حصيلة مفزعة.. شهداء غزة يتجاوزون الـ62 ألفًا و”إسرائيل” تكشف مصير المدينة بـ”إخلاء حتمي”

تتواصل المواجهات والتصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، في ظل تصاعد مأساوي لأعداد الضحايا المدنيين. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن بدء الاستعدادات لإخلاء سكان مدينة غزة والمناطق الشمالية تمهيدًا لاحتلال المدينة، بينما تحذر منظمات الإغاثة الدولية من تدهور كارثي في الوضع الإنساني، مع ارتفاع وفيات الأطفال بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع المحاصر.

حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تتفاقم في غزة بشكل مأساوي

كشفت آخر الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع مأساوي في أعداد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة. فخلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، وصل إلى مستشفيات القطاع 76 شهيدًا، من بينهم شهيد واحد جرى انتشاله، بالإضافة إلى 298 إصابة. وتتفاقم حصيلة الضحايا المدنيين مع استمرار العمليات العسكرية التي تستهدف مختلف أنحاء القطاع.

اقرأ أيضًا: حسمًا للجدل.. محافظة الجيزة تكشف حقيقة انقطاع الكهرباء عن عدد من مناطق حي العمرانية

البيانالشهداءالإصابات
خلال الـ 24 ساعة الماضية (إجمالي)76298
إجمالي منذ 7 أكتوبر 202362,895158,927
إجمالي منذ 18 مارس 202511,05046,886
شهداء لقمة العيش (خلال 24 ساعة)18106
إجمالي شهداء لقمة العيش (منذ بدء العدوان)2,158أكثر من 15,843
وفيات المجاعة وسوء التغذية (خلال 24 ساعة)10 (بينهم طفلان)غير متوفر
إجمالي وفيات المجاعة وسوء التغذية (منذ بدء العدوان)313 (منهم 119 طفلًا)غير متوفر

وتشمل هذه الحصيلة المأساوية شهداء لقمة العيش، حيث بلغ عدد من وصل إلى المستشفيات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية من شهداء المساعدات 18 شهيدًا و106 إصابات. ويرتفع بذلك العدد الإجمالي لشهداء لقمة العيش الذين وصلوا المستشفيات إلى 2,158 شهيدًا وأكثر من 15,843 إصابة، ما يؤكد خطورة الظروف التي يواجهها المدنيون أثناء سعيهم للحصول على أبسط مقومات الحياة في قطاع غزة.

كما سجلت مستشفيات قطاع غزة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية 10 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، من بينهم طفلان. ويرفع هذا التطور العدد الإجمالي للوفيات بسبب المجاعة وسوء التغذية إلى 313 حالة وفاة، منهم 119 طفلًا، في ظل الحصار المشدد الذي يفرضه الاحتلال على القطاع المحاصر.

اقرأ أيضًا: بالزيادة الجديدة.. موعد صرف مرتبات أغسطس 2025 على مدار 5 أيام متتالية

الأونروا تحذر من تفاقم كارثي لسوء التغذية بين أطفال غزة

حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين شهري مارس ويونيو، وذلك نتيجة مباشرة للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وأوضحت الأونروا الإجراءات التي اتخذتها لمواجهة هذه الأزمة الصحية المتفاقمة:

  • أجرت المراكز الصحية والنقاط الطبية التابعة للأونروا ما يقرب من 74 ألف فحص للأطفال للكشف عن سوء التغذية في هذه الفترة الحرجة.
  • حددت ما يقرب من 5,500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل بين الأطفال الذين تم فحصهم.
  • كشفت عن أكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم، مما يستدعي تدخلًا عاجلاً لإنقاذ حياة الأطفال.

تصعيد إسرائيلي مستمر في الضفة الغربية المحتلة

في سياق متصل، شهدت مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة تصعيدًا في المواجهات والإجراءات العسكرية الإسرائيلية. فقد أصيب نحو 25 فلسطينيًا اليوم جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز خلال اقتحامها المستمر لمدينة نابلس، مما أدى إلى حالات اختناق وإصابات متفرقة بين المدنيين الفلسطينيين.

