قفزة تاريخية.. إنفيديا تحقق مبيعات قياسية تتجاوز كل التوقعات بفضل ثورة الذكاء الاصطناعي
أعلنت شركة إنفيديا، عملاق صناعة الرقائق والقيمة السوقية الأكبر عالمياً، عن تحقيق نتائج مالية استثنائية للربع الثاني من العام، مدفوعة بالطلب المتزايد على وحدات معالجة الرسوميات الخاصة بالذكاء الاصطناعي. سجلت الشركة إيرادات بلغت 46.7 مليار دولار بزيادة ملحوظة قدرها 56%، مع ارتفاع صافي الدخل إلى 26.4 مليار دولار بنسبة 59%، وهو ما يعكس هيمنتها المتواصلة على قطاع مراكز البيانات الحيوية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
نتائج إنفيديا المالية للربع الثاني: نمو قياسي في الإيرادات والأرباح
شهدت إنفيديا نمواً غير مسبوق في أدائها المالي خلال الربع الثاني، حيث فاقت التوقعات بفضل الطلب القوي على شرائحها المتطورة. بلغت الإيرادات الإجمالية للشركة 46.7 مليار دولار أمريكي، محققة بذلك زيادة سنوية بنسبة 56%، في حين وصل صافي الدخل إلى 26.4 مليار دولار أمريكي بزيادة قدرها 59% عن الفترة نفسها من العام الماضي. تُظهر هذه الأرقام هيمنة إنفيديا المستمرة على سوق الرقائق المستخدمة في تشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات العالمية.
| البيان المالي | القيمة (مليار دولار أمريكي) | نسبة التغير السنوي |
| إجمالي الإيرادات | 46.7 | +56% |
| صافي الدخل | 26.4 | +59% |
| مبيعات مراكز البيانات | 41.1 | – |
| مبيعات شرائح بلاكويل | 27 | – |
| مبيعات شريحة H20 (خارج الصين) | 0.65 | – |
| توقعات إيرادات الربع الثالث | 54 (±2%) | – |
الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات: محرك النمو الرئيسي لإنفيديا
يعود هذا الأداء المالي المبهر لإنفيديا بشكل أساسي إلى قطاع مراكز البيانات الذي يشهد طلباً غير مسبوق على وحدات معالجة الرسوميات (GPU) عالية الأداء. شكلت مبيعات هذا القطاع 41.1 مليار دولار من إجمالي الإيرادات خلال الربع، مما يؤكد أهمية إنفيديا كلاعب محوري في بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. كما بلغت مبيعات الجيل الأحدث من شرائح إنفيديا، المعروفة باسم “بلاكويل”، حوالي 27 مليار دولار، وهو ما يعكس التبني السريع لهذه التقنيات المتطورة.
وأكد جنسن هوانج، الرئيس التنفيذي لإنفيديا، على الأهمية الاستراتيجية لشرائح بلاكويل في تصريح صحفي مصاحب للإعلان عن النتائج. وقال هوانج إن “بلاكويل هي منصة الذكاء الاصطناعي التي كان العالم ينتظرها، وسباق الذكاء الاصطناعي قد انطلق، وبلاكويل هو مركز هذا السباق”. وتوقع هوانج أن يتراوح الإنفاق العالمي على بنية تحتية للذكاء الاصطناعي بين 3 إلى 4 تريليونات دولار بحلول نهاية العقد الحالي، مؤكداً أن هذا الرقم “معقول جداً للسنوات الخمس المقبلة”. كما سلطت النتائج الضوء على قدرة إنفيديا بلاكويل GB200 NVL72 على معالجة 1.5 مليون وحدة بيانات في الثانية، مما دعم إطلاق نماذج GPT-OSS مفتوحة المصدر من OpenAI مؤخراً.
تحديات إنفيديا في السوق الصينية وقيود التصدير
بالرغم من النجاحات العالمية، تواجه إنفيديا تحديات معقدة في السوق الصينية، حيث لم تسجل أي مبيعات من شريحة H20 الموجهة خصيصاً للصين خلال الربع الماضي. وعلى النقيض، بيعت شحنات بقيمة 650 مليون دولار من هذه الشرائح لعملاء خارج الصين. تأتي هذه الصعوبات في ظل القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على بيع وحدات معالجة الرسوميات المتطورة للصين.
وأوضحت المديرة المالية للشركة، كوليت كريس، خلال مؤتمر الأرباح أن عدم شحن الشرائح للصين يعود إلى عدم وضوح الترتيبات المتعلقة بتصاريح التصدير. وقالت كريس “على الرغم من حصول عدد محدود من عملائنا في الصين على تصاريح خلال الأسابيع الماضية، لم نقم بشحن أي أجهزة H20 بناء على تلك التصاريح”، مشيرة إلى أن هذا الترتيب الاستثنائي لم يتم تدوينه في لوائح اتحادية رسمية حتى الآن. يضاف إلى ذلك، حثت الحكومة الصينية الشركات المحلية على عدم استخدام شرائح إنفيديا، مما أدى إلى توقف إنتاج شريحة H20 في بداية الشهر الجاري، مما يبرز تعقيدات الوضع الجيوسياسي وتأثيره على عمليات الشركة العالمية.
توقعات إنفيديا للربع الثالث ومستقبل مبيعات شرائح الذكاء الاصطناعي
تتوقع إنفيديا أن تحقق إيرادات قدرها 54 مليار دولار في الربع الثالث من العام، مع إمكانية تذبذب هذه النسبة بمقدار 2%، مؤكدة أن هذه التوقعات لا تشمل أي مبيعات لشريحة H20 في السوق الصينية. يعكس هذا التوقع ثقة الشركة في استمرار نمو الطلب العالمي على شرائحها المخصصة للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، بالرغم من التحديات القائمة في بعض الأسواق الحساسة. تواصل إنفيديا بذلك تعزيز مكانتها كقوة دافعة رئيسية في عصر الذكاء الاصطناعي.