تطور هام: غلق مؤقت لبوابات سد النهضة.. خبير يكشف الأسباب الحقيقية وتداعيات الخطوة
أثارت إثيوبيا جدلاً بفتحها بوابات المفيض العلوي لسد النهضة في 24 أغسطس الجاري، لتصريف نحو 200-400 مليون متر مكعب يومياً، في خطوة لفتت انتباه الخبراء. وقد أشار الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إلى أن هذا الإجراء يعكس تحديات في إدارة السد ومشاكل فنية تتعلق بتشغيل توربيناته. هذه التطورات تأتي بينما يحوي السد أقل من 64 مليار متر مكعب من المياه، وتثير تساؤلات حول استعداداته لموسم الفيضان الكبير المقبل.
تفاصيل فتح بوابات سد النهضة الإثيوبي وتصريف المياه
يوم الرابع والعشرين من أغسطس الجاري، قامت إثيوبيا بفتح عدد يتراوح بين 2 و4 بوابات من المفيض العلوي لسد النهضة، وهو ما أدى إلى تصريف كمية من المياه تقدر بنحو 200 إلى 400 مليون متر مكعب يومياً. هذه العملية تأتي ضمن مرحلة تجارب يخضع لها السد، وتشمل كلاً من بوابات المفيض والتوربينات التي تم تركيبها، والتي لم يُعلن عن عددها بشكل واضح. وقد أوضح الدكتور عباس شراقي أن البوابات أُغلقت صباح يوم الثلاثاء الموافق 26 أغسطس، لكن من المتوقع أن يتم فتحها مجدداً بسرعة، سواء مساء الثلاثاء أو في اليوم التالي. يعود السبب المحتمل لإعادة الفتح إلى أن التوربينات قد لا تتمكن من إمرار الكمية اليومية للمياه، والتي تبلغ حوالي 400 مليون متر مكعب، وهو متوسط الإيراد اليومي الحالي. وفي حال استمرار هذه المشكلة، قد يتم اللجوء إلى استخدام الممر الأوسط للسد لتصريف مياه الفيضان، فيما تشير صور الأقمار الصناعية إلى تشغيل محدود لتوربين واحد فقط في الجناح الأيسر للسد.
مخاوف بشأن كفاءة تشغيل توربينات سد النهضة
أعرب الدكتور عباس شراقي عن قلقه الكبير بشأن كفاءة تشغيل توربينات سد النهضة، مشيراً إلى أنه كان من المفترض أن يتم تفريغ تدريجي لكمية تتراوح بين 20 إلى 30 مليار متر مكعب من المياه من يناير وحتى يوليو. إلا أن هذا الإجراء لم يتم بسبب ادعاءات بأن التوربينات تعمل بكفاءة عالية، وهو ما يراه شراقي غير دقيق. ويوضح الخبير الجيولوجي أن فتح البوابات كان سيكشف عن عدم التشغيل بكامل الكفاءة المزعومة. هذه المشاكل الفنية في تركيب وتشغيل التوربينات تؤدي إلى تخبط كبير في إدارة السد، مما ينعكس سلباً وبشدة على سد الروصيرص في السودان، والذي لا يبعد عن سد النهضة سوى 100 كيلومتر.
أرقام وبيانات حول إدارة سد النهضة
البيان | القيمة التقديرية |
تصريف المياه اليومي من بوابات المفيض | 200 – 400 مليون متر مكعب/يوم |
المخزون الحالي لسد النهضة | أقل من 64 مليار متر مكعب |
الكمية المفترض تفريغها تدريجياً (يناير-يوليو) | 20 – 30 مليار متر مكعب |
متوسط إيراد الفيضان الموسمي (يوليو-أكتوبر) | 41 مليار متر مكعب |
تداعيات ملء السد قبل موسم الفيضان الكبير
اعتبر الدكتور شراقي أن الوضع الراهن لسد النهضة، حيث يكون السد ممتلئاً تقريباً قبل بداية موسم فيضان كبير، أمر غير منطقي على الإطلاق. فمن المعروف أن موسم الفيضان، الذي يمتد من يوليو إلى أكتوبر، يجلب كميات هائلة من المياه تقدر بنحو 41 مليار متر مكعب. وجود هذه الكمية الكبيرة من المياه في السد قبل استقبال فيضان ضخم يثير تساؤلات جدية حول قدرة السد على إدارة تدفقات المياه بأمان وفعالية، ويزيد من المخاوف المتعلقة بالتداعيات المحتملة على دول المصب، وخاصة السودان ومصر، في ظل استمرار المشاكل الفنية والتخبط الإداري في التعامل مع هذا المشروع الحيوي.