مصادفة تاريخية في 23 أغسطس.. يوم وفاة زعيمين وميلاد فنان خالد: سعد زغلول ومصطفى النحاس وعبد السلام النابلسي
اليوم الثالث والعشرون من أغسطس يشهد أحداثاً تاريخية متنوعة ومحطات بارزة في الذاكرة العربية والعالمية. ففي هذا اليوم، تتجدد ذكرى رحيل اثنين من أبرز القادة المصريين، سعد زغلول ومصطفى النحاس، كما يحيي العالم اليوم الدولي لتخليد ذكرى الاتجار بالرقيق وإلغائه. وشهد هذا التاريخ أيضاً لحظات مفصلية كإعلان الملكية في العراق وانتخاب بشير الجميل رئيساً للبنان، بالإضافة إلى ميلاد قامات فنية وأدبية وتفجير معبد أثري عريق.
ذكرى رحيل زعيمين مصريين بارزين: سعد زغلول ومصطفى النحاس
يوافق الثالث والعشرون من أغسطس ذكرى وفاة اثنين من عمالقة السياسة المصرية الحديثة. ففي عام 1927، رحل الزعيم سعد زغلول عن عمر يناهز 68 عاماً. يعد زغلول قائد ثورة 1919 والمطالب باستقلال مصر، وشغل منصبي رئيس الوزراء ورئيس مجلس الأمة. كما ساهم في وضع حجر الأساس لتأسيس الجامعة المصرية عام 1907. كانت فكرة تشكيل الوفد المصري للدفاع عن القضية المصرية عام 1918 هي نقطة تحول في تاريخه السياسي، حيث أدت إلى اعتقاله ونفيه إلى جزيرة مالطا، ما أشعل ثورة 1919 التي رسخت زعامته.
وفي نفس اليوم، ولكن في عام 1965، توفي مصطفى النحاس عن عمر يناهز 86 عاماً. يعتبر النحاس أحد أبرز السياسيين المصريين في القرن العشرين، وتولى منصب رئيس وزراء مصر ورئيس مجلس الأمة. كان له دور محوري في تأسيس حزب الوفد وتزعمه من عام 1927 حتى حله عام 1952. كما ساهم النحاس باشا في تأسيس جامعة الدول العربية، تاركاً إرثاً سياسياً كبيراً.
يوم عالمي لتخليد ضحايا الرق: ذكرى الاتجار بالرقيق وإلغائه
يصادف الثالث والعشرون من أغسطس اليوم الدولي لتخليد ذكرى الاتجار بالرقيق وإلغائه. يهدف هذا اليوم إلى ترسيخ الذاكرة الجماعية لمأساة الاتجار بالرقيق الأسود في أذهان الشعوب حول العالم. يعود أصل هذا الاحتفال إلى ليلتي الثاني والثالث من أغسطس عام 1791، عندما اندلعت ثورة العبيد في سانت دومينغ، التي تعرف اليوم بجمهورية هايتي. لعبت هذه الثورة دوراً محورياً في وضع حد لتجارة الرقيق العابرة للمحيط الأطلسي، لتشكل نقطة تحول تاريخية في مسيرة حقوق الإنسان.
تأسيس المملكة العراقية وتنصيب فيصل الأول
في الثالث والعشرين من أغسطس عام 1921، شهد العراق حدثاً تاريخياً بارزاً بإعلان الملكية وتنصيب الأمير فيصل نجل الشريف حسين ملكاً على البلاد. يمثل هذا التاريخ بداية أول حكم عراقي حديث. ورغم تعيين الملك فيصل الأول ملكاً في هذا العام، إلا أن العراق لم ينل استقلاله الكامل عن الوصاية الأوروبية، وتحديداً الانتداب البريطاني، إلا في عام 1932. استمرت هذه الحقبة الملكية حتى فبراير 1958، عندما دخل العراق في كيان الاتحاد الهاشمي العربي مع الأردن. لكن هذا الاتحاد لم يدم طويلاً، حيث أطاحت ثورة 14 تموز عام 1958 بحكم الهاشميين في العراق، لينهي بذلك مرحلة مهمة في تاريخ البلاد.
