3 حكايات لن تنساها.. مشاهد إنسانية هزت قلوب المصريين من “شهيد الشهامة” إلى “الطفلة هايدي”
في تجسيد لشهامة المصريين المتوارثة عبر الأجيال، شهدت الأسابيع الماضية ثلاث قصص إنسانية مؤثرة أظهرت معدنهم الأصيل وروح التضحية. فمن طفلة تخلت عن مصروفها لمساعدة محتاج، إلى عامل مزلقان خاطر بحياته لإنقاذ شاب، وصولاً لبطل ضحى بنفسه لتجنب كارثة كبرى، تعكس هذه المواقف قيمًا نبيلة تستيقظ عند كل محك وتبرز معدن الإنسان المصري الأصيل.
الطفلة هايدي.. قصة تضحية بريئة تلهم الجميع
وقفت الطفلة هايدي، ذات السنوات القليلة، أمام رفوف السوبر ماركت المجاور لمنزلها، ممسكة بخمسة جنيهات هي كل ما تملك. كانت عيناها تتنقلان بين أصناف الحلوى، قبل أن تستقر على كيس لتسعد به نفسها. لكنها وقبل أن تدفع ثمنه، لمحت رجلًا مسنًا تبدو عليه علامات الحاجة والفقر. دون تردد، أعادت هايدي كيس الحلوى إلى مكانه، ووضعت الخمسة جنيهات في يد الرجل المسن، ثم انصرفت بهدوء رافضة مكافأة صاحب المحل بقولها الجميل: “شكرًا بابا مش حارمنا من حاجة”. تجسد هذه القصة العفوية أروع معاني العطاء والرحمة التي يتحلى بها الأطفال المصريون.
عم طارق عامل المزلقان.. شجاعة تنقذ حياة من خطر داهم
في بني سويف، كعادته، أغلق عم طارق عامل المزلقان الطريق بانتظار مرور القطار لإعادة فتحه للسيارات والمشاة. في لحظات ترقب، اندفع شاب فجأة لعبور شريط السكة الحديد، غافلًا عن تلويحات عم طارق المتكررة له بالابتعاد عن الخطر. دون تفكير أو تردد، ودون أن يهاب الموت المحقق، انطلق عامل المزلقان الشجاع بسرعة خاطفة ليختطف الشاب ويسحبه بقوة بعيدًا عن مسار القطار الذي كان يوشك على المرور. هذا الموقف البطولي لعامل المزلقان نال إشادة واسعة من المصريين وتكريمًا من المسؤولين، مؤكدًا على روح التضحية التي يمتلكها.
خالد عبد العال.. شهيد الشهامة ينقذ منشأة كاملة وأرواحًا كثيرة
وفي مدينة العاشر من رمضان، اندلعت النيران بشكل مفاجئ وخطير في إحدى الشاحنات داخل محطة وقود، مهددة بكارثة حقيقية كانت ستحصد أرواح الكثيرين من أهالي المنطقة. في هذه اللحظة العصيبة، اقتحم البطل خالد عبد العال النيران الملتهبة بشجاعة، وصعد إلى الشاحنة المشتعلة ليقودها بعيدًا عن منطقة الخطر المكتظة بالسكان، منقذًا بذلك عشرات الأشخاص من موت محقق. رغم بطولته الفائقة وتضحيته الكبيرة، أصيب خالد بجروح بالغة أدت إلى وفاته لاحقًا، ليترك وراءه قصة بطولة خالدة وشهامة نادرة يتناقلها أبناؤه بفخر عبر الأجيال، ويصبح خالد عبد العال رمزًا للفداء والتضحية.