تراجع جديد.. الجنيه الذهب يفقد مكاسبه وعيار 21 يسجل 4600 جنيه | تحليل لأسعار الذهب اليوم وتوقعات السوق
سجلت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الأربعاء، متأثرةً بشكل رئيسي بارتفاع قيمة الدولار الأمريكي وتزايد حالة عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة. وقد انخفض سعر جرام الذهب عيار 21 بنحو 5 جنيهات ليسجل 4600 جنيه، في حين خسرت الأوقية العالمية 15 دولارًا لتستقر عند 3376 دولارًا. هذه التطورات تأتي على خلفية قرار مفاجئ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقالة عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مما أثار جدلاً حول استقلالية البنك المركزي.
تراجع أسعار الذهب في السوق المحلي والعالمي
شهدت أسعار الذهب في السوق المصري تراجعًا في ختام تعاملات اليوم مقارنة بأسعار أمس، حيث انخفض سعر جرام الذهب عيار 21، الأكثر تداولاً في مصر، ليبلغ 4600 جنيه مصري. هذا التراجع يأتي بعد ارتفاع طفيف شهدته الأسعار بالأمس.
العيار/الوحدة | سعر أمس الثلاثاء (إغلاق) | سعر اليوم الأربعاء (إغلاق) | التغير (بالجنيه/الدولار) |
جرام الذهب عيار 24 | 5268 جنيهًا | 5257 جنيهًا | -11 جنيهًا |
جرام الذهب عيار 21 | 4605 جنيهات | 4600 جنيه | -5 جنيهات |
جرام الذهب عيار 18 | 3947 جنيهًا | 3943 جنيهًا | -4 جنيهات |
جرام الذهب عيار 14 | 3070 جنيهًا | 3067 جنيهًا | -3 جنيهات |
الجنيه الذهب | 36840 جنيهًا | 36800 جنيه | -40 جنيهًا |
الأوقية عالميًا | 3391 دولارًا | 3376 دولارًا | -15 دولارًا |
أسباب انخفاض الذهب: الدولار وقرار ترامب المفاجئ
يعتبر ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي أحد العوامل الرئيسية التي تضغط على أسعار الذهب عالميًا، حيث يجعل الذهب المقوم بالدولار أكثر تكلفة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى. إضافة إلى ذلك، تأثرت الأسواق سلبًا بالتوترات السياسية التي أحدثها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقالة ليزا كوك، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي. أثارت هذه الخطوة، التي جاءت بسبب مزاعم مخالفات تتعلق بقروض عقارية، جدلاً واسعًا ومخاوف جدية بشأن استقلالية البنك المركزي الأمريكي، وهو ما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق المالية. وقد أكدت كوك عزمها على رفع دعوى قضائية للطعن على القرار، بينما أبدى ترامب عدم قلقه من هذا الطعن.
توقعات الفائدة ومستقبل الاحتياطي الفيدرالي
في ظل هذه التطورات، تتزايد التكهنات بشأن احتمالية قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر، خاصة مع دعوات ترامب المتكررة لخفض تكاليف الاقتراض. كان رئيس الفيدرالي جيروم باول قد ألمح الأسبوع الماضي إلى إمكانية خفض الفائدة خلال اجتماع سبتمبر المقبل، مشيرًا إلى تزايد المخاطر في سوق العمل. ووفقًا لأداة CME FedWatch، يقدر المتداولون الآن احتمالات تتجاوز 87% لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية على الأقل، وهو ارتفاع عن نسبة 84% المسجلة قبل يوم واحد. هذا الترقب لخفض الفائدة يمكن أن يدعم أسعار الذهب مستقبلاً، حيث يقلل من جاذبية الأصول التي تدر عوائد مثل السندات.
مؤشرات اقتصادية أمريكية تبعث برسائل متضاربة
على الصعيد الاقتصادي، أظهر تقرير مجلس المؤتمرات تراجع مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي إلى 97.4 في أغسطس، من قراءة معدلة بلغت 98.7 في يوليو. ورغم أن هذا التراجع كان محدودًا، إلا أن المؤشرات الفرعية عكست ضعفًا واضحًا، حيث انخفض مؤشر الوضع الحالي بمقدار 1.6 نقطة إلى 131.2، وتراجع مؤشر التوقعات بمقدار 1.2 نقطة إلى 74.8، ليظل دون مستوى 80 الذي يُعد عادةً إشارة على ركود وشيك. في المقابل، ارتفعت توقعات التضخم إلى 6.2% في أغسطس مقابل 5.7% في يوليو، ما يعكس ضغوطًا إضافية على المستهلكين. كما أظهرت بيانات طلبيات السلع المعمرة الأمريكية لشهر يوليو انخفاضًا بنسبة 2.8%، وهو تحسن مقارنة بالانخفاض المتوقع بنسبة 4% والانخفاض الحاد بنسبة 9.4% في يونيو. وتترقب الأسواق صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي السنوي للولايات المتحدة للربع الثاني ومؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر يوليو، وهما مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، والمقرر صدورهما في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
الذهب بين ضغوط الدولار وآمال الملاذ الآمن
يواجه الذهب حاليًا ضغوطًا مزدوجة تتمثل في قوة الدولار الأمريكي وتقلبات ثقة المستهلكين، إضافة إلى التوترات السياسية غير المسبوقة التي تحيط بمستقبل استقلالية الاحتياطي الفيدرالي. ومع ذلك، فإن احتمالات خفض أسعار الفائدة المتزايدة عالميًا، وتنامي الطلب على الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، قد تساهم في تعزيز ارتفاع أسعار المعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة، مما يجعله محط أنظار المستثمرين الباحثين عن حماية لمدخراتهم.