تتكون الكرة الأرضية من عدة طبقات عمودية، تبدأ من السطح الذي نعيش عليه وتصل إلى مركز الأرض. تتألف هذه الطبقات من صخور، أتربة، معادن، وحمم منصهرة. تُعرف الطبقة الصخرية التي تشكل القارات وجزءًا من قاع المحيطات باسم القشرة القارية أو الرصيف القاري. هذه الطبقة هي المكان الذي نعيش عليه، وفي أعماقها توجد الصفائح التكتونية (أو الحواف)، وهي كتل ضخمة تتحرك باستمرار، إما مبتعدة عن بعضها، أو متصادمة، أو منزلقة على طول حدودها.
يتألف سطح الأرض من حوالي 15 صفيحة تكتونية، تختلف أحجامها بشكل كبير. بعض هذه الصفائح يضم أجزاء من القارات، بينما يضم البعض الآخر أجزاء من المحيطات. هذه الصفائح في حركة دائمة باتجاهات مختلفة، وتلتقي في نقاط محددة تُعرف باسم الصدوع. عندما تتحرك هذه الصفائح وتحتك ببعضها عند الصدوع، ينجم عن ذلك توليد وتحريك كميات هائلة من الطاقة. وعندما تتجاوز هذه الطاقة قدرة الصخور على التحمل، تتحول إلى موجات اهتزازية تنتشر فوق قشرة الأرض. هذه الاهتزازات هي ما نشعر به، وتُعرف باسم الزلازل، التي تختلف شدتها وتبعياتها حسب قوة التصادم، وقد تتسبب في كوارث ودمار قادر على إبادة دول بأكملها.
أحزمة الزلازل الرئيسية حول العالم: أين تتركز أغلب الهزات الأرضية؟
عبر العصور الجيولوجية، تشكلت أحزمة زلزالية رئيسية تُعد الأكثر نشاطًا على مستوى العالم، وهي كالتالي:
1. حزام النار (الحزام الباسيفيكي): بؤرة الزلازل والبراكين الأعنف
يُعد حزام النار (المعروف أيضًا بالحزام الباسيفيكي) الأنشط عالميًا، ويمتد لمسافة تزيد عن 40 ألف كيلومتر. يبدأ هذا الحزام من تشيلي ويمر بالمكسيك، ثم الساحل الغربي للولايات المتحدة الأمريكية، ويصل إلى الأجزاء الجنوبية من ألاسكا، ثم يمتد ليشمل اليابان، الفلبين، غينيا الجديدة، ونيوزيلندا. يشبه شكله حدوة الحصان، ويُسمى حزام النار لأنه يضم أكثر من 450 بركانًا نشطًا. يشهد هذا الحزام نحو 80% من زلازل العالم الأعنف، ومن أبرزها زلزال تشيلي الكبير عام 1960.
2. الحزام الألبي: منطقة نشطة شهدت زلازل مدمرة
يقع الحزام الألبي في منطقة تمتد لأكثر من 15 ألف كيلومتر. يبدأ من جاوة وسومطرة في إندونيسيا، ويتجه نحو المحيط الأطلسي، عابرًا جبال الهيمالايا، إيران، القوقاز، الأناضول، ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. يضم هذا الحزام نحو 17% من أكبر الزلازل التي تحدث في العالم. وقد شهد بعضًا من أكثر الزلازل تدميرًا في التاريخ الحديث، مثل:
- زلزال باكستان عام 2005: الذي خلف نحو 80 ألف قتيل.
- زلزال إندونيسيا عام 2004: الذي راح ضحيته نحو 230 ألف قتيل.
من أبرز الدول المعرضة لخطر الزلازل في هذا الحزام نجد تركيا، الهند، كازاخستان، دول جنوب أوروبا المطلة على البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى دول الشرق الأوسط مثل سوريا ولبنان، ودول شمال إفريقيا.
3. الحزام الأطلسي: زلازل في أعماق المحيطات.. هل أنت بمأمن؟
يُعرف الحزام الأطلسي بأنه منطقة التقاء الصفائح القارية في عمق المحيط. على الرغم من أنه مسؤول عن 3% فقط من الزلازل الكبيرة في العالم، ومعظم الزلازل فيه تكون صغيرة، إلا أنه ليس بمنأى عن الهزات القوية. فكمثال، تعرضت آيسلندا لزلزال كبير وصل إلى 7 درجات على مقياس ريختر في نطاق هذا الحزام، مما يثبت قدرته على توليد زلازل مؤثرة بالرغم من وقوعها بعيدًا عن المراكز الحضرية الكبرى.