موافقة أوروبية حاسمة.. دواء مبتكر يفتح أفقًا جديدًا في الوقاية من الإيدز
وافقت المفوضية الأوروبية مؤخرًا على ترخيص تسويق دواء جديد للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، يتميز بإعطائه في صورة حقنة واحدة مرتين سنويًا فقط. هذا العقار، الذي تنتجه شركة أمريكية، يمثل خطوة هامة في جهود مكافحة انتشار الفيروس، وسيطرح قريبًا في الأسواق الأوروبية بعد حصوله على موافقة مماثلة في الولايات المتحدة.
الدواء الجديد للوقاية من فيروس نقص المناعة يحصل على موافقة أوروبية
جاءت موافقة المفوضية الأوروبية لتشمل جميع الدول الأعضاء السبعة والعشرين في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى دول المنطقة الاقتصادية الأوروبية مثل النرويج وأيسلندا وليختنشتاين. ويُعد هذا العقار، الذي يُعطى كوقاية قبل التعرض للفيروس (PrEP)، خيارًا جديدًا للحد من خطر الإصابة عبر الاتصال الجنسي لدى البالغين والمراهقين الأكثر عرضة. تفتح هذه الموافقة الباب أمام توفير وسيلة حماية فعالة لملايين الأشخاص في أوروبا ممن يحتاجون إلى خيارات وقائية مبتكرة.
فعالية غير مسبوقة وأمل جديد في مكافحة الإيدز
أظهر الدواء الجديد فعالية تقارب 100% في التجارب واسعة النطاق التي أجريت العام الماضي، وهو ما أثار آمالًا عريضة في إمكانية وقف انتشار فيروس نقص المناعة الذي يصيب نحو 1.3 مليون شخص سنويًا حول العالم. هذه النتائج الواعدة تضعه كأحد أبرز الحلول الوقائية المتوفرة، ويفتح آفاقًا جديدة أمام المجتمعات لمكافحة هذا الوباء المزمن وتقليل معدلات الإصابة بشكل كبير.
التكاليف والتحديات الاقتصادية لدواء الوقاية من الإيدز
قبل طرح الدواء للمرضى في أوروبا، يتعين على الشركة المنتجة التوصل إلى اتفاقات بشأن التسعير وأنظمة السداد مع كل دولة على حدة. ويواجه العقار تحديات سعرية، ففي الولايات المتحدة، يتجاوز سعر العقار 28 ألف دولار سنويًا. وقد أدى ارتفاع سعره مقارنة بالأدوية الجنيسة إلى رفض بعض شركات التأمين تغطية تكاليفه. ويوضح الجدول التالي التكلفة التقديرية في الولايات المتحدة:
المنطقة/البلد | التكلفة التقديرية (سنوياً) | ملاحظات |
الولايات المتحدة | أكثر من 28,000 دولار | تواجه رفضًا من بعض شركات التأمين بسبب ارتفاع السعر مقارنة بالأدوية الجنيسة. |
خطط التوسع العالمي وإتاحة العقار للدول النامية
تتجاوز طموحات الشركة المنتجة السوق الأوروبية والأمريكية. فقد قدمت طلبات مراجعة تنظيمية للعقار في العديد من الدول الأخرى، مع خطط للتوسع في مناطق جديدة لضمان إتاحة دواء الوقاية من الإيدز الجديد عالميًا:
- أستراليا
- البرازيل
- كندا
- جنوب إفريقيا
- سويسرا
- دول أخرى في أمريكا اللاتينية
كما أوصت منظمة الصحة العالمية، في يوليو الماضي، باستخدام هذا العقار كخيار إضافي للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية. وفي خطوة لتعزيز الوصول العالمي، تخطط الشركة، بالتعاون مع الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، لتوريد الدواء إلى مليوني شخص في الدول منخفضة الدخل على مدى ثلاث سنوات. وفي الوقت نفسه، تعمل شركات الأدوية الجنيسة على زيادة الإنتاج بموجب اتفاقيات ترخيص خالية من حقوق الملكية الفكرية، مما سيسهم في توسيع نطاق توفره بأسعار معقولة.
مستقبل دواء الإيدز الجديد وتوقعات المبيعات
يتوقع محللون أن يحقق الدواء مبيعات تتجاوز 4 مليارات دولار سنويًا بحلول عام 2029. تعكس هذه التوقعات الثقة الكبيرة في فعالية العقار وحاجته الملحة في السوق العالمية للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، مما يجعله إضافة قيمة للترسانة الطبية المتاحة لمكافحة هذا التحدي الصحي العالمي.