نصيحة ذهبية للطلاب والمعلمين.. إمام الحرم يحدد أهمية العلم والمعرفة قبل انطلاق العام الدراسي

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، في خطبة الجمعة اليوم، المسلمين بتقوى الله والتمسك بمنهج السلف الصالح باعتباره طريق النجاة في عالم مضطرب. شدد السديس على أن هذا المنهج يقوم على أسس راسخة أبرزها التوحيد الخالص لله، والرجوع للقرآن والسنة، والعناية بالعلم، مع التأكيد على دور التعليم والمعلمين تزامنًا مع قرب العام الدراسي الجديد.

الشيخ السديس يؤكد أهمية التقوى ومنهج السلف الصالح

في ظل التحديات التي يواجهها العالم المعاصر، دعا الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس إلى ضرورة التمسك بتقوى الله واتباع المنهج السليم، مؤكداً أن سبيل النجاة يكمن في الإيمان الراسخ والعقيدة الواضحة الصحيحة والثابتة. وأشار فضيلته إلى أن منهج سلف الأمة الصالح يمثل الطريق القويم الذي يحمي الإنسان من الفهم الخاطئ ويوجهه نحو الرقي الروحي والفهم السليم لأمور الدين والحياة.

التوحيد الخالص: ركيزة المنهج السلفي

أوضح الشيخ السديس أن من أبرز معالم منهج السلف الصالح، العناية الفائقة بالتوحيد الخالص لله تعالى. هذا المبدأ الأساسي ينبذ أي شكل من أشكال الشرك أو اتخاذ أنداد أو شركاء لله، ويرفض عبادة الأصنام أو التقرب إلى الأموات. وأكد فضيلته أن هذا المعلم يتوج بالإخلاص التام في جميع الأقوال والأعمال، مستدلاً بقول الله تعالى: (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ).

القرآن والسنة: المرجع الأساسي للمسلم

شدد إمام المسجد الحرام على أن منهج السلف الصالح يتميز بالعودة الدائمة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في جميع المسائل، كبيرة كانت أم صغيرة. واستشهد السديس بقول الله تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا). وأفاد بأن السلف يعتبرون القرآن كلام الله المنزل وغير مخلوق، ويقومون بتفسير الآيات المتشابهة بالرجوع إلى المحكم، والمجمل إلى المبين، في توافق تام بين النصوص ومقاصدها والعقل والمنقول.

أبرز أصول وقيم منهج السلف الصالح

لخص الشيخ السديس مجموعة من الأصول والقيم الجوهرية التي تميز منهج سلف الأمة الصالح، والتي تشكل خارطة طريق للمسلم في حياته:
* العناية بالتوحيد الخالص لله تعالى، فلا أنداد ولا شركاء ولا أمثال ولا نظراء.
* الرد إلى القرآن الكريم والسنة المطهرة في كل صغيرة وكبيرة، وعدم معارضة النصوص الصحيحة بالعقول.
* العناية بالعلم والمعرفة، وتأكيد أهميته للطلاب والمعلمين على حد سواء.
* الترضّي عن جميع الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين.
* عدم تكفير أحد من أهل القبلة بفعل الكبيرة ما لم يستحلها.

دعوة للعلم والمعرفة قبيل العام الدراسي الجديد

وفي سياق متصل، وجه الشيخ السديس رسالة خاصة للطلاب والمعلمين، مؤكداً على عظيم رسالتهم وأهمية العناية بالعلم والمعرفة، خصوصاً مع قرب استقبال العام الدراسي الجديد. ودعا إلى استشعار هذه الأهمية والاهتمام بالقيم الأصيلة وتعزيز الوعي الفكري، مشيداً بدور المعلمين والمعلمات في بناء الأجيال.

القرآن والسنة: منهل النجاة والهداية

اختتم الشيخ السديس خطبته بالتأكيد على أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يمثلان المنهل العذب والروي الذي ينهل منه كل عطشان للحق، ويرجع إليه كل مهتد وهاد. وهما السبيل الذي يضمن للمسلم عدم الضلال أو الشقاء، بل يقودانه إلى الهداية والصلاح.