أضفها لشايك وحلوياتك | حبيبات نباتية جديدة تنهي معاناة الكثيرين مع إنقاص الوزن
اكتشف باحثون طريقة جديدة ومبتكرة لمساعدة الأشخاص على فقدان الوزن، تتمثل في حبيبات دقيقة صالحة للأكل يمكن إضافتها إلى الشاي والحلويات. تعتمد هذه التقنية على مركبات البوليفينول النباتية الطبيعية، وتعد بكونها بديلاً أقل تدخلاً وأكثر أماناً من العلاجات الحالية لمكافحة السمنة و إدارة الوزن.
تكنولوجيا واعدة: حبيبات البوليفينول لتقليل امتصاص الدهون
تتمثل هذه التكنولوجيا في حبيبات صغيرة صُنعت من البوليفينول، وهي مركبات نباتية طبيعية غنية بمضادات الأكسدة وتوجد بوفرة في الفواكه والخضروات والشاي والشوكولاتة الداكنة والقهوة. تعمل هذه الحبيبات المبتكرة عند استهلاكها على الارتباط بالدهون داخل الجهاز الهضمي، مما يمنع الجسم من امتصاصها بشكل كامل. وقد كشفت مجلة نيوزويك عن هذه النتائج الأولية التي تشير إلى فعالية هذا النهج الطبيعي في المساعدة على فقدان الوزن.
مقارنة مع علاجات السمنة الحالية: نحو حلول أكثر أماناً
تُقدم هذه الحبيبات الدقيقة بديلاً واعداً لأدوية إنقاص الوزن الموجودة، مثل عقار “أورليستات” (Orlistat) المعتمد من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA). بينما يعمل أورليستات على منع الإنزيمات الهضمية من تكسير الدهون وتقليل امتصاصها، إلا أن بعض الأبحاث ربطته بآثار جانبية محتملة مثل تلف الكبد والكلى. ويسعى الباحثون، بقيادة الدكتورة يوي وو من جامعة سيتشوان، إلى تطوير حلول لـ فقدان الوزن لا تتسبب في هذه الآثار السلبية، مع التركيز على السلامة والفعالية.
آلية عمل حبيبات البوليفينول
قام الفريق بتطوير حبيبات نباتية صغيرة تتشكل تلقائياً من خلال روابط كيميائية بين البوليفينول المستخلص من الشاي الأخضر وفيتامين E. هذه الهياكل قادرة على تكوين روابط كيميائية مع قطرات الدهون. ولحماية هذه الحبيبات من حموضة المعدة، قاموا بتغطيتها ببوليمر طبيعي مشتق من الأعشاب البحرية. وبمجرد تناولها، يتمدد الغلاف البوليمري الواقي داخل الأمعاء استجابة لدرجة الحموضة، لتبدأ مركبات البوليفينول وفيتامين E بالارتباط بالدهون المهضومة جزئياً وحبسها، مما يمنع امتصاص الجسم لها.
نتائج مبشرة من تجارب الفئران
في دراسة أجراها الباحثون، تم تقسيم الفئران إلى ثلاث مجموعات (8 فئران في كل مجموعة) لمدة 30 يوماً:
- مجموعة تغذت على نظام غذائي عالي الدهون (60% دهون) مع الحبيبات الدقيقة.
- مجموعة تغذت على نظام غذائي عالي الدهون (60% دهون) بدون الحبيبات الدقيقة.
- مجموعة تغذت على نظام غذائي عادي (10% دهون).
أظهرت النتائج أن الفئران التي تناولت نظاماً غذائياً غنياً بالدهون مع الحبيبات الدقيقة فقدت 17% من إجمالي وزن جسمها، بينما لم تفقد الفئران في المجموعات الأخرى أي وزن. كما لوحظ لديها انخفاض في الأنسجة الدهنية وتلف أقل في الكبد، بالإضافة إلى إخراج كميات أكبر من الدهون في برازها مقارنة بالمجموعات الأخرى، دون أي آثار سلبية واضحة على صحتها. وعند مقارنة هذه النتائج بعقار أورليستات، أظهرت الحبيبات الدقيقة إفرازاً مشابهاً للدهون المعوية ولكن بدون الآثار الجانبية المعدية المعوية التي لاحظها الباحثون مع عقار أورليستات.
دمج سهل في النظام الغذائي اليومي
رغم أن هذه الحبيبات الدقيقة لا طعم لها تقريباً، يتوقع الباحثون إمكانية دمجها بسهولة في النظام الغذائي اليومي للأشخاص. يمكن تحويلها إلى كرات صغيرة جداً وإضافتها إلى الحلويات والشاي الفقاعي، مما يجعلها جزءاً من أنماط الطعام الشائعة بالفعل. هذا النهج يهدف إلى تطوير شيء يتناسب مع طريقة حياة الناس وعاداتهم الغذائية بشكل طبيعي.
خطوات نحو التطبيق البشري: تجارب سريرية جارية
بدأ فريق الدكتورة يوي وو العمل مع شركة للتكنولوجيا الحيوية لتصنيع هذه الخرزات النباتية على نطاق واسع. ويؤكد الدكتور يون شيانغ هي، المؤلف المشارك في الدراسة، أن جميع المكونات صالحة للأكل ومعتمدة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، ويمكن توسيع نطاق إنتاجها بسهولة. وقد بدأت أيضاً تجربة سريرية على البشر بالتعاون مع مستشفى غرب الصين بجامعة سيتشوان، حيث تم تسجيل 26 مشاركاً. ومن المتوقع أن تتوفر البيانات الأولية لهذه التجارب خلال العام المقبل، مما يمثل خطوة هامة نحو التطبيق السريري لهذه الحبيبات القائمة على البوليفينول في مكافحة السمنة.
آراء الخبراء والتحفظات المستقبلية
علق نافيد ستار، أستاذ طب القلب الأيضي بجامعة غلاسكو، لمجلة نيوزويك بأن البيانات الأولية على الفئران مثيرة للاهتمام، لكن من الضروري الاطلاع على نتائج التجارب البشرية قبل استخلاص أي استنتاجات حقيقية، مشدداً على أهمية سلامة التجارب على البشر. من جانبه، أشار توم ساندرز، الأستاذ الفخري في التغذية بكلية كينغز لندن، إلى أن الدراسة على الفئران استخدمت مستويات عالية جداً من الدهون في النظام الغذائي (60% من الطاقة) مقارنة بالنظام الغذائي البشري (35-40% من الطاقة). كما لم يتحقق الباحثون مما إذا كانت الحبيبات الدقيقة تتداخل مع امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، وهو أمر متوقع ويجب أخذه في الاعتبار.