شهدت مدينة بوجيه سور أرجان جنوب شرقي فرنسا، مساء السبت، جريمة مروعة هزت الأوساط، راح ضحيتها مواطن تونسي يبلغ من العمر 44 عامًا. الحادثة، التي باشرت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب التحقيق فيها، جاءت بعد أن أطلق أحد جيرانه الفرنسيين خمس رصاصات على الضحية، ووصفت الجريمة بأنها تحمل دوافع عنصرية وإرهابية.
تفاصيل صادمة حول المشتبه به وخططه الإرهابية
بحسب مصادر مطلعة، فإن المشتبه به، وهو فرنسي من مواليد عام 1971، كشف عن نواياه المظلمة بنشره تسجيلين مصورين يحملان أفكارًا عنصرية متطرفة قبل وبعد إطلاق النار. وأكدت المصادر أن الجاني كان يهدف إلى “الإخلال بالنظام العام من خلال الإرهاب”. وخلال التحقيقات، عثرت الشرطة في سيارته على ترسانة من الأسلحة شملت مسدسات أوتوماتيكية وبندقية، مما يؤكد خطورة نواياه.
غضب تونسي واسع ومطالب بحماية الجالية
هذه الجريمة البشعة أثارت موجة غضب واستياء عارم في تونس. وزير الداخلية التونسي، خالد النوري، سارع بإدانة الجريمة بشدة خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي برونو ريتايو. وأعرب النوري عن “شجبه الشديد لهذه الجريمة الإرهابية الغادرة”، مشيرًا إلى أنها خلفت “حزنًا عميقًا واستياءً واسعًا” لدى الرأي العام التونسي، وفقًا لبيان رسمي صادر عن الوزارة.
كما شدد الوزير التونسي على ضرورة “توفير الحماية اللازمة للجالية التونسية في فرنسا”، محذرًا في الوقت نفسه من المخاطر الجسيمة لـ “خطاب التحريض على الكراهية والتعصب” الذي غالبًا ما يكون الشرارة التي تؤدي إلى مثل هذه الجرائم المروعة.
الرد الفرنسي: تعازٍ وتعهد بإنزال أقصى العقوبات
من جانبه، قدم الوزير الفرنسي برونو ريتايو تعازيه الحارة لعائلة الضحية، مؤكدًا أن الجاني “لا يمثل المجتمع الفرنسي ولا يعبر عن قيم الدولة الفرنسية”. وتعهد الوزير الفرنسي باتخاذ كل الإجراءات لإنزال “أقصى العقوبات” على المتهم، في إشارة إلى جدية السلطات الفرنسية في التعامل مع هذه الجريمة وتقديم الجاني للعدالة.