تطور جديد.. تصنيفات المستثمرين في البورصة تكشف سر تحركات السوق واتجاهاته المستقبلية

يُصنف المستثمرون في الأسواق المالية إلى فئات متعددة، لكل منها أهدافها واستراتيجياتها المختلفة ومدى قدرتها على تحمل المخاطر. فهم هذه التصنيفات المتنوعة أمر جوهري لكل من يرغب في خوض غمار الاستثمار، حيث يؤثر كل نوع من المستثمرين بشكل مباشر على حركة وتغيرات ديناميكيات السوق.

المستثمر الفردي في سوق الأسهم

المستثمر الفردي، المعروف أيضًا بالمستثمر التجزئة، هو الشخص العادي الذي يشارك في سوق الأوراق المالية مستخدمًا أمواله الخاصة. يمكن أن يكون هذا المستثمر موظفًا أو طبيبًا أو طالبًا، ويهدف بشكل أساسي إلى تنمية مدخراته لتحقيق أهداف مالية شخصية محددة، مثل شراء منزل أو تغطية تكاليف التعليم أو الادخار للتقاعد. عادة ما تكون أحجام استثماراته صغيرة نسبيًا مقارنة بالمؤسسات الكبرى، ويعتمد على منصات التداول الإلكترونية أو شركات الوساطة لتنفيذ صفقاته. غالبًا ما يتأثر المستثمر الفردي بالتقارير الإخبارية والتحليلات الأساسية، وأحيانًا بالمشاعر العامة السائدة في السوق.

اقرأ أيضًا: قفزة 6.4%.. تطور جديد في البورصة وقطاع مواد البناء يقود صعود 9 قطاعات كاملة

دور المستثمر المؤسسي في الأسواق المالية

يُعدّ المستثمر المؤسسي ركيزة أساسية في السوق المالي، فهو كيان قانوني أو مؤسسة ضخمة تستثمر مبالغ هائلة من الأموال نيابةً عن عملائها. تشمل هذه المؤسسات صناديق التقاعد وصناديق الاستثمار المشتركة وشركات التأمين والبنوك. نظرًا لحجم استثماراتها الهائل، فإن قراراتها لديها القدرة على تحريك السوق وتغيير أسعار الأوراق المالية بشكل ملموس. تعتمد هذه المؤسسات على فرق من الخبراء والمحللين المحترفين لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة ومبنية على بحث عميق، وعادة ما تكون لديهم رؤية استثمارية طويلة الأجل تسعى لتحقيق استقرار ونمو مستدام.

المتداول قصير الأجل وتحقيق الأرباح السريعة

على عكس المستثمرين الذين يسعون للنمو على المدى الطويل، يركز المتداول قصير الأجل على تحقيق أرباح سريعة من خلال عمليات شراء وبيع متكررة خلال فترات زمنية قصيرة قد تتراوح من دقائق إلى بضعة أيام. لا يهتم المتداول بالأساسيات المالية للشركة بقدر اهتمامه بالتحليل الفني ومؤشرات السوق وتقلبات الأسعار اللحظية. من أشهر أنواع هذا المتداول “المتداول اليومي” الذي يقوم بشراء وبيع الأوراق المالية في نفس يوم التداول، و”المتداول السوينج” الذي يحتفظ بالأوراق لعدة أيام أو أسابيع للاستفادة من التقلبات المتوسطة في السوق.

اقرأ أيضًا:

تصل لـ 2350 جنيهًا للأردب.. مجلس الوزراء يقر أسعار توريد القمح لموسم 2026 | تطور جديد يهم المزارعين

المستثمر طويل الأجل والاستراتيجية الحكيمة

يتبنى المستثمر طويل الأجل استراتيجية تقوم على الاحتفاظ بالأوراق المالية لسنوات عديدة، قد تصل إلى خمس سنوات أو أكثر. يؤمن هذا المستثمر بأن القيمة الحقيقية للشركة تكمن في أساسياتها المالية القوية، مثل قدرتها على النمو، وكفاءة إدارتها، والأرباح المستدامة التي تحققها. لا يبالي هذا النوع من المستثمرين بالتقلبات اليومية أو الأسبوعية في السوق، ويركز على مقولة “استثمر في الشركة وليس في السهم” كقاعدة ذهبية لتحقيق عوائد مجزية على المدى البعيد.

الفرق بين المستثمر النشط والمستثمر السلبي

يمكن تصنيف المستثمرين أيضًا بناءً على مستوى مشاركتهم في إدارة محافظهم الاستثمارية:

اقرأ أيضًا: سعر مفاجئ.. تويوتا فورتشنر 2024 أعلى فئة في سوق المستعمل

  • المستثمر النشط: يشارك هذا النوع بشكل مستمر في إدارة محفظته الاستثمارية، ويقوم بعمليات شراء وبيع متكررة بناءً على أبحاثه وتحليلاته المستمرة للسوق. يهدف المستثمر النشط إلى تحقيق عائد أعلى من متوسط أداء السوق من خلال انتقاء الأوراق المالية بعناية وتوقيت صفقاته.
  • المستثمر السلبي: يتبنى المستثمر السلبي استراتيجية أقل تدخلًا، حيث يفضل الاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) التي تتبع أداء مؤشر معين، مثل مؤشر السوق الرئيسية. لا يتدخل المستثمر السلبي في محفظته بشكل متكرر، ويهدف إلى تحقيق عائد مماثل لأداء السوق ككل. تُعتبر هذه الاستراتيجية أقل تكلفة وأقل استهلاكًا للوقت والجهد مقارنة بالاستثمار النشط.