تطور جديد.. حظر الإمارات لشحنات النفط السوداني يثير تساؤلات بلومبرغ حول أبعاد القرار وتداعياته المحتملة

بدأ الحظر الإماراتي على الشحنات القادمة من السودان في إحداث تداعيات ملموسة على تدفقات النفط، حيث عجزت ناقلة نفط عملاقة تُدعى “بولا” عن الرسو في ميناء الفجيرة الإماراتي. تحمل الناقلة نحو 80 ألف طن من خام دار بلند، وتنتظر منذ أكثر من أسبوع لتفريغ حمولتها، مما قد يدفعها للبحث عن موانئ بديلة في جنوب شرق آسيا مثل سنغافورة.

تأثير الحظر الإماراتي على تدفقات النفط السوداني

تسبب الحظر الذي فرضته دولة الإمارات العربية المتحدة على دخول الشحنات القادمة من السودان إلى موانئها في إرباك تدفقات النفط بشكل لافت. يمثل هذا القرار تحدياً كبيراً لصادرات النفط السودانية، ويهدد بإعادة تشكيل مسارات الشحن المعتادة في المنطقة. هذا التأثير الواضح بدأ يظهر مع الصعوبات التي تواجهها ناقلات النفط في تفريغ حمولاتها.

اقرأ أيضًا: 40 ألف جنيه للطن.. تطور جديد في سعر الحديد اليوم الثلاثاء بالأسواق

تفاصيل أزمة الناقلة “بولا” وخام دار بلند

الناقلة “بولا”، وهي من طراز “سويزماكس”، تحمل على متنها قرابة 80 ألف طن من خام دار بلند، وهو نفط منخفض الكبريت يتم إنتاجه في جنوب السودان. وصلت الناقلة من مرسى بشاير بالقرب من بورتسودان، وتنتظر حالياً قرب ميناء الفجيرة، أحد مراكز تزويد السفن بالوقود في الإمارات، لأكثر من سبعة أيام دون أن تتمكن من تفريغ شحنتها بسبب تطبيق الحظر. يُذكر أن الناقلة مستأجرة من قبل مجموعة فيتول غروب العالمية، ولم تصدر الشركة أو المشغل اليوناني للناقلة أي تعليق حول هذه المستجدات المتعلقة بتأخير تفريغ النفط.

دوافع الحظر: التوتر بين الإمارات والسودان

يعود قرار الإمارات بفرض الحظر على الشحنات القادمة إلى بورتسودان أو المتجهة إليها إلى توترات دبلوماسية متصاعدة بين البلدين. فقد أعلن السودان قطع علاقاته مع الإمارات، متهماً إياها بدعم قوات الدعم السريع بالسلاح في الصراع الدائر ضد الجيش السوداني. بدأ تطبيق هذا الحظر في مطلع الشهر الجاري بناءً على توجيهات من مجموعة موانئ أبوظبي، وشمل تعليق جميع عمليات مناولة الشحنات المتعلقة بالسودان أو القادمة من موانئه.

اقرأ أيضًا: تطور جديد.. سعر الدينار الكويتي اليوم يخالف التوقعات مقابل الجنيه المصري | مفاجأة في تعاملات الأربعاء

النزاع السوداني: جذوره وتأثيره على المنطقة

اندلع النزاع المسلح في السودان منذ أبريل 2023 عقب فشل اتفاق كان من المفترض أن ينهي التوتر بين قوات الدعم السريع والقيادة العسكرية الحكومية. جاء هذا النزاع في أعقاب انقلاب مشترك على الحكومة المدنية في عام 2021، ما أدخل البلاد في دوامة من عدم الاستقرار السياسي والأمني المستمر حتى الآن، وله تبعات إقليمية واسعة تؤثر على الشحن والتجارة.

توقعات السوق: مسارات شحن بديلة وزيادة التكاليف

من المتوقع أن تقوم الناقلة “بولا” بإعادة توجيه حمولتها من خام دار بلند نحو مراكز لوجستية بديلة في منطقة جنوب شرق آسيا، وعلى رأسها مضيق سنغافورة الذي يضم مرافق متطورة لتزويد السفن بالوقود. هذه الخطوة قد تزيد من تعقيدات مسارات الشحن العالمية وتترتب عليها زيادة في التكاليف التشغيلية لنقل النفط. يُعرف خام دار بلند بانخفاض محتواه من الكبريت، ويتم إنتاجه في جنوب السودان ويُشحن تقليدياً عبر السودان، وكانت الفجيرة وجهة رئيسية له إلى جانب سنغافورة وماليزيا قبل هذا الحظر.

اقرأ أيضًا: رؤية 100 نقطة أساس.. بولارد يكشف عن خطة جريئة لخفض الفائدة الأمريكية | هل تتغير قواعد اللعبة؟

غياب التعليق الرسمي حول الأزمة

في ظل هذه التطورات، امتنعت الجهات الرسمية الإماراتية عن التعليق. فقد رفضت كل من مجموعة موانئ أبوظبي ووزارة الطاقة والبنية التحتية ووزارة الخارجية إصدار أي تصريحات بخصوص الحظر أو تداعياته على تدفقات النفط والشحن التجاري.

اقرأ أيضًا: 3921 جنيهًا للجرام.. تطور جديد في أسعار الذهب اليوم الأربعاء 13-8-2025