خسائر وشيكة.. خبير اقتصادي يكشف كيف يقلب تمسك التجار بالأسعار المرتفعة الموازين ويحوّل الأرباح إلى خسائر مفاجئة

أكد الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ التمويل والاستثمار، أن ارتفاع أسعار السلع في السوق المحلي لم يعد له مبرر منطقي، وذلك في ظل توافر الدولار بشكل كبير وانخفاض سعر الفائدة. وتوقع إبراهيم زيادة واضحة في إنتاج السلع خلال الفترة المقبلة، مما سيسهم في تراجع الأسعار بشكل أكبر، داعيًا التجار إلى تغيير ثقافتهم الربحية لمواكبة هذه التغيرات الاقتصادية الجديدة.

لا مبرر لاستمرار ارتفاع الأسعار مع توافر الدولار

أوضح الدكتور هشام إبراهيم أن الحجة التي كان يتذرع بها بعض التجار سابقًا بخصوص صعوبة توافر الدولار قد زالت تمامًا الآن. فمع استقرار سعر الصرف وتوافر العملة الصعبة في الأسواق، إلى جانب تراجع سعر الفائدة، لم يعد هناك أي سبب يدعو لاستمرار ارتفاع أسعار السلع. هذه العوامل مجتمعة تخلق بيئة اقتصادية مختلفة تمامًا عما كانت عليه في السابق، مما يدعو للتساؤل عن أسباب التمسك بالأسعار المرتفعة.

اقرأ أيضًا: عاجل.. 49 درجة مئوية.. درجات الحرارة اليوم الأربعاء 13 أغسطس 2025 في مصر تصل ذروتها بأسوان

عودة الأموال للإنتاج وتوقعات بزيادة المعروض

وأشار إبراهيم إلى تحول مهم في تدفقات الأموال داخل الاقتصاد. فقد كانت رؤوس الأموال في السابق تتجه بعيدًا عن قطاعات الإنتاج نحو الاستثمار في الأصول التي تحقق أرباحًا سريعة مثل الذهب، العقارات، والسيارات. لكن مع انخفاض أسعار هذه الأصول الآن، أصبحت هذه الأموال تعود مجددًا إلى القطاعات الإنتاجية. هذا التحول الكبير يُتوقع أن يؤدي إلى زيادة ملحوظة في حجم إنتاج السلع المختلفة في الفترة المقبلة، مما يعزز فكرة توافر المنتجات في السوق.

تحول في دور الحكومة ومنافسة متوقعة في السوق

لعبت الحكومة في الفترات الماضية دورًا حيويًا في مواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة عبر إطلاق مبادرات لدعم توافر السلع واستقرار الأسعار. ومع ذلك، يرى الدكتور إبراهيم أن هذا الدور قد يتغير مستقبلًا. فمع زيادة المعروض من السلع ووجود منافسة قوية بين المنتجين، قد لا تحتاج الحكومة إلى إطلاق مبادرات جديدة بنفس الوتيرة السابقة. السوق الجديد قد يدفع المنتجين أنفسهم لتخفيض الأسعار لجذب المستهلكين.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. إعلان نتيجة انتخابات الشيوخ خلال ساعات

انخفاض أسعار بعض السلع الأساسية وتوقعات مستقبلية

بالفعل، بدأت بعض السلع الأساسية في تسجيل انخفاض في أسعارها. فمثلاً، شهدت أسعار الخضروات، والبيض، والدواجن تراجعًا ملموسًا في الأسواق. بينما لم يظهر هذا الانخفاض بنفس الوضوح في أسعار الفواكه وبعض السلع الأخرى حتى الآن، إلا أن التوقعات تشير إلى أن الفترة القادمة ستحمل المزيد من الانخفاضات السعرية لتشمل قطاعات أوسع من السلع.

دعوة لتغيير ثقافة التجار لتحقيق أرباح مستدامة

وجه الدكتور إبراهيم رسالة واضحة للتجار والمنتجين بضرورة تغيير ثقافتهم الاقتصادية لمواكبة المتغيرات الجديدة. لم يعد من المقبول الإصرار على بيع كميات قليلة بأسعار مرتفعة بهدف تحقيق أرباح كبيرة. بل يجب على التاجر أن يدرك أن الأسعار تتجه نحو الانخفاض وأن وعي المستهلك قد ازداد بشكل كبير. في هذا السياق، يقدم الدكتور إبراهيم نصائح أساسية:

اقرأ أيضًا: 3 أيام إجازة متصلة.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 للموظفين

  • التوقف عن الإصرار على بيع كميات قليلة بأسعار مرتفعة.
  • إدراك أن الأسعار تتجه للانخفاض وأن وعي المستهلك قد ازداد.
  • السعي لتحقيق أرباح معقولة من بيع كميات أكبر من السلع.
  • ضمان دوران صحي للأموال في الدورة الإنتاجية وتحقيق مكاسب مستدامة.

هذا التوجه الجديد يضمن للتجار تحقيق مكاسب مستمرة ومساهمة فعالة في استقرار السوق وتنشيط الدورة الاقتصادية ككل.

اقرأ أيضًا: رحيل والد العامري فاروق.. نعى الأهلي نائب رئيسه السابق