تطور جديد.. النفط يواصل مكاسبه بفعل مخاوف الإمدادات وقرار الاحتياطي الفيدرالي
استقرت أسعار النفط العالمية اليوم بعد أن حققت مكاسب ملحوظة خلال الأسبوع الماضي، مدفوعة بتوقعات خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي والتوترات المستمرة التي تؤثر على إمدادات الخام. يترقب المستثمرون التطورات الجيوسياسية والاقتصادية التي تشكل مستقبل سوق الطاقة في ظل تحديات العرض والطلب.
أسعار النفط تتجاوز مستويات رئيسية
سجلت أسعار النفط الخام استقراراً بعد مكاسب أسبوعية جيدة، حيث اقترب سعر خام برنت القياسي من 68 دولاراً للبرميل، محققاً ارتفاعاً بنحو 3% الأسبوع الماضي. في المقابل، تجاوز سعر خام غرب تكساس الوسيط (WTI) حاجز 63 دولاراً للبرميل. ورغم هذا الاستقرار، لا تزال العقود الآجلة للنفط منخفضة بنحو 9% هذا العام، وسط مخاوف من فائض في المعروض خلال الأرباع القادمة بعد أن استأنفت مجموعة “أوبك+” جزءاً كبيراً من الإنتاج المتوقف.
مؤشر النفط | القيمة الحالية (تقريباً) | ملاحظات |
خام برنت | 68 دولاراً للبرميل | ارتفع بنحو 3% الأسبوع الماضي |
خام غرب تكساس الوسيط (WTI) | 63 دولاراً للبرميل | تجاوز هذا المستوى |
العقود الآجلة للنفط (هذا العام) | انخفاض بنحو 9% | بسبب مخاوف فائض المعروض |
تأثير الاحتياطي الفيدرالي على أسواق الطاقة
تواصل الأصول ذات المخاطر، بما في ذلك السلع الأساسية مثل النفط، مكاسبها بعد أن أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى احتمال استئناف تخفيضات أسعار الفائدة الشهر المقبل. هذا التوجه نحو سياسة نقدية أكثر تيسيراً يعزز التوقعات بانتعاش النشاط الاقتصادي عالمياً، مما قد يزيد الطلب على النفط الخام. كما أن ضعف العملة الأمريكية الذي غالباً ما يصاحب خفض الفائدة، يجعل النفط المسعّر بالدولار أرخص لحاملي العملات الأخرى، مما يدعم أسعاره.
العقوبات الأمريكية على النفط الروسي-الهندي
تتجه التوترات الجيوسياسية نحو التصعيد بعد أن هددت الولايات المتحدة بمضاعفة الرسوم الجمركية على جميع الواردات الهندية إلى 50%. يأتي هذا التهديد رداً على استمرار الهند في شراء النفط الروسي، وهو ما تعتبره واشنطن انتهاكاً للعقوبات. ومع قرب دخول هذه العقوبات المحتملة حيز التنفيذ يوم الأربعاء، أكد دبلوماسيون هنود أن المصافي المحلية ستواصل استلام النفط الخام من موسكو، مما يزيد من تعقيدات الوضع في سوق الطاقة العالمية.
جهود إنهاء الصراع الأوكراني ومستقبل إمدادات النفط
ضاعفت الولايات المتحدة جهودها الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة، من خلال سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى. وفي الأسبوع الماضي، اتخذ الرئيس دونالد ترامب موقفاً أكثر تشدداً تجاه موسكو، مهدداً روسيا بـ”عقوبات شاملة” ما لم يتم التوصل إلى اتفاق في غضون أسبوعين تقريباً. ومع ذلك، صرح ترامب أيضاً بأن واشنطن “لا تستطيع فعل شيء”، مما يعكس التذبذب في الموقف الأمريكي ويترك علامات استفهام حول تأثير ذلك على استقرار إمدادات النفط العالمية.
ديناميكيات سوق النفط وسط تداولات صيفية هادئة
استقر خام برنت القياسي العالمي في نطاق ضيق خلال معظم هذا الشهر في ظل تداولات صيفية هادئة. يقيّم المتداولون مجموعة من العوامل المؤثرة على أسعار النفط، أبرزها:
- تحديات تواجه الصادرات الروسية إلى الأسواق العالمية.
- الجهود الدبلوماسية المبذولة لإنهاء الصراع في أوكرانيا.
- تأثير الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة على الاقتصاد العالمي.
وتتداول عقود برنت الآجلة حالياً بخصم نادر مقارنةً بعقود دبي الإقليمية، وهو تحول قد يفاقم المخاوف بشأن فائض المعروض. تعكس هذه الخطوة، التي استغرقت أشهراً في التحضير، ضعف التوازنات في حوض الأطلسي مقارنةً بالشرق الأوسط، حتى بعد أن أضافت أوبك+ ملايين البراميل إلى الإنتاج اليومي. وتراجعت أحجام تداول عقود برنت الآجلة عن متوسطها اليومي في ساعات التداول الآسيوية المبكرة يوم الاثنين، بسبب عطلة رسمية في المملكة المتحدة أثرت على حركة بعض المتداولين.
توقعات الخبراء لسوق الطاقة
تعليقاً على الوضع الراهن، قال جاو جيان، المحلل في شركة “كيشينغ فيوتشرز” بشاندونغ: “لا يزال الاهتمام ينصبّ بشكل كبير على الأحداث قصيرة الأجل، ولم يتم بعد احتساب المخاطر السلبية المحتملة في العوامل الأساسية للسوق”. وأضاف أن التأثير الإيجابي لأي تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي قد “يستغرق بعض الوقت ليظهر تأثيره بشكل كامل” على سوق النفط.