اتهامات صريحة.. إعلان المجاعة بغزة يضع المجتمع الدولي أمام محك قاسٍ ودور المنظمات في خطر

أعلنت قيادات سياسية وأكاديمية وبرلمانية في الإسكندرية أن إعلان الأمم المتحدة الرسمي عن وجود مجاعة في قطاع غزة يمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي. وقد أكدت هذه القيادات أن الأوضاع المتدهورة في القطاع تجاوزت قدرة البشر على التحمل، مع انتشار وفيات الجوع فوق أطلال المخيمات، مشيرين إلى أن ما يحدث هو حرب إبادة شاملة وجريمة مكتملة الأركان منذ اندلاع أحداث 7 أكتوبر.

المجاعة في غزة: مؤشر خطير وتصاعد الكارثة الإنسانية

اعتبر المهندس محمد فرج عامر، أمين حزب الجبهة الوطنية بمحافظة الإسكندرية، أن إعلان المجاعة رسميًا في قطاع غزة ليس مجرد خبر، بل هو مؤشر خطير على حجم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها الشعب الفلسطيني. وشدد عامر على أن هذا الوضع المأساوي نتج عن استمرار الحصار الإسرائيلي والتصعيد العسكري المتواصل، ما يستدعي تحركًا عالميًا عاجلًا لإنقاذ أرواح الأبرياء.

اقرأ أيضًا: خطوات التقديم في تنسيق الدبلومات الفنية 2025 بعد تخصيص 10% من المقاعد في الجامعات والمعاهد

وطالب عامر المجتمع الدولي بصفة عامة، والأمم المتحدة ومجلس الأمن والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية بصفة خاصة، بالتحرك الفوري لمواجهة هذه الأزمة. وأكد على ضرورة إدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع دون أي قيود أو عوائق، خاصة مع الارتفاع المقلق في معدلات الجوع والأمراض التي تهدد حياة الآلاف من المدنيين المحاصرين في غزة.

الأزمة في غزة: سابقة إقليمية وتاريخية ومسؤولية دولية

من جانبه، أوضح المهندس علي الدسوقي أحمد، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب ونائب دائرة الرمل بالإسكندرية، أن إعلان الأمم المتحدة عن مجاعة في غزة يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط والخامس عالميًا في التاريخ الحديث. وأشار الدسوقي إلى أن هذا الإعلان يعكس وضعًا غير إنساني وغير مسبوق على الإطلاق في القطاع، حيث أنهكت المجاعة قوى سكان غزة وأصبحوا يلقون حتفهم بشكل مستمر دون أي مساعدة أو عون.

اقرأ أيضًا: هام للمواطنين.. تعرف على خطوات الاستعلام عن أسماء “تكافل وكرامة” 2025 الجديدة وموعد صرف معاش سبتمبر

وتساءل الدسوقي عن الخطوة التالية بعد هذا الإعلان الرسمي، مؤكدًا على حق الناجين من خطر المجاعة في الحياة أسوة ببقية البشر. وحمل الكيان الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه المجاعة منذ اندلاع أحداث 7 أكتوبر، التي حولت الوضع الإنساني في قطاع غزة إلى مشهد غير مسبوق من الدماء والإبادة والقتل والتشريد والتهجير، لولا صمود أهالي غزة الذي أبقى القضية الفلسطينية حية.

تجويع ممنهج ودور مصر في تخفيف المعاناة

وفي سياق متصل، أكد محمد مجدي عفيفي، رئيس حزب الأحرار الدستوريين، أن قطاع غزة يشهد جريمة إبادة إنسانية وسياسية شاملة لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر. ووصف ما يقوم به الكيان الإسرائيلي بأنه جريمة تجويع ممنهجة ترقى إلى مستوى جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وسط صمت دولي مخيف وتخاذل عربي وإسلامي تجاه ما يحدث، تاركين مصر وحدها في مواجهة هذا البركان.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. السيطرة على حريق محدود بمستشفى حلوان العام دون وقوع إصابات

وأضاف عفيفي أن العشرات يفقدون حياتهم يوميًا بسبب نقص الغذاء والدواء والماء، وأن سكان القطاع المهجرين فقدوا أسرًا كاملة جراء المجاعة المتفشية. وأشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها مصر على الصعيدين السياسي والإنساني لوقف نزيف الدم الفلسطيني منذ عام 1948، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية هي قضية مصر الأساسية. كما أشار إلى أن المعابر مغلقة بشكل كامل منذ شهور، ما يمنع دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية والدوائية، ويجعل سكان غزة يعتمدون على قوافل الإنزال الجوية التي تقوم بها مصر وبعض الدول، والتي بالكاد تكفي احتياجات يوم واحد، ما ساهم في وصول المجاعة إلى درجاتها القصوى غير الأخلاقية والإنسانية.

اقرأ أيضًا: فرصة أخيرة.. تظلمات نتائج STEM والمكفوفين قبل انتهاء المدة