كشف دبلوماسي عربي: أوروبا منقسمة بشأن معاقبة إسرائيل بين 3 تيارات رئيسية.
كشف السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، عن انقسام واضح داخل الدول الأوروبية حول الأزمة في غزة، يتراوح بين مؤيد ومعارض ومتحفظ للحقوق الفلسطينية. وأشار زكي إلى وجود جهود عربية وإسلامية مكثفة للضغط من أجل وقف الحرب وإحياء حل الدولتين، مؤكدًا أن هذا الحل يتعرض لضربات متتالية لكنه لا يزال على طاولة المجتمع الدولي. كما لفت إلى تحول ملحوظ في الموقف الأوروبي والدولي تجاه ما يجري في فلسطين مقارنة بالعام الماضي.
انقسام أوروبي حاد حول الأزمة في غزة
أوضح السفير حسام زكي أن الموقف الأوروبي تجاه ما يحدث في غزة ليس موحدًا، حيث تتوزع الدول الأوروبية بين ثلاثة اتجاهات رئيسية. هناك عدد محدود من الدول، يتراوح بين أربع إلى خمس، التي تعترف وتدعم الحقوق الفلسطينية بشكل صريح. في المقابل، توجد دول أخرى تتعامل مع القضية بتحفظ أكبر تجاه الفلسطينيين، وتُظهر تفهمًا أوسع للدوافع الإسرائيلية، وبعضها يرفض فرض عقوبات على إسرائيل أو منع تصدير السلاح إليها. وأشار زكي إلى مجموعة ثالثة من الدول، بقيادة فرنسا، التي تسعى للاعتراف بدولة فلسطين. ترى هذه الدول أن الاعتراف يمنح الفلسطينيين أملًا، ويرسل رسالة واضحة لإسرائيل بأن حل الدولتين ما زال مطروحًا ولا يمكن التخلي عنه.
مساعٍ دبلوماسية عربية وإسلامية لوقف الحرب ودعم حل الدولتين
أكد حسام زكي أن الجامعة العربية جزء فاعل من منظومة أوسع، هي اللجنة العربية الإسلامية. هذه اللجنة تشكلت قبل عامين إثر القمة العربية الإسلامية في الرياض، وعُقد اجتماع متابعة بعد عام، وتترأسها المملكة العربية السعودية. تتولى اللجنة جهود وقف الحرب من جانب الدول العربية والإسلامية، ويشارك الأمين العام للجامعة في عضويتها بحكم منصبه. وأضاف أن اللجنة تبذل جهودًا حثيثة لإقناع المجتمع الدولي بضرورة التحرك لوقف النزاع. ولفت إلى أن إقناع العالم يتطلب ممارسة ضغوط على إسرائيل، وهو ما تستطيع القيام به الولايات المتحدة بالدرجة الأولى، والاتحاد الأوروبي بدرجة أقل. مع ذلك، أكد زكي أن الحديث مع واشنطن بشأن الضغط على إسرائيل لا يزال صعبًا، بينما يمثل الاتحاد الأوروبي ساحة محتملة لهذا النقاش، رغم أن بعض الدول الأوروبية تعارض هذه التوجهات، مما يعطل القرارات ويكسر الإجماع المطلوب.
تحديات “حل الدولتين” والموقف الدولي المتغير
شدد السفير زكي على أن حل الدولتين يتعرض لضربات متتالية، في ظل رواية إسرائيلية مدعومة من بعض الأطراف الأمريكية، ترى أنه لم يعد هناك مجال لتحقيق هذا الحل. وأشار إلى أن هذا الطرح جرى التصدي له بقوة خلال مؤتمر خاص بحل الدولتين عُقد في نيويورك نهاية الشهر الماضي. كان الهدف الأساسي من المؤتمر هو التأكيد على أن هذا الحل ما زال حاضرًا على جدول الأعمال الدولي، وأن المجتمع الدولي مطالب بالوصول إلى تسوية عادلة على أساسه. واختتم زكي حديثه بالتأكيد على أن هناك تغيرًا واضحًا طرأ على الموقف الأوروبي والدولي تجاه الحرب في غزة، لافتًا إلى أن أوروبا لم تكن تفكر بهذه الطريقة قبل عام واحد فقط.
الانقسام الأوروبي: هولندا نموذجاً للتباين الداخلي
أشار حسام زكي إلى أن الأزمة الأخيرة في هولندا كشفت حجم الانقسام الداخلي الأوروبي بشأن الصراع. فقد انقسم الوزراء الهولنديون بين فريق يطالب بفرض عقوبات على إسرائيل ومنع تصدير السلاح إليها، وفريق آخر يدافع عنها ويتحفظ على هذه الإجراءات. وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الخلافات الأوروبية الداخلية لن تستمر طويلًا، لكنه شدد على أن الثمن الباهظ لهذه الخلافات يُدفع دمًا في فلسطين، مؤكدًا على ضرورة التحرك الدولي الفعال.