إعلان حاسم من الصليب الأحمر: المجاعة في غزة واقع مرير والوضع الإنساني يتجه نحو الانهيار

أعلنت الأمم المتحدة رسمياً عن تفشي المجاعة في محافظة غزة، محذرة من احتمال امتدادها جنوباً، وهو ما استدعى تحركاً فورياً وعاجلاً حسب الدكتور هشام مهنا، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة. وشدد مهنا على أن هذا الإعلان يمثل نتيجة حتمية لحالة الحصار الكامل المفروض على القطاع منذ شهور، مؤكداً ضرورة أخذ الموقف على محمل الجد لتجنب كارثة إنسانية أوسع نطاقاً.

إعلان الأمم المتحدة للمجاعة يدق ناقوس الخطر في غزة

أكد الدكتور هشام مهنا، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، أن إعلان الأمم المتحدة عن المجاعة في محافظة غزة وما تبعه من تحذيرات بشأن انتشارها جنوباً، يجب أن يؤخذ بمنتهى الجدية. وأوضح مهنا، في تصريحات إعلامية، أن هذا الإعلان ليس مفاجئاً بل هو تتويج لحالة الحصار المطبق على قطاع غزة منذ أشهر طويلة، وهي أزمة كانت المنظمات الإنسانية، بما فيها الصليب الأحمر، قد حذرت من تداعياتها الخطيرة مراراً وتكراراً. ولفت إلى أن الشاحنات التي تدخل القطاع، سواء كانت تحمل مساعدات إنسانية أو سلعاً تجارية، لا تصل بكميات كافية ولا بتنوع يلبي احتياجات الغالبية العظمى من سكان غزة.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. 310 أسر في “البارون سيتي” تستغيث: عمارات بلا تراخيص وكابوس السكن المزمن

مسؤولية الاحتلال عن الأزمة الإنسانية وضرورة وقف إطلاق النار

شدد مهنا على أن إسرائيل، بوصفها القوة القائمة بالاحتلال، تتحمل مسؤولية قانونية وأخلاقية مباشرة تجاه المدنيين في غزة. وتشمل هذه المسؤولية ضمان وصول الاحتياجات الأساسية لهم بشكل منتظم.

  • ضمان وصول الغذاء والدواء بانتظام.
  • تأمين إمدادات المياه الصالحة للشرب.
  • توفير الوقود اللازم لتشغيل المرافق الحيوية.

ودعا المتحدث باسم الصليب الأحمر جميع الأطراف المعنية بالنزاع، ومنها الفصائل الفلسطينية والدول ذات التأثير الدولي، إلى التحرك السريع والجاد نحو وقف فوري لإطلاق النار وإتاحة المجال واسعاً لدخول المساعدات الإنسانية الحيوية.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. الملك عبد الله: علاقات تاريخية متينة تربط مصر والأردن

تحديات وصول المساعدات: الفوضى وانهيار النظام الإنساني

وبشأن الادعاءات الإسرائيلية التي تحمل حركة حماس مسؤولية نقص المساعدات أو سرقتها، أوضح الدكتور مهنا أن هناك بالفعل حالة من الفوضى السائدة في قطاع غزة، وهي أحد العوائق التي تحول دون وصول الدعم الإنساني بالشكل الصحيح والفعال. ومع ذلك، أكد أن المشكلة الأساسية تكمن في غياب وتدهور النظام الإنساني الذي كان يعمل قبل الحرب. فالمنظمات الإنسانية لم تعد قادرة على العمل بأمان أو بحرية تامة، كما أن الكميات القليلة من المساعدات التي تصل لا تكفي بأي حال من الأحوال لتلبية الاحتياجات المتزايدة والملحة لمئات الآلاف من السكان.

تحذيرات من كارثة إنسانية جديدة في جنوب قطاع غزة

أشار مهنا إلى أن الوضع في جنوب قطاع غزة أفضل نسبياً مقارنة بالشمال من حيث توافر الغذاء، إلا أن الفجوة بين المنطقتين ليست كبيرة والأزمة تظل قائمة في كل مكان. وحذر بشكل قاطع من أن أي عملية عسكرية جديدة محتملة في مدينة غزة، كما تلوح بذلك إسرائيل، قد تؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة. وقد يتسبب هذا السيناريو في نزوح أعداد هائلة من المدنيين الذين لن يجدوا أماكن إيواء مناسبة أو احتياجات أساسية، مما سيزيد من تفاقم أزمة المجاعة القائمة حالياً.

اقرأ أيضًا: سرقة تتحول لجريمة.. لص ينهي حياة طفل أثناء محاولة سطو على محل في بور سعيد