ارتفاع لافت.. الذهب يعاود الصعود ويسجل مستويات غير مسبوقة منذ أسابيع | هل تستمر الموجة؟
سجلت أسعار الذهب الفوري أعلى مستوياتها منذ أواخر يوليو الماضي قبل أن تتراجع قليلاً بفعل عمليات جني الأرباح، إلا أنها لا تزال مرتفعة بنحو 3.9% منذ بداية أغسطس. يأتي هذا الصعود مدعومًا بضعف الدولار المتواصل وتوقعات السوق المتزايدة بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، مما يعزز جاذبية المعدن الأصفر كاستثمار آمن.
أسعار الذهب تسجل صعودًا ثم تتراجع بفعل جني الأرباح
شهدت أسعار الذهب الفوري ارتفاعًا ملحوظًا خلال جلسة الخميس، لتصل إلى 3423.16 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى لها منذ 23 يوليو. ومع ذلك، تراجع سعر المعدن الأصفر لاحقًا بنسبة 0.3% ليُغلق عند 3408.26 دولار للأونصة، وذلك نتيجة لعمليات جني الأرباح التي قام بها المستثمرون. ورغم هذا التراجع الطفيف، فإن الذهب الفوري لا يزال محققًا مكاسب بنسبة 3.9% منذ بداية شهر أغسطس الجاري، مما يعكس الأداء القوي للمعدن الثمين.
على صعيد متصل، هبطت أسعار العقود الآجلة للذهب الأمريكي، تسليم ديسمبر، بنسبة 0.2% لتُسجّل 3469 دولارًا للأونصة. وتلخص البيانات المالية الرئيسية حركة أسعار الذهب كالتالي:
| البيان | القيمة | ملاحظات |
| أعلى سعر للذهب الفوري (منذ 23 يوليو) | 3423.16 دولار للأونصة | |
| سعر الذهب الفوري الأخير | 3408.26 دولار للأونصة | تراجع 0.3% بعد جني أرباح |
| ارتفاع الذهب الفوري منذ بداية أغسطس | 3.9% | |
| سعر العقود الآجلة للذهب (تسليم ديسمبر) | 3469 دولاراً للأونصة | تراجع 0.2% |
الدولار الضعيف يمنح الذهب بريقًا إضافيًا
يُعد ضعف الدولار الأمريكي عاملًا رئيسيًا في زيادة جاذبية الذهب للمستثمرين حول العالم. فمع اتجاه الدولار نحو إنهاء الشهر على تراجع، يصبح الذهب، الذي يُسعّر بالدولار، أرخص لحائزي العملات الأخرى، مما يعزز الطلب عليه. يُنظر إلى الذهب تقليديًا على أنه ملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، ويُعرف بأنه أصل لا يدر عائدًا. لذا، يزداد الطلب على هذا المعدن النفيس عادةً في بيئة تتسم بانخفاض أسعار الفائدة، أو عندما تكون هناك توقعات قوية بخفضها.
توقعات قوية بخفض الفيدرالي لأسعار الفائدة في سبتمبر
تتزايد التكهنات في الأسواق العالمية بشأن إمكانية قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة قريبًا، وهو ما يدعم أسعار الذهب بقوة. وفي هذا السياق، قال تيم ووترر، كبير محللي السوق لدى “KCM Trade”، إن الذهب ما زال يُشكل أحد أبرز الملاذات الاستثمارية للمتداولين، خاصة في ظل التوقعات المتنامية بأن الفيدرالي الأمريكي سيبدأ دورة من تيسير السياسة النقدية.
وقد أكد كريستوفر والر، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، دعمه لخفض تكاليف الاقتراض قصيرة الأجل، مجددًا دعوته لخفض الفائدة خلال اجتماع سبتمبر المقبل. وأشار إلى احتمال استمرار هذه التخفيضات حتى مطلع عام 2026. وتُظهر بيانات أداة “FedWatch” التابعة لمجموعة بورصات شيكاغو التجارية (CME) أن احتمالية خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع القادم تصل إلى 86%، مما يعكس ثقة السوق الكبيرة في هذا السيناريو.
بيانات التضخم تدعم سيناريو التيسير النقدي المرتقب
يركز المستثمرون بشكل كبير على بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، الذي يُعد المقياس المُفضّل لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي لمتابعة مستويات التضخم وتقييم الضغوط السعرية في الاقتصاد الأمريكي. وقد أظهرت البيانات استقرار المؤشر إلى حدّ كبير خلال الشهر الماضي، وذلك على الرغم من الضغوط التي نتجت عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب. ومع ذلك، سُجل ارتفاع في المؤشر الأساسي لنفقات الاستهلاك الشخصي، مما يُبقي على التوقعات القوية بخفض الفيدرالي لأسعار الفائدة في الفترات القادمة دون تغيير، الأمر الذي يعزز جاذبية الذهب كمخزن للقيمة.