بسبب قطعة خبز.. تفاصيل جديدة عن مبيد الكلوروفينابير الذي أنهى حياة أطفال ديرمواس.. الأعراض التي كشفت عن السم القاتل

كشفت النيابة العامة تفاصيل صادمة حول واقعة وفاة عدد من الأطفال ووالدهم في مركز ديرمواس بمحافظة المنيا، حيث أكدت تقارير الطب الشرعي أن السبب هو التسمم بمبيد “الكلوروفينابير” شديد السمية. وقد أمرت النيابة بحبس زوجة الأب الثانية أربعة أيام احتياطيًا، بعد أن أظهرت التحقيقات قيامها بخلط المبيد السام بالخبز وإرساله للأسرة.

تفاصيل جريمة التسمم بمبيد “الكلوروفينابير”

بعد ساعات من الوفيات المأساوية، تبين أن المبيد الحشري “الكلوروفينابير” هو المادة الفعالة وراء هذه الفاجعة، حيث يؤدي إلى انهيار التنظيم الحراري للجسم وفشل الأجهزة الحيوية حتى توقفها الكامل. عثر على آثار المبيد في عينات من جثامين المتوفين، وكذلك في أواني الطعام وبقايا الخبز المستخدمة في منزل الزوجة الأولى حيث كان يقيم الأب وأطفاله. كما وجدت آثاره في معدات الطهي بمنزل الزوجة الثانية. وقد كشفت تحريات الشرطة واعترافات المتهمة أن زوجة الأب الثانية هي من قامت بإعداد الخبز المسموم وإرساله، زاعمة أنها لم تقصد القتل العمد بل “كيدًا” بالزوجة الأولى.

اقرأ أيضًا: يوم فارق في الذاكرة المصرية.. في مثل هذا اليوم 22 أغسطس: استشهاد البطل أحمد عبد العزيز ووداع الشيخ المراغي وكمال الشناوي

ما هو مبيد الكلورفينابير (Chlorfenapyr)؟

توضح الدكتورة هبة يوسف، رئيس قسم السموم الإكلينيكية بجامعة بورسعيد، أن مبيد الكلورفينابير ينتمي إلى المبيدات الحشرية الفوسفاتية العضوية. ويحتوي على المادة الفعالة “الكلورفينابير” بتركيز 48%، ويستخدم على نطاق واسع كمبيد لمكافحة النمل الأبيض وسوس النخيل الحمراء. كما يرخص استخدامه من قبل وزارة الصحة لرش أرضيات أساسات المباني ومعالجة الأخشاب المصابة بالسوس، ويخلط بمعدل 1 سم مكعب لكل 10 لترات ماء. يصنف هذا المركب من قبل منظمة الصحة العالمية كمادة خطرة على الإنسان حتى بتراكيز ضئيلة جدًا.

كيف يؤثر الكلورفينابير على الكائنات الحية؟

يُعد مبيد الكلورفينابير سامًا للغاية ويعمل كمبيد غير جهازي، بمعنى أنه يؤثر عند الملامسة أو عن طريق الجهاز الهضمي والتنفسي. يعمل المبيد على تثبيط إنزيم “الأسيتيل كولين إستراز” في الجهاز العصبي للحشرات، مما يؤدي إلى شللها وتوقفها عن التغذية وموتها السريع. هذا التأثير هو ما يجعله فعالًا ضد الحشرات الضارة مثل السوس والنمل الأبيض.

اقرأ أيضًا: بشرى للمستفيدين.. رابط الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة 2025 بالرقم القومي

طرق التعرض لمبيد الكلورفينابير السام

يحدث التسمم الحاد بهذا المبيد بعدة طرق، منها:

  • ابتلاع المبيد عن طريق تناول مياه أو غذاء ملوث به.
  • استنشاق رذاذ المبيد أثناء عمليات الرش، خصوصًا عند عدم ارتداء الملابس الواقية اللازمة.
  • امتصاصه عبر الجلد، وهي طريقة شائعة بشكل خاص بين الأطفال نظرًا لحساسية وسهولة امتصاص جلودهم للمواد الكيميائية الخطرة.

تزداد خطورة المبيدات الحشرية عندما تكون عديمة الرائحة، مما يجعل الشخص المتعرض للتسمم لا يدرك إصابته.

اقرأ أيضًا:

تحذير أممي عاجل.. متحدث أونروا في غزة يكشف مصير المدينة: “تسونامي إنساني” يهدد الجميع

أعراض التسمم بمبيدات الفوسفات العضوية في البشر

تظهر على المصابين بالتسمم بالفوسفات العضوية مجموعة واسعة من الأعراض الخطيرة، منها:

  • تدميع العين، تشوش الرؤية، سيلان اللعاب، والتعرق الشديد.
  • السعال، والقيء، وتكرار التبرز والتبول مع عدم التحكم بهما، مصحوبًا برائحة كريهة.
  • انخفاض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب الذي قد يصبح غير منتظم.
  • تشنجات واختلاجات عصبية.
  • صعوبة في التنفس، ونفضان أو رفة غير إرادية في العضلات مع ضعفها.

