شهدت الإسكندرية مؤخرًا عاصفة أمطار استثنائية، تركت أثرًا عميقًا في نفوس سكانها، وأثارت تساؤلات مهمة حول إدارة الأزمات المائية والاستفادة من الموارد الطبيعية. في هذا السياق، أدلى النائب شعبان، ابن الإسكندرية، بتصريحات قوية خلال الجلسة العامة للبرلمان بحضور الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، واصفًا ما حدث بأنه “أمر لا يتوصف”، ومؤكدًا أن “ليس مَن سمع وقرأ كمَن رأى بعينه”، في إشارة إلى قسوة العاصفة التي تجاوزت كل التوقعات.
عاصفة الإسكندرية: شهادة حية على قسوة الطبيعة
النائب شعبان، الذي عايش هذه التجربة الصعبة عن قرب، وصف الأجواء التي عاشها أهالي الإسكندرية قائلاً: “عشنا ساعات صعبة لدرجة أنني شعرت بأن شباك البلكونة سيتخلع مني“، مشددًا على أنه لم يشهد مثل هذه الرياح العاتية طوال حياته التي تجاوزت 67 عامًا. هذه الشهادة تعكس مدى شدة العاصفة التي ضربت المدينة الساحلية.
نجاح غير مسبوق في إدارة أزمة أمطار الإسكندرية.. إشادة بدور المحافظ
على عكس التجارب السابقة التي وصفها بـ “الفشل في إدارة الأزمة”، أشاد النائب بـ “الإدارة الحقيقية للأزمة” هذه المرة. وأوضح أنه رغم تقلب الأوضاع فجرًا، فإن الإسكندرية عادت لطبيعتها في ساعات قليلة، حيث تمكن الطلاب من الذهاب لامتحاناتهم وكأن شيئًا لم يكن. لم يتوقف النائب عند هذا الحد، بل وجه شكرًا خاصًا للفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، وجميع مساعديه ونواب مجلسي النواب والشيوخ، على جهودهم التي أعادت الحياة للمحافظة بسرعة قياسية.
أسئلة حارقة لوزيرة البيئة.. هل نستفيد من مياه الأمطار الضائعة؟
بعد الإشادة، انتقل النائب شعبان إلى طرح تساؤلات جوهرية أمام وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، بخصوص الاستفادة من مياه الأمطار الهائلة. أشار النائب إلى أن مساحة الإسكندرية تبلغ 2818 كيلومترًا مربعًا، وأن المدينة شهدت تساقط ما بين 300 إلى 400 مليون متر مكعب من المياه خلال تلك الليلة العصيبة. السؤال المحوري هنا: كيف يتم إهدار هذه الكميات الضخمة من المياه، التي تم سحبها بسيارات الشفط وتفريغها في البحر، في الوقت الذي تعاني فيه مصر من شح مائي ملحوظ؟
الاستفادة من مياه الأمطار.. تحديات وحلول مقترحة
طالب النائب بضرورة وضع خطة واضحة للدولة للاستفادة من هذه الأمطار، خاصة في ظل وجود طرق حديثة لإعادة شحن الخزانات الجوفية بمياه الأمطار. وتساءل بوضوح: “أين هذه المنظومة؟”، مؤكدًا على أهمية تحويل هذه الظواهر المناخية إلى فرصة للاستفادة من كل قطرة ماء.
تقنية “القنبلة المناخية”.. أين مصر من الابتكار العلمي؟
كما وجه النائب سؤالًا آخر لوزيرة البيئة حول تقنية “القنبلة المناخية”، التي تُستخدم لخلق منخفضات جوية وتسحب الكتل الهوائية كالمغناطيس. وتساءل بحرقة: “أين علماؤنا ونحن من هذه التقنية؟”، مشيرًا إلى ضرورة تبني الابتكارات العلمية الحديثة في مواجهة التغيرات المناخية.
ختامًا، أبدى النائب شعبان استغرابه من غياب الإحصاءات والمعلومات الدقيقة حول كميات المياه المتساقطة على مصر سنويًا، مؤكدًا على أن توفر هذه البيانات يعد خطوة أساسية لأي تخطيط مستقبلي للاستفادة من الموارد المائية.