تطور خطير داخل إسرائيل.. الجيش يفضّل صفقة الأسرى على خطة احتلال غزة

يحتدم الخلاف داخل إسرائيل بين المستويين السياسي والعسكري حول مستقبل قطاع غزة، مع دراسة الحكومة الإسرائيلية استحداث منصب عسكري يتجاوز صلاحيات رئيس الأركان الحالي. يأتي هذا التوتر وسط تصاعد غير مسبوق للمطالب الشعبية بإنهاء الحرب، وتزايد الدعوات للتوصل إلى صفقة تبادل للمحتجزين، حتى من الأوساط التي كانت مؤيدة للحرب.

تصاعد الخلاف بين المستويين السياسي والعسكري حول غزة

أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أن حكومته ماضية في تنفيذ قرار احتلال قطاع غزة، مبررًا ذلك باستعادة المحتجزين والقضاء على حركة حماس. تأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد من تحذير رئيس الأركان إيال زامير من أن هذه العملية تشكل خطرًا على حياة المحتجزين. ومع ذلك، كان زامير قد أكد في وقت سابق قدرة الجيش على تنفيذ خطة الاحتلال، التي أُطلق عليها اسم “عربات جدعون 2”. يرى المستوى العسكري في إسرائيل أن احتلال قطاع غزة قد يمثل فخًا استراتيجيًا، بالإضافة إلى كونه خطيرًا على حياة الأسرى.

دعوات رئيس الأركان لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى

دعا رئيس الأركان إيال زامير علنًا إلى قبول التهدئة مع حركة حماس، قائلًا إن هناك “صفقة على الطاولة ويجب أخذها الآن”. يشير هذا إلى مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حركة حماس، وتجاهلته تل أبيب رغم موافقتها المبدئية عليه الشهر الماضي. حظي هذا التوجه بدعم واسع من عائلات الأسرى في غزة، الذين طالبوا بضرورة التوصل إلى اتفاق شامل يعيد جميع ذويهم ويضع حدًا للحرب الدائرة. بعد اضطراره في البداية لقبول أوامر القيادة السياسية وتأييد خطة الاحتلال، عاد زامير الآن ليدعم بقوة صفقة التبادل على حساب خطة احتلال غزة.

تداول مقترح لتجاوز صلاحيات رئيس الأركان

كشفت القناة 13 الإسرائيلية أن نتنياهو يدرس مقترحًا لتجاوز صلاحيات رئيس الأركان إيال زامير، خاصة بعد دعوته إلى إبرام صفقة تبادل بدلًا من المضي قدمًا في خطة احتلال مدينة غزة. يدعو مقربون من نتنياهو إلى تعيين قائد أعلى من زامير، ليكون بمثابة رئيس أركان أعلى أو قائد أعلى للجيش. يرى هؤلاء أن رئيس الأركان الحالي ليس هجوميًا بما يكفي ويرفض فكرة احتلال مدينة غزة. في المقابل، أكد قادة عسكريون للقناة ذاتها أن رئيس الأركان لن يقبل تعيين قائد أعلى منه في الهيكل العسكري. وفي ظل هذه التكهنات، نفى مكتب نتنياهو وجود أي توجه للتخلص من رئيس الأركان، مؤكدًا أن “إسرائيل لها حكومة واحدة وجيش واحد ورئيس أركان واحد”.

استطلاعات رأي تكشف تزايد المطالب بإنهاء الحرب

أظهر استطلاع للرأي، أجراه موقع “واللا” العبري، تغيرات لافتة في مواقف الجنود والجمهور الإسرائيلي تجاه الحرب على غزة:

• 75% من الجنود النظاميين والاحتياط يؤيدون إنهاء الحرب مقابل إتمام صفقة لإعادة المحتجزين.
• 54.7% من أنصار حزب الليكود الحاكم أبدوا تأييدهم لوقف الحرب إذا كان ذلك في إطار صفقة لإعادة الأسرى.
• 73.7% من عموم الإسرائيليين يفضلون وقف الحرب والتوصل إلى اتفاق يضمن استعادة المحتجزين.
• 64% من الإسرائيليين يرون أن الحرب تُدار بدوافع سياسية داخل إسرائيل أكثر من كونها عسكرية.
• 40% من الجنود النظاميين والاحتياط أكدوا أنهم فقدوا الحافز لمواصلة القتال.

عائلات المحتجزين تطالب بصفقة شاملة وإنهاء النزاع

أعلنت عائلات الأسرى الإسرائيليين، اليوم، أن حكومة بنيامين نتنياهو تخوض حربًا في غزة دون أهداف واضحة. ناشدت العائلات الجمهور الإسرائيلي الخروج إلى الشوارع لإسماع صوتهم والمطالبة الفورية بإعادة جميع المحتجزين في غزة. كما أكدت أن على جميع الإسرائيليين التوحد والقتال من أجل عودة الأسرى، موضحةً أنها لن تقبل بإحباط صفقة التبادل من جديد.