فقدت مصر والوطن العربي صباح اليوم واحدة من قامات الفن والمسرح الكبيرة، الفنانة القديرة سميحة أيوب، التي رحلت عن عالمنا عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء امتدت لأكثر من سبعين عامًا. وقد خصص التليفزيون المصري تغطية خاصة لاستعراض تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة سيدة المسرح العربي.
اللحظات الأخيرة في حياة سميحة أيوب: وداع هادئ
رحلت الفنانة سميحة أيوب في منزلها بحي الزمالك بالقاهرة، في جو من الهدوء والسكينة يليق بتاريخها الفني العريق. كانت محاطة في لحظاتها الأخيرة بأقربائها وعدد من زملائها في الوسط الفني، وفي مقدمتهم الفنانة مديحة حمدي، التي سارعت بالحضور لتقديم الدعم والمساعدة في إجراءات تجهيز الجثمان.
وأفاد المقربون من الفنانة أن أيامها الأخيرة كانت مليئة بالتأمل والهدوء، حيث كانت تتابع عن بُعد مستجدات الساحة الثقافية والفنية، وتلتزم بأداء صلواتها وأدعيتها، كما حرصت على تبادل الذكريات الدافئة مع أحبائها المقربين.
مسيرة سميحة أيوب الفنية.. من شبرا إلى عمادة المسرح
وُلدت الفنانة سميحة أيوب في الثامن من مارس عام 1932. بدأت رحلتها الفنية مبكرًا، فشاركت وهي في الخامسة عشرة من عمرها في فيلم “المتشردة” عام 1947، ثم تلاه فيلم “حب” في العام التالي مباشرةً. في عام 1949، التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، لتتلمذ على يد قامة المسرح العربي، الأستاذ زكي طليمات، وتخرجت منه عام 1953.
قدمت سميحة أيوب خلال مشوارها الفني الطويل ما يقرب من 170 مسرحية، بالإضافة إلى عشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية والإذاعية، مما جعلها واحدة من أكثر الفنانات تأثيرًا في الحياة المسرحية المصرية. كما تولت إدارة كل من المسرح القومي والمسرح الحديث في فترات حرجة، نجحت خلالها في إعادة الروح لخشبة المسرح.
فيلم “ليلة العيد”.. آخر أعمال سميحة أيوب السينمائية
على الرغم من تقدمها في العمر، لم تتوقف سميحة أيوب عن العطاء الفني. كان آخر ظهور سينمائي لها في فيلم “ليلة العيد”، الذي عُرض عام 2024. شاركت في هذا العمل الدرامي نخبة من الفنانات، منهن يسرا اللوزي، ريهام عبد الغفور، عبير صبري، ونجلاء بدر، وتناول الفيلم قضايا المرأة، وهو من تأليف أحمد عبدالله وإخراج سامح عبد العزيز.
إرث سيدة المسرح العربي.. ذاكرة فنية لا تموت
ترحل الفنانة الكبيرة سميحة أيوب بجسدها، لكن روحها الفنية ستظل حاضرة وباقية في تاريخ الفن العربي، وفي قلوب ووجدان كل من استمتع بأعمالها على خشبة المسرح أو الشاشة. لم تكن سميحة أيوب مجرد ممثلة، بل كانت رمزًا للانضباط والمهنية، والموهبة الفذة، والرسالة الفنية الراقية التي حملتها طوال حياتها.
رحم الله سيدة المسرح العربي، وجعل كل ما قدمته في ميزان حسناتها، وألهم محبيها وذويها الصبر والسلوان.