أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن لقاءه الأخير بالرئيس عبد الفتاح السيسي كان مثمرًا للغاية، مشيرًا إلى أنها المرة الرابعة التي يلتقيه فيها خلال عشرة أشهر فقط، بالإضافة إلى لقاءين سابقين جمعا بين الرئيسين الإيراني والمصري خلال الفترة نفسها.
وأوضح عراقجي، في تصريحات خاصة لـ”القاهرة الإخبارية”، أنه أبلغ الرئيس السيسي بأن مصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي أتيحت له فرصة لقاء رئيسها أربع مرات في هذه المدة الزمنية القصيرة، وهو ما يعكس خصوصية العلاقات المصرية الإيرانية وعمقها.
وأضاف عراقجي أن “لقاء اليوم كان لقاء عمل بامتياز، بعيدًا عن أي شكل بروتوكولي، وقد ناقشنا خلاله قضايا جادة ومهمة للغاية. تحدثنا بشكل تفصيلي حول عدد من القضايا الإقليمية، بما في ذلك المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، حيث استمعت إلى وجهة نظر الرئيس السيسي بشأن هذه المسألة الهامة”.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن الاجتماع تناول أيضًا العلاقات الثنائية بين إيران ومصر، مؤكدًا وجود إرادة مشتركة قوية لدى الطرفين لتعزيز وتطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
محاور التعاون الرئيسية: من السياسة للاقتصاد والسياحة
وبيّن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن من أبرز مجالات التعاون التي تم الاتفاق عليها بين إيران ومصر هي المشاورات السياسية. فقد تم اليوم الاتفاق على عقد مشاورات سياسية دورية على مستوى معاوني وزراء الخارجية في كلا البلدين، لتشمل هذه المشاورات القضايا الثنائية، والإقليمية، والدولية.
تنسيق المواقف: المشاورات السياسية والإقليمية
وتابع عراقجي موضحًا أنه على الصعيد الدولي، هناك العديد من القواسم المشتركة بين البلدين، حيث يتعاونان بفاعلية في عدد من المنظمات الدولية. أما فيما يخص القضايا الإقليمية، فلدينا وجهات نظر متقاربة بشكل لافت، خاصة فيما يتعلق بـالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وكذلك ما يجري في غزة والضفة الغربية. كما تم الاتفاق على مواصلة التشاور بخصوص الأوضاع في سوريا، واليمن، ولبنان، بالإضافة إلى ملف المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة. وقد اتفق الطرفان على إجراء مشاورات مستمرة في جميع هذه الملفات الحيوية.
دفع عجلة الاقتصاد: التجارة والسياحة
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أوضح الوزير أنه تم الاتفاق على تعزيز التعاون التجاري بين البلدين، رغم العقوبات المفروضة على إيران، مؤكداً وجود قنوات تجارية قانونية يمكن استخدامها لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين. وواصل قائلاً: “كما اتفقنا على تعزيز التعاون الاقتصادي، خصوصًا في مجال السياحة. وقررنا اليوم رفع مستوى العلاقات السياحية بين البلدين وتشجيع تبادل الزيارات بين شعبيهما. وسنواصل العمل المشترك لتعزيز التعاون في مختلف المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.”