كواليس غير متوقعة.. اكتشف مصير سيارات الفورمولا 1 بعد انتهاء الموسم

لا تعيش سيارات الفورمولا 1 حياة طويلة على الحلبات، حيث تُصمم لموسم واحد فقط قبل أن يحل محلها جيل جديد أكثر تطوراً. لكن هذه الآلات فائقة السرعة لا تختفي تماماً؛ فبعد انتهاء موسمها، تتحول إلى إرث محفوظ في أقسام التراث، أو قطع غيار ثمينة، أو حتى مقتنيات نادرة تُباع بملايين الدولارات في المزادات العلنية، لتثبت أن قيمتها تتضاعف خارج المضمار.

مصير سيارات الفورمولا 1 بعد انتهاء الموسم

بعد انتهاء كل موسم، تواجه سيارات الفورمولا 1 مصيراً متنوعاً يعتمد على سياسة الفريق المصنع. فالعديد منها يُفكك للاستفادة من قطع الغيار في تطوير سيارات الموسم التالي، بينما تُحوّل مكونات أخرى إلى مواد أساسية للنماذج الجديدة. تحتفظ بعض الفرق الكبرى مثل مرسيدس وماكلارين وفيراري وويليامز بأجزاء ضخمة من سياراتها داخل أقسام التراث الخاصة بها. على سبيل المثال، تمتلك مرسيدس AMG F1 مخزوناً هائلاً يزيد عن مليون قطعة غيار مصنفة بدقة، مخصصة للاستخدام المستقبلي أو لحفظها كجزء من تاريخ الفريق. أما المحركات، فغالباً ما تكون مستأجرة من شركات موردة مثل مرسيدس في حالة مكلارين، ويتم إعادتها إلى المورد فور انتهاء العقد.

سيارات السباق في العروض والمتاحف

يخضع جزء من هذه السيارات لصيانة دورية ومكلفة للحفاظ عليها جاهزة للقيادة. تستخدم الفرق هذه السيارات في العروض التاريخية والفعاليات الترويجية لجذب الجماهير أو كأداة تسويقية قوية للرعاة. كما أن النماذج الأيقونية التي تركت بصمة في تاريخ رياضة المحركات تجد طريقها إلى متاحف الشركات أو تُعرض للأجيال القادمة لتكون شاهداً على تطور التكنولوجيا ومهارة السائقين عبر السنوات.

سيارات فورمولا 1 بملايين الدولارات في المزادات

على الرغم من ندرة بيعها، تصل بعض سيارات الفورمولا 1 إلى المزادات العلنية وتحقق أرقاماً فلكية، مما يعكس قيمتها التاريخية والرياضية. أصبحت هذه السيارات مقتنيات ثمينة لهواة الجمع والأثرياء الذين يرغبون بامتلاك قطعة من تاريخ رياضة سباقات الفورمولا 1.

وتُعد السيارة التي قادها خوان مانويل فانجيو وستيرلينج موس في خمسينيات القرن الماضي، والتي بيعت مقابل 53.9 مليون دولار، ثاني أغلى سيارة بيعت في مزاد على الإطلاق، مما يؤكد القيمة الاستثنائية لسيارات السباق التاريخية.

أبطال الفورمولا 1 وهواة جمع السيارات النادرة

بعض أبطال الفورمولا 1 لا يستطيعون مقاومة سحر سياراتهم السابقة أو سيارات أساطير أخرى. يمتلك سيباستيان فيتيل، على سبيل المثال، سيارة ويليامز FW14B الشهيرة التي قادها نايجل مانسيل عام 1992، بالإضافة إلى ماكلارين MP4/8 التي قادها الأسطورة آيرتون سينا. كما قام بيرني إكليستون، الرئيس السابق للفورمولا 1، بتجميع واحدة من أكبر مجموعات سيارات السباق التاريخية، وباع منها 69 سيارة في مزاد واحد محققاً 646 مليون دولار، ما يبرهن على جاذبية وقيمة هذه المقتنيات النادرة.

وهكذا، ورغم أن سيارات الفورمولا 1 لا تُصنع لتبقى طويلاً في المنافسة، إلا أن رحلتها لا تنتهي عند خط النهاية، بل تتحول إلى أيقونات وإرث حي، يتناقل بين المتاحف والفعاليات وهواة الجمع، لتظل رمزاً حياً لروح الابتكار والتطور المتسارع في عالم رياضة المحركات.