وجهة المستثمرين الأولى.. سوق دبي يتفوق خليجيًا وخبير يوضح فرص القطاعين البنكي والعقاري
شهدت أسواق المال في الإمارات خلال الفترة الأخيرة تبايناً في الأداء، حيث يواجه سهم “طلبات” تراجعاً مستمراً رغم جاذبية سعره الحالي، فيما حافظ سوق دبي المالي على مكانته كوجهة استثمارية مغرية بفضل نمو الأرباح وعوائد التوزيعات المرتفعة. في المقابل، مرّ سوق أبوظبي للأوراق المالية بمرحلة تصحيح وجني أرباح متوقعة في ظل ضعف السيولة الصيفية، مع ترقب لعودة النشاط بدءاً من سبتمبر.
تراجع سهم “طلبات”: تحديات المنافسة وآفاق مستقبلية
يشهد سهم “طلبات” أداءً سلبياً مستمراً، تفاقم مؤخراً بعد صدور تقارير تعبر عن تخوفات بشأن هوامش الربحية المستقبلية للشركة. هذا التراجع يأتي في ظل تصاعد المنافسة الشرسة في أسواق الإمارات. ورغم هذا، يرى مروان شراب، خبير أسواق المال، أن الأسعار الحالية لسهم طلبات باتت مغرية للمستثمرين. لقد هبط سعر السهم إلى مستويات أدنى بكثير من سعر الطرح الأولي الذي تم في بداية العام.
هناك اهتمام مستمر من مؤشرات عالمية مثل “فوتسي” و”MSCI” بإدراج سهم “طلبات” ضمن تركيبتها، مما يعكس الثقة في إمكاناته على المدى الطويل. كما قدرت غالبية شركات التحليل القيمة العادلة للسهم بأكثر من 1.60 درهم. ويشير هذا التقييم إلى أن التراجعات الأخيرة قد تكون ناتجة عن تخارج بعض المساهمين، خصوصاً المؤسسات الدولية، بسبب مخاوف تتعلق بتآكل هوامش الربح والأداء الضعيف لسهم طلبات منذ طرحه في السوق.
سوق دبي المالي: وجهة استثمارية جاذبة بنمو أرباح قوي
يبرز سوق دبي المالي كواحد من أكثر الأسواق الخليجية جاذبية للاستثمار. فقد ارتفع مؤشره بأكثر من 40% خلال الـ 52 أسبوعاً الماضية، مسجلاً 18.9% منذ بداية العام، ليتفوق بذلك على أسواق كانت تتصدر المشهد سابقاً مثل سوق الكويت. وعلى الرغم من هذا الارتفاع اللافت، فإن مكرر الربحية المستقبلي لسوق دبي لا يتجاوز 10.4 مرة فقط، مما يجعله مقيّماً بشكل مغرٍ مقارنة بأسواق الخليج والأسواق العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، يظل عائد التوزيعات في سوق دبي مرتفعاً عند 4.9%، مما يعكس جاذبية قوية للمستثمرين الباحثين عن عوائد مستقرة. وقد تجاوز نمو أرباح بعض الشركات المدرجة في أسواق الإمارات 20% خلال الفترة الماضية، وحتى في النصف الأول من عام 2025، ما يؤكد الأداء الإيجابي الذي يدعم مكررات الربحية المنخفضة. ويشير الخبير مروان شراب إلى أن القطاع البنكي والعقاري في دبي يعتبران من أبرز القطاعات الجاذبة للاستثمار طويل الأجل، مدعومين بالاستقرار في نتائج الأعمال للشركات المدرجة.
تصحيح مؤقت في سوق أبوظبي: جني أرباح وضعف سيولة
شهد مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية (ADX) تراجعات ملحوظة بعد أن بلغ ذروته في نهاية يوليو. سجل السوق 12 جلسة متتالية من التراجع حتى الخميس الماضي، قبل أن يشهد تعافياً محدوداً يوم الجمعة. يوضح الخبير مروان شراب أن هذه التراجعات ليست ناتجة عن تغيير في التوجه الاستثماري العام، بل هي عمليات جني أرباح طبيعية تتزامن مع موسم الصيف. وتأتي هذه التصحيحات في سياق ضعف السيولة المعتاد في شهر أغسطس من كل عام.
مثل هذه التحركات السنوية متوقعة في هذه الفترة. ومع ذلك، من المتوقع أن تبدأ الأسواق في إعادة تموضع نفسها تدريجياً مع بداية شهر سبتمبر، بالتزامن مع عودة السيولة.
نصائح استثمارية للمرحلة المقبلة: الانتقائية والسيولة القوية
مع اقتراب نهاية العام وبدء المستثمرين في بناء مراكزهم استعداداً لموسم التوزيعات، يصبح التركيز على الانتقائية في اختيار الأسهم ذات العوائد القوية أمراً حاسماً. يشدد الخبير مروان شراب على أهمية هذه الاستراتيجية في المرحلة المقبلة.
إضافة إلى ذلك، يُتوقع أن تشهد المرحلة القادمة تراجعاً في أسعار الفائدة عالمياً، مما سيعطي دفعة إضافية للاستثمار في الكيانات التي تتمتع بسيولة قوية. هذه الشركات ستكون الأقدر على الاستفادة من هذا الاتجاه الإيجابي.
فيما يلي أهم العوامل التي يجب على المستثمرين أخذها في الاعتبار لتعزيز فرص النجاح في الاستثمار:
- التركيز على الشركات التي تتمتع بعوائد قوية ومستقرة على المدى الطويل.
- اختيار الكيانات ذات السيولة المالية الكبيرة للاستفادة من تراجع أسعار الفائدة المتوقع.
- الاستثمار في القطاعات التي يمكن أن تستفيد بشكل مباشر من انخفاض الفوائد مثل العقارات والبنوك.
- مراقبة عودة السيولة إلى الأسواق بدءاً من شهر سبتمبر بعد موسم الصيف الهادئ.
- بناء مراكز استثمارية قوية استعداداً لموسم توزيعات الأرباح السنوي.