انتخاب بشير الجميل رئيساً للبنان: حدث مفصلي لم يكتمل
شهد الثالث والعشرون من أغسطس عام 1982 انتخاب بشير الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية. كان الجميل زعيماً للقوات اللبنانية خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية العصيبة. تم انتخابه من قبل مجلس النواب خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان. لكن القدر لم يمهله لتولي مهامه الرئاسية، حيث اغتيل في الرابع عشر من سبتمبر من نفس العام، أي قبل أن يستلم منصبه رسمياً، في حدث هز الساحة السياسية اللبنانية والعربية.
تنظيم داعش يدمر معبد بعل شمين الأثري في تدمر
في الثالث والعشرين من أغسطس عام 2015، أقدم تنظيم داعش الإرهابي على تفجير معبد بعل شمين الكنعاني الأثري الواقع في مدينة تدمر السورية التاريخية. كان هذا المعبد، الذي بني عام 32 ميلادي، مخصصاً لإله الكنعانيين (رب السموات) شمين. اكتشف علماء آثار سويسريون هذا المعبد بين عامي 1954 و1956، وهو يقع بالقرب من العديد من المنشآت الأثرية الأخرى مثل قوس النصر ومعبد بل. شكل هذا التفجير جزءاً من حملة تدمير واسعة للتراث الثقافي في سوريا والعراق على يد التنظيم الإرهابي.
أرقام قياسية لجائحة كورونا: 23 مليون إصابة عالمياً
سجل الثالث والعشرون من أغسطس عام 2020 رقماً قياسياً في انتشار جائحة كورونا عالمياً. ففي هذا اليوم، تخطى عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كوفيد-19 حاجز 23 مليون شخص حول العالم. تضمنت الإحصائيات وقتها أكثر من 800 ألف حالة وفاة، بينما تماثل للشفاء حوالي 14 مليوناً و842 ألف حالة، مما يعكس الانتشار الواسع وتأثير الجائحة على البشرية.
نجوم الفن والأدب في ذمة التاريخ: عبد السلام النابلسي ومحسن زايد
لا يقتصر الثالث والعشرون من أغسطس على الأحداث السياسية والتاريخية فحسب، بل يشمل أيضاً ذكرى ميلاد قامات فنية وأدبية تركت بصمة واضحة.
في عام 1913، ولد الفنان عبد السلام النابلسي، وهو ممثل لبناني من أصول فلسطينية، اشتهر بلقب “الكونت” في الأوساط الفنية. شارك النابلسي نجوماً كباراً مثل إسماعيل يس وعبد الحليم حافظ ومحمد فوزي وفريد الأطرش في أعمال فنية خالدة. عاد إلى لبنان عام 1962 وأدار شركة الفنون المتحدة للأفلام. تزوج في الستين من عمره، وتوفي في 5 يوليو 1968 إثر أزمة قلبية حادة بعد أن أفلس نتيجة إفلاس بنك “أنترا” في بيروت. من أبرز أعماله أفلامه مع إسماعيل ياسين مثل “الفانوس السحري” و”حلاق السيدات”.
وفي عام 1944، ولد الكاتب المصري محسن زايد، الذي اشتهر بتقديم أفضل ترجمة بصرية سينمائية لروايات أديب نوبل نجيب محفوظ. كتب زايد للسينما والتلفزيون العديد من السيناريوهات المقتبسة من قصص نجيب محفوظ، ومنها:
- بين القصرين
- السيرة العاشورية
- حديث الصباح والمساء
توفي الكاتب محسن زايد في 27 يناير 2003 عن عمر يناهز 58 سنة، تاركاً إرثاً فنياً غنياً يربط الأدب بالسينما.