كيف فاتتهم؟.. من أونانا إلى الأساطير.. لقطات لا تصدق لحراس مرمى عجزوا عن التصدي لأهداف محققة
شهدت بطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة “كاراباو” خروجًا مفاجئًا لمانشستر يونايتد بعد هزيمته أمام جريمسبي تاون بركلات الترجيح، في مباراة تاريخية للحارس الكاميروني أندريه أونانا، الذي فشل في التصدي لأي ركلة من أصل 12 تسديدة. هذا الأداء غير المسبوق أثار جدلاً واسعًا حول دور حارس المرمى في اللحظات الحاسمة، وفتح ملف الأخطاء الفادحة التي يقع فيها الحراس الكبار، لتعود للأذهان لقطات نادرة لحراس مرمى ارتكبوا أخطاءً لا تُنسى.
فشل أونانا الصادم: مانشستر يونايتد يودع كأس الرابطة بركلات الترجيح
ودع نادي مانشستر يونايتد بطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة “كاراباو” بطريقة صادمة وغير متوقعة، بعد خسارته أمام فريق جريمسبي تاون، أحد فرق الدرجة الثانية الإنجليزية، بنتيجة 12-11 بركلات الترجيح. جاءت هذه الهزيمة بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل الإيجابي 2-2 بين الفريقين.
وعلى الرغم من عودة فريق مانشستر يونايتد في النتيجة بعد التأخر بهدفين مبكرين، إلا أن لحظة الحسم في ركلات الترجيح كانت كارثية بكل المقاييس. فشل الحارس الكاميروني أندريه أونانا، حارس مرمى الشياطين الحمر، في التصدي لأي من الركلات الاثني عشر التي سددها لاعبو جريمسبي تاون. أثار هذا الأداء غير المقبول موجة واسعة من الانتقادات والسخرية على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة أن العديد من التسديدات كانت في متناول يديه أو لم تُسدد بزوايا صعبة. هذا الفشل الذريع لأونانا في التصدي لأي من ركلات الترجيح وضع علامة استفهام كبيرة حول جاهزيته الذهنية وقدرته على التعامل مع الضغط في المباريات الكبرى.
أخطاء حراس المرمى التاريخية: لقطات لا تُنسى في عالم كرة القدم
لم يكن فشل الحارس أندريه أونانا في التصدي لركلات الترجيح هو الأول من نوعه في عالم كرة القدم، فقد شهدت الملاعب العالمية العديد من المواقف الغريبة والأخطاء الفادحة التي ارتكبها حراس المرمى، سواء في ركلات الجزاء المباشرة أو حتى في التصدي لتسديدات عادية. هذه اللحظات تظل محفورة في ذاكرة الجماهير وتبرز الجانب الإنساني المعرض للخطأ حتى لأفضل الحراس. إليك أبرز هذه اللقطات:
- **ميسي وسواريز يمرران ركلة جزاء:** في عام 2016، شهدت مباراة برشلونة وسيلتا فيجو لقطة غريبة ومبتكرة. بدلاً من تسديد الكرة بنفسه، مرر ليونيل ميسي ركلة الجزاء إلى زميله لويس سواريز الذي انطلق من الخلف وسجل الهدف بسهولة. تجمد حارس مرمى سيلتا في مكانه، بدا عاجزًا عن فهم ما حدث إلا بعد فوات الأوان.
- **هنري وبيريس: فكرة جيدة لكن التنفيذ فاشل:** في عام 2005، حاول لاعبا أرسنال تييري هنري وروبرت بيريس تقليد فكرة ميسي وسواريز الشهيرة. لكن سوء التنسيق بينهما أدى إلى لمسة مزدوجة من بيريس، مما تسبب في إلغاء الركلة. ظل الحارس يراقب المشهد في حالة من الذهول التام دون أي تدخل، مما أظهر كيف أن المفاجأة قد تربك الحارس بسهولة.
- **حارس مرمى “نائم” في الدوري البرازيلي:** في عام 2010، وخلال إحدى مباريات الدوري البرازيلي، سدد أحد اللاعبين ركلة جزاء ببطء شديد ودون أي قوة ملحوظة. استعد الحارس للقفز نحو زاوية معينة، لكنه فوجئ بأن الكرة تتجه ببطء شديد نحوه، فلم يتمكن من تعديل وضعه في الوقت المناسب. دخل الهدف الشباك بطريقة غريبة والحارس ينظر بدهشة لما حدث.
