هبوط جديد.. أسعار الذهب والفضة تشهد تراجعات تصحيحية | فهل تستمر أم تعاود الارتفاع؟

شهدت أسعار الذهب والفضة تراجعًا طفيفًا في مستهل تعاملات الاثنين بالولايات المتحدة، وذلك بعد مكاسب قوية حققتها المعادن الثمينة يوم الجمعة. يأتي هذا التراجع مدفوعًا بتصحيحات سعرية وتصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول التي أشارت إلى توجه نحو تيسير السياسة النقدية، بالإضافة إلى تحركات بنك الشعب الصيني لدعم السيولة في أسواقه.

تأثير السياسة النقدية الأمريكية على الأسواق

تأثرت أسعار المعادن الثمينة بشكل كبير بتصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول السنوية يوم الجمعة. ألمح باول إلى اتجاه البنك نحو خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل بشهر سبتمبر، مما يشير إلى سياسة نقدية أكثر تساهلاً. هذه التصريحات أدت إلى ارتفاع سوق الأسهم الأمريكية وضغطت بشدة على مؤشر الدولار الأمريكي في ذلك اليوم. ومع ذلك شهدت مؤشرات الأسهم تراجعًا طفيفًا خلال الليل، بينما انتعش مؤشر الدولار الأمريكي قليلًا في بداية الأسبوع.

وأشار باول إلى أن الاقتصاد الأمريكي يضع مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في “وضع صعب” نظرًا لاستمرار التضخم فوق الهدف البالغ 2%، إضافة إلى علامات ضعف تظهر في سوق العمل. لا تزال هناك انقسامات بين صانعي السياسات الآخرين في البنك الفيدرالي حول صواب هذا التوجه.

جهود بنك الشعب الصيني لدعم النمو

على الجانب الآخر، واصل بنك الشعب الصيني جهوده لدعم الاقتصاد المحلي. أضاف البنك 600 مليار يوان صافيًا عبر تسهيلات متوسطة الأجل وعمليات إعادة شراء عكسي هذا الشهر، وهو أكبر مبلغ منذ يناير، وفقًا لتقرير بلومبرغ. صرح وانغ تشينغ، كبير محللي الاقتصاد الكلي في شركة جولدن كريدت ريتينغ، بأن البنك المركزي سيواصل ضخ السيولة طويلة الأجل لضمان سلاسة إصدار السندات الحكومية وتعزيز القروض المصرفية، مما يطمئن السوق بشأن موقف السياسة النقدية الداعم للنمو.

وفي خطوة أخرى، عززت الصين تثبيت عملتها اليوان بأكبر قدر منذ يناير، بعد تراجع الدولار الأمريكي في أعقاب تصريحات باول. حدد بنك الشعب الصيني سعره المرجعي اليومي للعملة المحلية عند 7.1161 يوان للدولار، مقابل 7.1321 يوم الجمعة، وهو أقوى تثبيت منذ نوفمبر الماضي.

التحديات الاقتصادية في الصين

يواجه الاقتصاد الصيني ضغوطًا ناجمة عن الرسوم الجمركية الأمريكية وأزمة العقارات، ومع ذلك تواصل الأسهم ارتفاعها، مما يثير تساؤلات حول استدامة هذا الصعود. تشير بلومبرغ إلى أن هذا الارتفاع يعود إلى توجه المستثمرين الأثرياء نحو الأسهم في ظل نقص البدائل، في حين حذر بعض المحللين من تشكل “فقاعة” و”النشوة المفرطة”. يؤدي الانكماش الاقتصادي وضعف الطلب المحلي إلى تآكل قدرة الشركات على التسعير، مما يثير الشكوك حول قدرة الارتفاع الحالي على الاستمرار، بحسب هومين لي، كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي في شركة لومبارد أودييه.

مؤشرات الأسواق العالمية والبيانات الاقتصادية المرتقبة

سجل مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعًا طفيفًا في الأسواق الخارجية اليوم، بينما ارتفعت أسعار النفط الخام قليلاً، حيث يتم تداوله عند حوالي 63.75 دولارًا للبرميل. بلغ العائد على سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات 4.337%. من المقرر صدور بيانات اقتصادية أمريكية مهمة يوم الاثنين، بما في ذلك مؤشر النشاط الوطني لبنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، ومبيعات المساكن الجديدة، واستطلاع توقعات التصنيع في تكساس، والتي قد تؤثر على حركة الأسواق.

مستويات الدعم والمقاومة لأسعار الذهب

من الناحية الفنية، يتمتع المتفائلون بارتفاع أسعار الذهب الآجلة لعقد ديسمبر بميزة فنية عامة على المدى القريب. تتلخص الأهداف الفنية ومستويات الدعم والمقاومة الرئيسية فيما يلي:

• الهدف الصعودي التالي للمتفائلين: إغلاق فوق مستوى مقاومة قوي عند 3,500.00 دولار أمريكي.
• الهدف الهبوطي التالي للمتشائمين: دفع الأسعار دون مستوى دعم فني قوي عند 3,319.20 دولار أمريكي، وهو أدنى مستوى في يوليو.
• المقاومة الأولى: 3,423.40 دولار أمريكي (أعلى مستوى سجله الأسبوع الماضي).
• المقاومة الثانية: 3,450.00 دولار أمريكي.
• الدعم الأول: 3,400.00 دولار أمريكي.
• الدعم الثاني: 3,353.40 دولار أمريكي (أدنى مستوى سجله الأسبوع الماضي).