تنسيق غير متوقع.. أستاذ جامعي يكشف عن 3 ثغرات تهدد عدالة التنسيق الجامعي
تتجدد سنويًا أزمة عدالة التنسيق الجامعي في مصر، مثيرة تساؤلات حادة حول مستقبل آلاف الطلاب، وخاصة المتفوقين من الثانوية العامة ومدارس STEM، وأبناء المصريين العاملين بالخارج، الذين يجدون أنفسهم أحيانًا محرومين من كليات القمة، في حين يحصل طلاب وافدون على مقاعد بمجاميع أقل بكثير. هذه الفجوة دفعت الأكاديميين للمطالبة بإصلاح شامل لضمان تكافؤ الفرص وحماية حقوق جميع الطلاب.
دعوات عاجلة لإصلاح منظومة القبول الجامعي في مصر
أثار الدكتور محمد كمال، أستاذ القيم والأخلاق بجامعة القاهرة، جدلًا واسعًا بتصريحاته التي أكد فيها أن تحقيق العدالة في التنسيق الجامعي يتوقف على معالجة ثلاث قضايا محورية. هذه القضايا تخص أبناء المصريين في الخارج، وطلاب مدارس STEM للمتفوقين، والطلاب الوافدين الأجانب. وأشار الدكتور كمال إلى أن إغفال هذه الجوانب يهدد مبدأ تكافؤ الفرص ويخلق حالة من عدم الرضا بين الطلاب وأولياء الأمور.
تتضمن شروط تحقيق العدالة في التنسيق الجامعي المقترحة من الدكتور محمد كمال النقاط التالية:
- ضمان حق أبناء المصريين العاملين بالخارج في الالتحاق بالجامعات الحكومية دون قيود مجحفة.
- إعادة النظر في نسب قبول طلاب مدارس STEM المتفوقين لضمان فرصهم في كليات القمة.
- وضع ضوابط صارمة لقبول الطلاب الوافدين الأجانب تضمن عدم حصولهم على مقاعد بمجاميع تقل كثيرًا عن المصريين.
ظلم أبناء المصريين بالخارج وتأثيره على العملة الصعبة
تناول أستاذ القيم والأخلاق بجامعة القاهرة قضية أبناء المصريين العاملين بالخارج، مؤكدًا أنهم يواجهون ظلمًا واضحًا في نظام القبول الجامعي. فبرغم أن تحويلات أسرهم تعد المصدر الأول للعملة الصعبة في البلاد، متجاوزة عائدات قناة السويس والسياحة مجتمعة، إلا أن التنسيق الجامعي يفرض عليهم نسبًا مقيدة قد تحرم الطالب الحاصل على 99.5% من دخول كلية الطب. وفي المقابل، قد يُقبل زميله الأجنبي القادم من دولة عربية أو إفريقية بمجموع لا يتجاوز 70%. ودعا الدكتور كمال إلى ضرورة معاملة أبناء المصريين بالخارج معاملة الوافدين، أو فتح الباب أمامهم للالتحاق بالجامعات الحكومية دون قيود تعسفية.
تحديات طلاب مدارس STEM المتفوقين في الالتحاق بكليات القمة
لم يغفل الدكتور محمد كمال تسليط الضوء على معاناة طلاب مدارس STEM (مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات). وأوضح أن هؤلاء الطلاب هم من النخبة التي جرى انتقاؤها بعناية منذ المرحلة الإعدادية، ويقضون سنواتهم في دراسة مكثفة وشاملة داخلية. ورغم تفوقهم وامتيازهم، فإن فرص التحاقهم بكليات القمة تتضاءل عامًا بعد عام بسبب نسبة مرنة ثابتة تُقلّص المقاعد المخصصة لهم، مما يثير استياءً واسعًا بينهم.
وأظهرت الأرقام تراجعًا ملحوظًا في أعداد المقبولين من طلاب STEM بكليات الطب، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا لإعادة النظر في هذه النسبة. ويوضح الجدول التالي التراجع في أعداد هؤلاء الطلاب:
العام الدراسي | عدد طلاب STEM المقبولين بكلية الطب |
2022 | نحو 350 طالبًا |
2023 | نحو 300 طالب |
2024 | 196 طالبًا فقط |
طالب الدكتور كمال بضرورة مراجعة هذه النسبة بشكل عاجل لضمان حصول هؤلاء المتفوقين على فرصهم المستحقة في الكليات التي تتناسب مع قدراتهم وتميزهم العلمي.
ضوابط جديدة مقترحة لقبول الطلاب الوافدين الأجانب
وفيما يتعلق بالطلاب الوافدين الأجانب، شدّد أستاذ القيم والأخلاق بجامعة القاهرة على أنه لا يجوز قبول أي طالب أجنبي في الجامعات الحكومية المصرية إلا إذا كان مجموعه يقل بحد أقصى 5% فقط عن الحد الأدنى للكلية. واعتبر أن الوضع الراهن يمثل ظلمًا فادحًا للطلاب المصريين، حيث لا يُعقل أن يُحرم طالب مصري حاصل على 93% من دخول طب القاهرة، بينما يُقبل وافد أجنبي بمجموع 70%. وأضاف أن الوافدين الأجانب يحصلون أيضًا على إعفاءات وتخفيضات في المصروفات، في وقت من الأولى أن تُوجَّه هذه المقاعد والموارد لأبناء البلد الذين هم أحق بها.
إصلاح التنسيق الجامعي: ضرورة وطنية لتكافؤ الفرص
واختتم الدكتور محمد كمال تصريحاته بالتأكيد على أن إصلاح منظومة القبول الجامعي لم يعد أمرًا ثانويًا أو رفاهية، بل أصبح ضرورة وطنية ملحة. فالهدف الأسمى من هذا الإصلاح هو ضمان تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب، ودعم المتفوقين منهم، وصون حقوق المصريين سواء كانوا في الداخل أو الخارج. هذه الإصلاحات تهدف إلى بناء نظام تعليمي عادل ومنصف يعكس قيم المجتمع ويخدم مصالح الوطن العليا.