصاد الهندي يُعد من أسرع الاقتصادات نموًا عالميًا خلال السنوات الماضية، ما يعكس تطلعات الهند لدور اقتصادي أكبر.

الموقف الهندي الحازم في مواجهة الضغوط

يمكن اعتبار الرفض المتكرر من رئيس الوزراء مودي للرد على مكالمات ترامب رسالة سياسية قوية وواضحة مفادها أن الهند لن تقبل الضغوط الأمريكية، ولن تسمح بتقويض سيادتها الاقتصادية أو التدخل في قراراتها السيادية. يرى مراقبون دوليون أن هذه الخطوة تعكس توجه الهند نحو تعزيز تحالفاتها مع قوى اقتصادية أخرى صاعدة مثل روسيا والصين، وذلك بهدف مواجهة الضغوط الغربية المتزايدة. كما يشير هذا الموقف إلى أن نيودلهي قد تتبنى سياسة أكثر تشددًا في التعامل مع أي إجراءات اقتصادية تستهدف مصالحها التجارية الحيوية أو تهدد أمنها الطاقوي.

تؤكد هذه التطورات المستجدة أن العلاقات بين واشنطن ونيودلهي تمر بمرحلة حرجة تتطلب دراسة متأنية، وأن لغة العقوبات والضغوط لم تعد مقبولة من الجانب الهندي الذي يسعى جاهدًا لإثبات استقلالية قراره السياسي والاقتصادي. ومع استمرار التصريحات العدائية من جانب دونالد ترامب والإجراءات الأمريكية الصارمة، تبدو فرص التهدئة محدودة في الأفق، ما لم يحدث تحول جذري في أسلوب التعامل بين البلدين الصديقين.