بعد عقود من الغموض.. عالم يكشف السبب الحقيقي لاختفاء السفن والطائرات في مثلث برمودا

قد يكون اللغز الذي حير العالم طويلاً حول اختفاء السفن والطائرات في مثلث برمودا قد وصل إلى نهايته، بعد أن أعلن عالم محيطات بارز عن تفسير علمي جديد يلقي الضوء على هذه الظواهر الغامضة. النظرية الجديدة تشير إلى أن السبب الحقيقي وراء هذه الحوادث لا يتعلق بأي قوى خارقة للطبيعة، بل بظاهرة طبيعية تعرف باسم “الأمواج المارقة” أو “الأمواج العملاقة”.

الأمواج المارقة: التفسير العلمي لاختفاء السفن

الدكتور سايمون بوكسول، عالم المحيطات من جامعة ساوثهامبتون، يرى أن التفسير الحقيقي وراء حوادث الاختفاء المتكررة في مثلث برمودا يكمن في “الموجات المارقة” العملاقة. هذه الأمواج، التي يمكن أن يصل ارتفاعها إلى ثلاثين متراً — أي ما يعادل ارتفاع مبنى من عشرة طوابق — تظهر فجأة ودون سابق إنذار، وتضرب السفن بقوة هائلة من اتجاهات متعددة. ويوضح الدكتور بوكسول أن موجة واحدة فقط من هذه الأمواج قد تكون كافية لإغراق سفينة كبيرة في غضون دقائق معدودة، وذلك لقدرتها على رفع السفينة من المنتصف مما يؤدي إلى انكسارها تحت وزنها الهائل.

اقرأ أيضًا: خطوات بسيطة.. 6 نصائح أساسية قبل شراء حلاوة المولد 2025 لسلامة أسرتك

لماذا مثلث برمودا بؤرة للأمواج العملاقة؟

يشير الدكتور بوكسول إلى أن منطقة مثلث برمودا تعد نقطة ساخنة بشكل خاص لتشكل هذه الأمواج المارقة. ويعزو ذلك إلى التقاء العواصف القادمة من الجنوب والشمال، والتي قد تنضم إليها عواصف أخرى قادمة من ولاية فلوريدا الأمريكية، مما يخلق بيئة مثالية لتشكل ما وصفه بـ”تكوين قاتل محتمل من الأمواج المارقة”. هذا الالتقاء العنيف للعواصف يؤدي إلى تضخم الأمواج بشكل غير مسبوق، ويجعلها خطراً داهماً على الملاحة البحرية.

أشهر حوادث الاختفاء والتفسير الجديد

من أبرز الحوادث التي غذت أسطورة مثلث برمودا كان اختفاء السفينة الحربية الأمريكية “يو إس إس سايكلوبس” عام 1918. فجأة، اختفت السفينة الضخمة وطاقمها المكون من ثلاثمائة وستة أشخاص أثناء توجهها من البرازيل إلى بالتيمور، دون أن ترسل حتى إشارة استغاثة واحدة. يمكن لنظرية الأمواج المارقة أن تقدم تفسيراً منطقياً لمثل هذه الحوادث المباغتة، حيث أن الضربة المفاجئة والعنيفة لموجة عملاقة قد لا تترك أي فرصة للطاقم لإرسال نداء استغاثة.

اقرأ أيضًا: رسميًا 5 دفعات.. مواعيد صرف مرتبات أغسطس 2025 بعد الزيادة الجديدة

شكوك علمية حول “لغز” برمودا البحري

رغم نظرية الأمواج المارقة، يشكك العديد من العلماء أساساً في وجود “لغز” حقيقي في مثلث برمودا بالأساس. فوفقاً للإحصائيات، لا يزيد عدد الحوادث البحرية والجوية في هذه المنطقة عن أي منطقة أخرى مزدحمة في المحيطات حول العالم. حتى شركات التأمين العالمية لا تتعامل مع مثلث برمودا كمنطقة خطرة بشكل استثنائي. ويُعتقد أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة، بما فيها من ممرات مائية ضحلة وعواصف استوائية متكررة، تكفي لتفسير معظم الحوادث دون الحاجة إلى اللجوء لنظريات خارقة للطبيعة. في النهاية، ربما يكون مثلث برمودا مجرد منطقة بحرية عادية، لكن القصص الاستثنائية المرتبطة بها هي التي جعلتها تبدو أكثر غموضاً مما هي عليه في الواقع.

اقرأ أيضًا: تراجع ملحوظ.. أسعار الذهب اليوم تسجل مفاجأة غير متوقعة في سعر عيار 21