- **هدف راشفورد المراوغ:** في مواجهة مانشستر يونايتد وليستر سيتي عام 2019، سدد ماركوس راشفورد كرة قوية ارتطمت بالعارضة وعادت إلى الأرض قبل أن تتجاوز خط المرمى. حاول الحارس الإمساك بها، لكن ارتدادها الغريب تسبب في دخولها المرمى رغم محاولته اليائسة لإنقاذ الموقف.
- **تسديدة بيكهام المتذبذبة:** سدد نجم الكرة الإنجليزية ديفيد بيكهام كرة حرة مباشرة تغير اتجاهها في الهواء بشكل غير متوقع بسبب تأثير الرياح. فشل الحارس في قراءة مسار الكرة، رغم أنه كان في وضعية جيدة، ودخلت الكرة المرمى لتخلف لقطة كلاسيكية لحارس مهزوم بحركة الكرة غير المتوقعة لا بقوتها.
- **هدف ساني في مرمى أونانا قبل كارثة الكاراباو:** حتى قبل واقعة جريمسبي تاون الأخيرة، تعرض أندريه أونانا لموقف محرج آخر. في مباراة مانشستر يونايتد أمام بايرن ميونخ بدوري أبطال أوروبا، سجل ليروي ساني هدفًا بعد تسديدة خادعة مرت من بين قدمي أونانا، مما أثار انتقادات حادة لفقدانه للتركيز في لحظة حساسة.
تحليل أسباب فشل حراس المرمى: لماذا يخفقون في اللحظات الحاسمة؟
تعتبر حراسة المرمى واحدة من أصعب المراكز في كرة القدم وأكثرها حساسية، فالخطأ الواحد قد يكلف الفريق الكثير. الفشل في التصدي لركلات الترجيح أو التسديدات المباشرة عادة ما يكون نتيجة لمزيج من عدة عوامل أساسية تؤثر على أداء حراس المرمى. من أبرز هذه الأسباب نجد فقدان التركيز اللحظي، حيث يتطلب الموقف اتخاذ قرار سريع في جزء من الثانية، وقد يتأخر رد الفعل أو يكون التمركز غير صحيح. كما أن الثقة الزائدة قد تؤدي أحيانًا إلى نوع من التراخي، مما يجعل الحارس عرضة لحركات غير متوقعة من قبل الخصم.
أونانا
يلعب عامل المفاجأة دورًا كبيرًا في ركلات الجزاء تحديدًا، فقد يتعمد اللاعب إبطاء تسديد الكرة، أو قد ينظر إلى زاوية معينة ثم يسدد في الأخرى بشكل مغاير لتوقعات الحارس. أمام هذه السيناريوهات، يُطالب الحارس باتخاذ قرار مصيري في جزء صغير جدًا من الثانية، وهو ما يفسر مقولة “الحارس هو نصف الفريق” لما يتحمله من ضغوط ومسؤوليات جسيمة.
من يتحمل مسؤولية خروج مانشستر يونايتد: هل أونانا وحده هو المذنب؟
على الرغم من أن الحارس أندريه أونانا لم ينجح في التصدي لأي ركلة من أصل اثني عشر ركلة ترجيح سددها لاعبو جريمسبي تاون، إلا أن تحميله كامل مسؤولية الإقصاء من بطولة كأس الرابطة قد يكون مبالغًا فيه بعض الشيء. فركلات الترجيح تحمل في طياتها عنصر الحظ الكبير والمفاجأة، ولا يُتوقع من أي حارس مرمى، مهما كانت مهاراته، أن يتصدى لكل الركلات المسددة ضده.
ومع ذلك، فإن عدم تصدي أونانا لأي من هذه الركلات يطرح علامات استفهام كبيرة حول أدائه وجاهزيته النفسية في مثل هذه اللحظات الحاسمة، خاصة وأنه حارس دولي ويلعب لفريق كبير بحجم مانشستر يونايتد يمتلك طموحات عالية. يبقى السؤال حول مدى تأثير الضغط النفسي وضعف التركيز على حراس المرمى في مواقف ركلات الترجيح تحديدًا، وما إذا كان هذا الأداء يعكس مشكلة أعمق أم مجرد يوم سيء للحارس الكاميروني.