بشرى للمستثمرين: تراخيص فورية.. وزارة الصناعة تفتح الباب أمام إقامة مصانع منتجات الكتان بتسهيلات غير مسبوقة

عقد اجتماع حكومي موسع في مصر، برئاسة الفريق كامل الوزير، وزير الصناعة، لمناقشة خطة متكاملة للنهوض بصناعة الكتان المصري. ويهدف الاجتماع إلى تعظيم إنتاجية وجودة محصول الكتان وربط جميع مراحل سلسلة القيمة، من الزراعة وحتى التصنيع والتسويق، لزيادة القدرة التنافسية للمنتجات المصرية في الأسواق العالمية وجذب استثمارات أجنبية مثل مصنع الغزل الصيني الجديد بمدينة السادات.

مصر تسعى لتطوير صناعة الكتان وتعزيز قيمتها المضافة

أكد الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصناعة والنقل، أن هذا اللقاء يأتي ضمن استراتيجية وطنية لتعظيم إنتاجية محصول الكتان في مصر وربط جميع حلقات سلسلة القيمة، بدءًا من زراعته وحتى مراحل التصنيع والتسويق النهائية. ويهدف هذا التوجه إلى رفع القدرة التنافسية للمنتجات المصرية المصنعة من الكتان عالميًا. وأشار الوزير إلى أن الكتان مادة خام استراتيجية تدخل في العديد من الصناعات الحيوية مثل الملابس الجاهزة، زيوت الطعام، الورق، الأعلاف، وحتى صناعة الأخشاب، مما يجعل تطوير هذه الصناعة أولوية قصوى للحكومة المصرية. وتشجع وزارة الصناعة المستثمرين الجادين على الحصول السريع على التراخيص اللازمة لإقامة مصانع الكتان، مؤكدة على ضرورة زيادة القيمة المضافة للمنتج المصري بدلاً من تصديره كمادة خام. وتعمل الوزارة أيضًا على حصر دقيق للأراضي المزروعة بالكتان بالتعاون مع الجمعيات الزراعية لتوفير قاعدة بيانات شاملة للشركات.

استثمارات أجنبية ضخمة تدعم قطاع الكتان المصري

شهد الاجتماع استعراض خطة شركة “كينجدوم لينين” الصينية لإنشاء مصنع حديث ومتكامل لإنتاج غزل الكتان. من المقرر أن يقام هذا المصنع في مدينة السادات الصناعية على مساحة 50 ألف متر مربع، باستثمارات تقدر بنحو 60 مليون دولار أمريكي.

ويعكس هذا المشروع الضخم ثقة المستثمرين الأجانب في السوق المصري وإمكانياته الواعدة في صناعة الكتان.

إعادة تأهيل وتطوير شركة طنطا للكتان والزيوت

من جانبه، أكد المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، على أهمية شركة طنطا للكتان والزيوت كواحدة من أهم القلاع الصناعية الوطنية. وأشار إلى أن الشركة تمتلك كل حلقات الإنتاج اللازمة، ولكنها تحتاج إلى إعادة تأهيل وتطوير شاملة. وتتضمن الخطة الموضوعة تحديث خطوط الإنتاج الحالية وإدخال أنشطة جديدة، مع فتح الباب أمام الشراكة الفعالة مع القطاع الخاص لتعظيم الاستفادة من إمكانيات الشركة. كما شدد شيمي على الدور الحيوي للإرشاد الزراعي والبحوث العلمية في زيادة إنتاجية وجودة محصول الكتان، وتشجيع التوسع في الزراعات التعاقدية لضمان استقرار السوق.

دعم حكومي شامل لزراعة وتصنيع الكتان

بدوره، أوضح وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، علاء فاروق، أن وزارته تعمل بجد لتوفير التقاوي والأسمدة عالية الجودة وحصر الأراضي الزراعية المؤهلة لزراعة الكتان. وأكد على ضرورة إدخال الكتان في مرحلة التصنيع الكاملة لزيادة قيمته المضافة ومواجهة التحديات التي تواجه المحصول، مثل الحرائق المتكررة في مناطق التعطين. وتعمل الوزارة أيضًا على تفعيل دور الجمعيات الزراعية في تنظيم الدورة الزراعية لمحصول الكتان بما يضمن أفضل النتائج.

مطالب المصنعين وخطط الغرف الصناعية لتنمية جودة الكتان

خلال الاجتماع، قدم ممثلو شركات الكتان عددًا من المطالب لتعزيز الصناعة وتطويرها:

• توفير منظومة متكاملة وفعالة لإجراءات الدفاع المدني في مناطق زراعة الكتان، لا سيما في قرية شبراملس بمحافظة الغربية، التي تُعد الأشهر في مصر بزراعة وتعطين الكتان.
• العمل على تحسين المواصفات الفنية للكتان المصري لتتوافق مع المعايير الدولية والخاصة بالاتحاد الأوروبي، مما يسهل نفاذ المنتج المصري إلى الأسواق الخارجية.

وفي السياق ذاته، أكدت رنا جمالي، نائب رئيس غرفة الصناعات الغذائية، استعداد الغرفة لتقديم برامج تدريبية متخصصة في تكنولوجيا استخلاص زيوت الكتان، وذلك بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية. وتهدف هذه البرامج إلى دعم الشركات وتمكينها من التوافق مع معايير هيئة سلامة الغذاء والمشاركة بفعالية في المعارض المحلية والدولية. وأشارت إلى أن شعبة الزيوت بالغرفة تضم أكثر من 825 عضواً يمكنهم الاستفادة من هذه المبادرات لتعزيز تنافسية منتجاتهم في السوق.

الكتان المصري: قيمة استراتيجية وفرص تصديرية واعدة

يُعد هذا الاجتماع خطوة مهمة ضمن استراتيجية الحكومة المصرية لتعزيز الصناعات الزراعية والصناعات التحويلية. ويمتلك الكتان المصري ميزة تنافسية عالمية بفضل جودته، ويشكل الاستثمار في سلاسل القيمة الخاصة به فرصة كبيرة لزيادة الصادرات، توفير فرص عمل جديدة للشباب، وتحقيق عوائد اقتصادية مجزية بالعملة الصعبة تساهم في دعم الاقتصاد الوطني.