السر وراء الألوان.. كشف الحقائق الخفية لألوان ريال مدريد وبايرن وليفربول لأول مرة

تُثير ألوان قمصان أندية كرة القدم الشهيرة فضول الملايين حول العالم، فكل لون يحمل قصة وتاريخًا عميقًا يرتبط بهوية النادي. من ليفربول الأحمر الذي يُعرف بـ “الريدز”، إلى ريال مدريد الأبيض الذي يلقب بـ “لوس بلانكوس”، مروراً بميلان بقميصه الأحمر والأسود الذي يُدعى “الروسونيري”، يكشف هذا المقال الأسباب الحقيقية وراء اختيار هذه الألوان الأيقونية التي ميزت عمالقة كرة القدم الأوروبية.

ألوان أندية كرة القدم: قصص وراء زي الأبطال

تُعد ألوان قمصان الأندية جزءًا لا يتجزأ من هويتها وتاريخها، فهي ترمز إلى قيم معينة أو تاريخ المدينة أو حتى رؤية مؤسسي النادي. فبينما يرتبط ليفربول باللون الأحمر الصارخ الذي يعكس القوة، وريال مدريد بالبياض الناصع الذي يدل على النقاء والملكية، يجد عشاق ميلان في الأحمر والأسود تعبيرًا عن الشغف والهيبة. تُثير هذه الارتباطات تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه الخيارات اللونية الفريدة، وهو ما سيكشفه التقرير التالي المستند إلى معلومات شبكة “إي إس بي إن” الرياضية المتخصصة.

اقرأ أيضًا: قرار فيريرا المفاجئ.. الزمالك ضد سيراميكا: حرب الأفكار بين المدربين

بايرن ميونخ: رحلة الألوان من بافاريا إلى الأحمر المهيمن

عندما تأسس نادي بايرن ميونخ الألماني عام 1900، اختار مؤسسوه اللونين الأزرق والأبيض لزيهم تكريمًا لعلم ولاية بافاريا، رغم أنهم لم يكونوا من أبناء الولاية نفسها بل قدموا من مدن ألمانية أخرى. بعد اندماجه مع نادي “ميونخ الرياضي” في عام 1906، بدأ الفريق يرتدي قمصانًا بيضاء مع سراويل حمراء، ليشتهر حينها بلقب “دي روتن” والذي يعني بالألمانية “الأحمر”. بمرور السنوات، طغت القمصان الحمراء بشكل أكبر، لتصبح اللون الأساسي للنادي في الثمانينيات، قبل أن يظهر اللون الأزرق مجددًا في التسعينيات، ليعود النادي في النهاية إلى اللون الأحمر المميز الذي يمثل نبض بافاريا.

ليفربول: سر القميص الأحمر الكامل وتحول الريدز

باستثناء السنوات الأربع الأولى من تاريخه، ارتدى لاعبو ليفربول قمصانًا نصفها أزرق ونصفها أبيض مع سراويل زرقاء. ومنذ عام 1896، ارتبط النادي الإنجليزي باللون الأحمر، وهو لون إحدى أعرق المدن الإنجليزية. لكن التحول الجذري نحو القميص الأحمر الكامل لم يحدث إلا في عام 1964، عندما اتخذ المدرب الأسطوري بيل شانكلي قرارًا غير من هوية زي الفريق. أكد شانكلي حينها أن اللون الأحمر الكامل سيمنح اللاعبين مظهرًا أكثر هيبة وقوة وحيوية على أرض الملعب. منذ ذلك اليوم، بات ليفربول يُلقب بـ “الريدز” في إشارة واضحة إلى اللون الأحمر المميز الذي يرتديه الفريق.

اقرأ أيضًا: خطوة مهمة نحو العودة.. عمرو جمال يبدأ التأهيل في تدريبات حرس الحدود

ريال مدريد: البياض الدائم والتميز الملكي

في إسبانيا، تعود قصة اختيار ريال مدريد للونه الأبيض الشهير إلى بدايات بسيطة. عند تأسيس النادي عام 1902، كان لاعبو الفرق يرتدون في الغالب ملابس بيضاء، والتي كانت تستخدم كملابس داخلية تحت ثيابهم اليومية. مع تطور كرة القدم وبدء الفرق في ارتداء أزياء مستوحاة من الأندية الإنجليزية، تمسك ريال مدريد باللون الأبيض ليحافظ على طابعه الفريد والملكي. شهد تاريخ النادي بعض التجارب المحدودة، مثل ارتداء سراويل سوداء في عشرينيات القرن الماضي أو جوارب زرقاء وسوداء، لكن منذ خمسينيات القرن الماضي، أصبح اللون الأبيض سمة فريدة في النادي الملكي، ومنحه لقب “لوس بلانكوس” الذي يعني بالإسبانية “البيض”.

ألوان برشلونة: قلب كتالونيا ونظرية المدرسة الإنجليزية

عند الحديث عن ريال مدريد، لا بد من تسليط الضوء على ألوان خصمه اللدود برشلونة. بحسب الصحافي الرياضي سام مارسدن من شبكة “إي إس بي إن”، لا توجد رواية مؤكدة تشرح مصدر ألوان نادي برشلونة وهي الأزرق الممزوج بالأحمر القرمزي. ومع ذلك، تشير إحدى النظريات إلى ارتباط هذه الألوان بمدرسة إنجليزية. يقال إن الشقيقين آرثر وإرنست ويتي، وهما من أوائل لاعبي النادي الكتالوني، درسا في مدرسة قرب مدينة ليفربول، وكان فريق الرغبي في هذه المدرسة يرتدي نفس الألوان التي اعتمدها برشلونة لاحقًا. يُعتقد أن الأخوين ويتي اقترحا اعتماد هذه الألوان عندما كان النادي بصدد اختيار زيه الأول. أما بالنسبة للزي الاحتياطي لنادي برشلونة، فإن اللونين الأصفر والأحمر يرمزان ضمنيًا إلى علم إقليم كتالونيا.

اقرأ أيضًا: رباعية في الافتتاح.. الأهلي يوجه إنذارًا للمنافسين بفوز كبير على فاركو وثنائية تخطف الأضواء

ميلان: “الروسونيري” وشعلة كيلبين الحمراء

تعود جذور الألوان الحمراء والسوداء لنادي ميلان الإيطالي إلى مؤسسه الإنجليزي هيربرت كيلبين، الذي انتقل إلى إيطاليا عام 1891 للعمل. في عام 1899، أسس كيلبين برفقة مجموعة من أقرانه الإنجليز المقيمين في إيطاليا نادي “ميلان” الخاص بلعبتي كرة القدم والكريكيت. في إحدى اللقاءات، صرح كيلبين بأنه استلهم لون الفريق من ناديه الأول “نوتس أوليمبيك” في نوتنغهام، موضحًا أن الأحمر يرمز إلى “نار شياطين ميلانو”، بينما يجسد الأسود “الخوف في قلوب الخصوم”. منذ ذلك الحين، بات الفريق يُعرف بلقب “الروسونيري” الذي يعني الحمر والسود. على مدار السنوات، شهد تصميم القميص تغييرات طفيفة، أبرزها سماكة الخطوط السوداء على القميص، حتى وصلت إلى الخطوط العريضة الحالية.

اقرأ أيضًا: مصر تواجه إسبانيا.. مشوار منتخب الشباب بكأس العالم لليد قبل ربع النهائي