لأول مرة.. الثقب الأسود: أسرار تكشف الستار عن الغموض الأبدي

كشفت السلطات المصرية، بتنسيق مع مبادرة “متطوعين أطفال مفقودة” بقيادة الناشط رامي الجبالي، تفاصيل صادمة حول ما يُعرف بقضية “الثقب الأسود” في الجيزة. أسفرت المبادرة عن رصد مكان سري أسفل أحد الكباري يُشتبه في استخدامه لاحتجاز واستغلال الأطفال، مما أدى إلى تدخل سريع من وزارة الداخلية وإلقاء القبض على المتورطين.

“الثقب الأسود”: مبادرة تكشف قضية استغلال أطفال تحت كوبري بالجيزة

بدأت تفاصيل القضية عندما أبلغ أحد متطوعي مبادرة “متطوعين أطفال مفقودة” عن ملاحظته أطفالًا يدخلون إلى مكان مغلق أسفل كوبري في إحدى المناطق، واصفًا إياه بـ”الثقب الأسود”. اشتبه المتطوع في عدم خروج هؤلاء الأطفال من المكان بعد دخولهم. وعلى الفور، قام فريق المبادرة بالتحقق من وجود مخارج أخرى، وتأكدوا من أن المكان ليس له سوى مدخل واحد. بدأت المبادرة برصد دقيق لعدد الأطفال الذين يترددون على هذا الموقع، أشكالهم، فئاتهم العمرية، وطبيعة الأنشطة المشبوهة التي قد تُمارس داخل “الثقب الأسود”.

اقرأ أيضًا: خطة إسرائيلية مرتقبة.. الجيش يعرض سيناريو احتلال غزة خلال أسبوعين

تفاصيل صادمة: رصد أنشطة مشبوهة وإقامة دائمة للأطفال

على الرغم من عدم تمكن فريق المبادرة من تحديد طبيعة النشاط بشكل قاطع في البداية، إلا أن المشاهدات الميدانية كانت كافية لإثارة الشكوك. لوحظ دخول بعض الفتيات إلى المكان المغلق بصحبة شباب، كما شوهد فتيان يخرجون بملابس غير متناسبة مع التوقيت والمكان، مما أوحى بأنهم يقيمون هناك لفترات طويلة. ما عزز هذه الفرضية هو رصد الفريق لكميات كبيرة من المياه يتم إدخالها يوميًا إلى المكان، وهو ما يشير بوضوح إلى وجود إقامة كاملة داخل هذا “المنزل” السري. بعد التأكد من خطورة هذا المكان على الأطفال، قام الناشط رامي الجبالي بنشر تفاصيل الملاحظات قرابة منتصف الليل، لتتلقى مبادرته اتصالًا من وزارة الداخلية في ساعات الفجر الأولى للاستفسار عن الموقع.

استجابة سريعة من وزارة الداخلية وتدخل أمني حاسم

مع بزوغ فجر اليوم التالي، وتحديدًا في نحو التاسعة صباحًا، بدأت الأجهزة الأمنية المعنية بوزارة الداخلية تتواصل مع مبادرة “متطوعين أطفال مفقودة”. شملت هذه الأجهزة إدارة مكافحة الآداب، وإدارة مكافحة جرائم الأحداث، بالإضافة إلى مكتب مدير أمن الجيزة. كان الهدف من هذا التواصل هو الحصول على تفاصيل دقيقة تمكنهم من تقدير حجم الحملة الأمنية اللازمة لضمان فعاليتها. وبعد فترة قصيرة من التنسيق، تحركت القوات الأمنية إلى الموقع المشار إليه، ونجحت في إلقاء القبض على الأشخاص المتواجدين داخل “الثقب الأسود”، وتم إغلاق المكان بشكل فوري. وصف الجبالي هذا التحرك الأمني بالخطوة السريعة والمشرفة التي تعكس حرص الدولة على حماية الأطفال.

اقرأ أيضًا: بيان هام من الأرصاد.. حالة الطقس المتوقعة اليوم السبت 23 أغسطس 2025 في مصر | تفاصيل درجات الحرارة

توصيات لضمان عدم تكرار الظاهرة: دعوات لإغلاق دائم ومقترح لإعادة الاستخدام

على الرغم من نجاح الحملة الأمنية، أبدى الناشط رامي الجبالي ملاحظتين أساسيتين وتقدم بتوصيات مستقبلية لضمان عدم تكرار مثل هذه الظواهر:

  • ضرورة إغلاق المكان بالخرسانة المسلحة وليس بالطوب، وذلك لأن المكان سبق أن أُغلق بالطوب ثم أُعيد فتحه، مما يجعل الإغلاق بالخرسانة أكثر أمانًا وفعالية على المدى الطويل.
  • أهمية وضع تصور واضح لكيفية التعامل مع هذه المساحات الفارغة أسفل الكباري، حيث يتضح أن البعض يستغلها بشكل ضار. يقترح الجبالي إعادة توظيف هذه المساحات في أنشطة نافعة وشرعية تخدم المصلحة العامة، أو إغلاقها بالخرسانة نهائيًا إذا ثبت عدم صلاحيتها لأي استخدام آمن، لمنع استغلالها مجددًا في أعمال غير قانونية ومضرة بالمجتمع.

اقرأ أيضًا: الرمان بـ5 جنيهات.. قائمة أسعار الفاكهة اليوم الأربعاء في سوق العبور