تحذير خطير: مادة «الكلوروفينابير».. كيف تنهي قدرة الجسم وتقتل الأطفال في دلجا؟

هزت مصر مؤخرًا تفاصيل حادثة مأساوية في محافظة المنيا، حيث أودت مادة “الكلوروفينابير” السامة بحياة ستة أطفال ووالدهم بعد تناولها داخل الخبز، لتثير هذه الواقعة موجة من الغضب والقلق حول خطورة هذا المبيد الزراعي شديد السمية. تعيد هذه الفاجعة تسليط الضوء على سهولة تداول المواد الكيميائية الخطرة وضرورة تشديد الرقابة عليها.

الكلوروفينابير: مبيد زراعي يتحول إلى سم قاتل

تُعرف مادة الكلوروفينابير بأنها مبيد حشري قوي ينتمي إلى فئة البيرول. يُستخدم هذا المبيد بشكل أساسي لمكافحة الحشرات والآفات الزراعية التي تصيب المحاصيل المختلفة مثل الخضروات والفواكه والقطن. كما يدخل الكلوروفينابير في بعض التركيبات المتخصصة لمقاومة الآفات المنزلية مثل النمل الأبيض والعناكب والبعوض، مما يجعله مادة شائعة في الاستخدامات الزراعية ومكافحة الآفات.

اقرأ أيضًا: قبول جامعي.. تنسيق المرحلة الثالثة 2025 للكليات والمعاهد المتاحة (علمي علوم ورياضة)

آلية عمل المبيد السام وخطورته على جسم الإنسان

صُنفت الكلوروفينابير ضمن المواد شديدة السمية من قِبل مراكز السموم والمنظمات الدولية، ويرجع ذلك إلى آليته المدمرة داخل الجسم. عند دخول هذه المادة، تتحول إلى مركبات تعطل عمل الميتوكوندريا، وهي المحطات الأساسية لإنتاج الطاقة في خلايا الجسم. هذا التعطيل يؤدي إلى:

  • انهيار تام في قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته.
  • فشل متسارع في تشغيل الأعضاء الحيوية للجسم.
  • فشل كامل في أجهزة الجسم المتعددة، ينتهي بالوفاة في فترة وجيزة جدًا.

إن خطورة مبيد الكلوروفينابير لا تقتصر على الكميات الكبيرة، فكميات قليلة منه كافية لإحداث تلف جسيم وغير قابل للعلاج.

اقرأ أيضًا: رسالة من أردوغان للسيسي.. وزير خارجية تركيا ينقل تحيات الرئيس التركي خلال زيارته لمصر

طرق التعرض للتسمم بمادة الكلوروفينابير وأعراضه

تتعدد طرق التعرض للتسمم بالكلوروفينابير، مما يزيد من خطورته ويتطلب حذرًا شديدًا عند التعامل معه. تشمل طرق التسمم الرئيسية:

  • الابتلاع المباشر: كما حدث في واقعة دلجا المأساوية، حيث تم تناول المادة مع الطعام.
  • الاستنشاق: التعرض لبخاخات المادة أو رزازها في أماكن مغلقة أو سيئة التهوية.
  • ملامسة الجلد: عند تلامس الجلد بكميات عالية من المحلول أو المسحوق المركز للمبيد.

وبمجرد دخول المادة إلى الجسم، تظهر أعراض التسمم بسرعة وتكون شديدة الخطورة، وتشمل:

اقرأ أيضًا: رسالة طمأنة لطلاب الدور الثاني.. رئيس جامعة الأزهر يتفقد لجان الثانوية الأزهرية بمرسى مطروح

  • ارتفاع شديد وملحوظ في درجة حرارة الجسم.
  • صداع حاد وشعور بالإرهاق العام.
  • تشنجات عضلية شديدة قد تصل إلى نوبات صرع.
  • فشل سريع في وظائف الكبد والكلى.
  • توقف مفاجئ في التنفس ونبض القلب، مما يؤدي إلى الوفاة.

دعوات لرقابة صارمة: التساؤلات حول سهولة تداول الكلوروفينابير

أثار انتشار هذه المادة الخطرة وسهولة حصول الأفراد عليها دون رقابة مشددة تساؤلات جدية حول فعالية التشريعات القائمة. يؤكد خبراء السموم أن الكلوروفينابير لا يشكل خطرًا على من يتناوله مباشرة فحسب، بل يُعد شديد الخطورة في حال التعامل غير الآمن معه، حتى بكميات بسيطة. هذه المخاطر تستدعي دعوات عاجلة لفرض رقابة صارمة على تداول وبيع المبيدات شديدة السمية مثل الكلوروفينابير، وتطبيق إجراءات أمنية مشددة لضمان عدم وصولها إلا للأشخاص والجهات المرخصة التي تلتزم بمعايير السلامة المهنية.

الموقف الدولي من استخدام الكلوروفينابير: حظر وتحذيرات

على الصعيد الدولي، تعاملت العديد من المنظمات والهيئات مع مادة الكلوروفينابير بالكثير من الحذر والتقييد نظرًا لخطورتها الشديدة على الصحة العامة والبيئة:

اقرأ أيضًا: تامر عاشور يشعل حفل العلمين بأغنية “أنا هاجي على نفسي” و”الرك على النية” | صور

  • منظمة الصحة العالمية (WHO): تصنف الكلوروفينابير كمبيد شديد السمية عند ابتلاعه، مما يؤكد على المخاطر الجسيمة التي يمثلها.
  • وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA): تحذر هذه الوكالة من خطورة المبيد وتُقيد استخدامه حصريًا في الزراعة، مع منع بيعه بشكل قاطع للاستخدام المنزلي والعام.
  • الاتحاد الأوروبي: اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوة حاسمة بحظر استخدام الكلوروفينابير بشكل كامل منذ عام 2011، وذلك بسبب المخاطر الكبيرة التي يفرضها على صحة الإنسان والبيئة.

هذه الإجراءات الدولية تعكس الإجماع على أن الكلوروفينابير مادة تتطلب أقصى درجات الحيطة والحذر، وتُبرز الحاجة الملحة لتشديد الرقابة على تداول المبيدات الزراعية الخطرة في جميع أنحاء العالم.

اقرأ أيضًا: تطور مرتقب.. المستشار محمود فوزي يتحدث عن مستقبل قانون الإيجار القديم | جدية حكومية تتضح ملامحها؟