يمكن أن يكون ضيق التنفس أو ضعف عضلات الجهاز التنفسي مميتًا في حالات الجرعات الكبيرة. تستمر الأعراض لساعات أو حتى أيام، وقد يمتد الضعف والهزال وهبوط الدورة الدموية لأسابيع بعد التعرض.

اقرأ أيضًا: 35 درجة بالقاهرة.. الطقس اليوم: أجواء حارة بأغلب الأنحاء مصحوبة بنشاط للرياح والسحب

خطورة المبيدات على الأطفال الرضع والصغار

تشكل المبيدات الحشرية والكيميائية خطرًا كبيرًا على الأطفال والرضع للأسباب التالية:

  • ضعف مناعتهم وحساسية أجسامهم للمواد السامة.
  • الأطفال أكثر عرضة للخطر حيث تكون نسبة التعرض أعلى.
  • امتصاص سريع للمبيدات من جلد الأطفال، خاصة الذين يزحفون على الأرضيات الملوثة.
  • ميلهم لوضع أيديهم وألعابهم في أفواههم بعد لمس الأسطح المعالجة.
  • أجسامهم لا تتحمل السموم؛ فأعضاؤهم (كالكبد والكلى) غير مكتملة النمو، وجلدهم أكثر امتصاصًا للمواد الكيميائية.

التأثيرات طويلة المدى للتسمم بالمبيدات على الأطفال

  • قد تسبب المبيدات تلفًا في النمو العصبي يؤدي إلى تأخر الكلام أو صعوبات التعلم.
  • ترتبط بعض المبيدات بزيادة خطر الإصابة بالسرطان عند الأطفال.

أخطر أنواع المبيدات على الأطفال وفقًا لمنظمة الصحة العالمية

  • الكلورفينابير (Chlorfenapyr): يؤثر على الجهاز العصبي وقد يكون مميتًا.
  • الباراكوات: يسبب تلفًا في الرئتين.
  • الجليفوسات: مشتبه به كمسرطن.
  • مبيدات الفوسفات العضوية: تؤدي إلى تشنجات وتسمم حاد.

تدرج أعراض التسمم بالمبيدات عند الأطفال

  • **أعراض خفيفة:** غثيان، إسهال، دموع في العين، سعال.
  • **أعراض متوسطة:** تقيؤ، رعشة، تعرق زائد.
  • **أعراض خطيرة:** تشنجات، فقدان الوعي، صعوبة في التنفس (تتطلب طوارئ فورية).

التشخيص والعلاج في حالات التسمم بالمبيدات

يعتمد تشخيص التسمم على الأعراض والعلامات الظاهرة على المريض. ويتم تأكيد التشخيص من خلال الفحوصات المخبرية مثل قياس غازات الدم وتحليل كهارل الدم، بالإضافة إلى أخذ تاريخ مفصل للأحداث المحيطة بحادثة التسمم من المريض أو ذويه. يدعم التشخيص إذا خفف الأتروبين، الذي يُعطى عن طريق الوريد، شدة الأعراض.

اقرأ أيضًا: بشرى للموظفين.. تحديد موعد صرف مرتبات شهر أغسطس 2025 للعاملين بالقطاع العام

ويكون البروتوكول العلاجي المتبع كالآتي:

  • تغيير جميع الملابس الملوثة وغسل الجلد جيدًا بالماء والصابون واسفنجة ناعمة وماء بارد. ويجب على مقدمي الرعاية تجنب تلوث أنفسهم.
  • توفير معالجات لدعم الجهاز التنفسي ووظائف القلب.
  • استعمال الأتروبين عن طريق الوريد، حيث يعتبر الترياق المنقذ للحياة.
  • مراقبة العلامات الحيوية والجهاز التنفسي للحفاظ على وظيفتي التنفس والقلب.

نصائح وإرشادات لحماية الأطفال من المبيدات

قبل الرش

  • تجنب تعرض الأطفال والرضع للمكان المرشوش نهائيًا لمدة تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة بعد الرش.
  • تغطية ألعابهم وأسطح الأكل جيدًا.

أثناء الرش

  • استخدام مبيدات صديقة للأطفال قدر الإمكان، مثل الزيوت الطبيعية كالزيوت المستخلصة من النيم والقرنفل.
  • التأكد من ارتداء الفني المتخصص كمامة وقفازات للوقاية.

بعد الرش

  • غسل الأرضيات والأسطح بالماء والصابون بشكل جيد.
  • فتح النوافذ لتهوية المكان بشكل كامل.
  • غسل ملابس الأطفال المتسخة بالماء الساخن.

الإسعافات الأولية إذا تعرض الطفل للمبيد

عن طريق الجلد

  • تغيير الملابس الملوثة فورًا.
  • غسل الجلد بماء فاتر وصابون لمدة 15 دقيقة.

عن طريق العين

  • شطف العين بماء نظيف (بدون فرك) لمدة 20 دقيقة.

إذا ابتلع المبيد

  • لا تحفز عملية القيء.
  • إعطاء الطفل ماءً لتخفيف السم، ما لم يكن فاقدًا للوعي.

بدائل آمنة لمكافحة الحشرات في المنازل التي يقطنها أطفال

  • المصائد اللاصقة للصراصير والنمل.
  • الزيوت العطرية مثل النعناع والليمون لطرد البعوض.
  • تركيب الشبكات على النوافذ لمنع دخول الحشرات الطائرة.