اقرأ أيضًا: بشرى لأهالي مطروح: وزير الإسكان ومحافظها يتابعان سير مشروعات المرافق الكبرى

كما أعاقت قوات الاحتلال الإسرائيلي حركة تنقل الفلسطينيين جنوب محافظة بيت لحم، حيث نصبت حاجزًا عسكريًا عند المدخل الجنوبي لبلدة الخضر المعروفة بـ “النشاش”. وأوقفت القوات المركبات القادمة إلى المحافظة وفتشتها بدقة، ودققت في بطاقات الهوية الفلسطينية، مما تسبب بأزمة مرورية خانقة في المنطقة. ونصبت قوات الاحتلال حاجزًا عسكريًا آخر صباح اليوم عند المدخل الشرقي لبلدة الخضر، مما زاد من تعقيد حركة المرور.

وفي سياق آخر، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال صادر مبلغ 1.5 مليون شيكل من محلات الصرافة خلال عملية عسكرية نفذها أمس في رام الله. وأسفرت هذه العملية أيضًا عن اعتقال تسعة فلسطينيين، في استمرار لحملة الاعتقالات والمداهمات التي تستهدف المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.

اقرأ أيضًا: دراسة تحذر: مشروبات الصودا الدايت قد تزيد خطر الإصابة بالسكري بنسبة 38%

الاحتلال يمهد لاحتلال مدينة غزة ويأمر بإخلاء سكانها

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء عن بدء الاستعدادات لإخلاء سكان مدينة غزة والمناطق الشمالية من القطاع إلى جنوبيه. وتأتي هذه الخطوة تمهيدًا لتصعيد المرحلة الثانية من عملية “عربات جدعون” العسكرية، التي تشمل خطة لاحتلال مدينة غزة بالكامل.

وأكد متحدث باسم جيش الاحتلال في بيان له اليوم أن “إخلاء مدينة غزة أمر لا مفر منه”. وادعى المتحدث أن ما يتداوله البعض حول عدم وجود مساحات كافية لاستقبال النازحين في الجنوب هي “شائعات كاذبة”، مشيرًا إلى توفر مناطق واسعة مثل المخيمات المركزية ومنطقة المواصي، التي يتم تجهيزها لاستقبال الأعداد الكبيرة من النازحين من شمال غزة.

اقرأ أيضًا: قبول جامعي جديد.. تقليل الاغتراب 2025: موعد تنسيق المرحلة الأولى والثانية، الرابط، وضوابط التحويل

وأوضح المتحدث أن الجيش يعمل على تأمين المأوى وخطوط المياه وتوزيع المساعدات الإنسانية للعائلات التي ستنتقل جنوبًا. وأكد أن هذه الترتيبات تأتي ضمن التحضيرات المكثفة للمرحلة المقبلة من العملية العسكرية التي تهدف إلى السيطرة على مدينة غزة بشكل كامل.

دعوات دولية لوقف الحرب وحماية المدنيين في غزة

في ردود الفعل الدولية، وجّه أكثر من 209 دبلوماسيين أوروبيين سابقين، من بينهم 110 سفراء سابقين ومسؤولين رفيعي المستوى من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى 99 سفيرًا سابقًا من فرنسا وألمانيا وإيطاليا و25 مديرًا عامًا رفيعًا، رسالة مفتوحة إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي. ودعا هؤلاء الدبلوماسيون إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة للضغط على إسرائيل من أجل وقف العمليات العسكرية فورًا واحترام قواعد القانون الدولي الإنساني.

من جانبها، حذّرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية اليوم الأربعاء من المخاطر الجسيمة المترتبة على استمرار الاحتلال الإسرائيلي في ما وصفته بـ “لعبة إدارة الوقت”. وأوضحت الوزارة أن الهدف من هذه اللعبة هو إطالة أمد حرب الإبادة والتجويع والتهجير التي تستهدف أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة. ورأت الوزارة في ذلك “مصيدة سياسية” تهدف إلى إحداث تآكل في الإجماع الدولي والمطالبات الأممية بوقف تلك الجرائم فورًا وحماية المدنيين في غزة.