رهان اقتصادي عالمي جديد.. هل يُصبح البيتكوين طوق النجاة الحاسم في زمن التضخم والذكاء الاصطناعي؟ | توقعات الخبراء تكشف

المستثمر الأمريكي الشهير تيم دريبر، المعروف برهاناته المبكرة على شركات عملاقة مثل تسلا وكوين بيس، أثار جدلاً واسعاً بتصريحاته الأخيرة حول مستقبل البيتكوين. يرى دريبر أن هذه العملة الرقمية تمثل طوق نجاة حيوياً في عالم يتسارع فيه التغيير الاقتصادي والتكنولوجي. ويصف الوضع الحالي بأنه لحظة محورية ستعيد تشكيل جوانب عديدة من حياتنا.

رؤية تيم دريبر للتحولات الكبرى في العالم

أكد تيم دريبر أن العالم يشهد ثلاث تحولات كبرى ستغير وجه الحياة كما نعرفها. فمن وجهة نظره، سيعيد البيتكوين تشكيل الاقتصاد العالمي، بينما سيحتل الذكاء الاصطناعي مكان الكثير من الوظائف الحالية. وأشار أيضاً إلى أن تقنيات الخلايا الجذعية قد تمنح البشر فرصة للعيش لأعمار أطول بكثير. هذه الرؤية الشاملة تضع البيتكوين في صميم التحولات القادمة.

البيتكوين: وسيلة للتحوط ضد سوء الإدارة والتضخم

لا يعتبر دريبر البيتكوين مجرد أصل رقمي عابر، بل يراه وسيلة قوية للتحوط ضد ما يسميه “الحكم السيء” وتداعيات التضخم المتزايد. ففي ظل الإنفاق الحكومي المتنامي وعدم الاستقرار السياسي على مستوى العالم، يرى دريبر أن شراء البيتكوين يمثل استثماراً آمناً ضد القرارات الاقتصادية الخاطئة. ورغم أنه توقع منذ سنوات أن يصل سعر البيتكوين إلى 250 ألف دولار، وهو ما لم يحدث بعد، فإنه يصف التقدم الحالي للعملة الرقمية بأنه يمثل منتصف الطريق نحو تحقيق هذا الهدف الطموح.

المشهد التنظيمي المتغير وآفاق العملات الرقمية

لفت دريبر الانتباه إلى أن الولايات المتحدة بدأت تتجه نحو إطار تنظيمي أكثر وضوحاً للعملات الرقمية، بما في ذلك العملات المستقرة (Stablecoins). هذا التطور، برأيه، قد يدعم نمو قطاع العملات المشفرة بشكل كبير، خاصة في ظل استمرار الحكومات في طباعة الأموال وإنفاقها دون قيود، مما يزيد من الحاجة إلى بدائل مالية مثل البيتكوين. التطورات الأخيرة في سوق العملات الرقمية، مثل تجاوز سعر البيتكوين حاجز 120 ألف دولار لأول مرة، تعكس الاهتمام المتزايد بهذه الأصول الرقمية.

استعادة السيادة المالية: نصيحة آدم ليفينغستون

لا يقتصر الطرح حول أهمية البيتكوين على تيم دريبر وحده، بل يشاركه الرؤية المفكر والكاتب آدم ليفينغستون، مؤلف كتاب “عصر البيتكوين”. يرى ليفينغستون أن النظام المالي التقليدي يدفع الموظفين إلى ما يسميه “عبودية الأجور”، وذلك مع استمرار ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل متسارع. لا يعد ليفينغستون الناس بالثراء السريع، بل بما يسميه “الثبات”، أي القدرة على الحفاظ على قيمة الجهد البشري من التآكل ضمن نظام مالي غير مستقر. لذا، ينصح الكاتب بالبدء برحلة ادخار بسيطة، مثل تخصيص ما يعادل 5 دولارات يومياً بالبيتكوين، كخطوة تدريجية وهادفة نحو استعادة السيادة المالية الشخصية في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.