جدل تكنولوجي.. هل هاتف جوجل بيكسل 10 يمثل ثورة حقيقية في عالم الهواتف أم مجرد وعود لا تتحقق؟
كشفت جوجل مؤخرًا عن هواتفها الجديدة بيكسل 10، التي تبدو وكأنها أجهزة ذكاء اصطناعي قادرة على أداء بعض مهام الهاتف، أكثر من كونها هواتف ذكية متكاملة. ورغم تقديم شريحة Tensor G5 ودعم الشحن اللاسلكي Qi2، إلا أن الترقيات في العتاد محدودة للغاية، مما يثير تساؤلات حول القيمة الحقيقية لهذه الأجهزة وسعرها الباهظ، في ظل استمرار مشاكل أساسية مثل البطارية والأداء.
تركيز بيكسل 10 على الذكاء الاصطناعي… هل يكفي؟
يبدو أن جوجل تراهن بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي في هواتف بيكسل 10، مستمرة في نفس النهج الذي اتبعته في الأجيال السابقة. هذا التركيز يثير تساؤلات حول جدوى بعض الميزات، مثل “Magic Cue” التي تقترح ردودًا جاهزة في المحادثات، أو “Pro Res Zoom” التي تدعي إظهار تفاصيل غير ملتقطة بالكاميرا. يرى البعض أن هذه الميزات المبهرة قد تكون مجرد حيل لا تخدم المستخدم في حياته اليومية، وقد يكون الوقت قد حان لجوجل لتتوقف عن فرض ميزات ذكاء اصطناعي لا تستخدم إلا نادرًا، والعودة لإصلاح الأساسيات الهامة.
ترقيات متواضعة في العتاد وتساؤلات حول الكاميرا
المراجعة الدقيقة لهواتف جوجل بيكسل 10 تكشف أن الترقيات في المكونات المادية جاءت متواضعة جدًا، لدرجة أن البعض يعتبرها مجرد إعادة تغليف لطرازات بيكسل 9 السابقة. صحيح أن الطراز الأساسي حصل على كاميرا تيليفوتو، وهي إضافة مرحب بها، لكن الغريب أن الكاميرا الرئيسية نفسها شهدت تراجعًا عن الجيل السابق. وبالرغم من وجود شريحة Tensor G5 ودعم الشحن اللاسلكي Qi2، إلا أن هذه التحديثات لا تبدو كافية لتبرير السعر المرتفع، خاصة مع التركيز شبه الكلي على ميزات الذكاء الاصطناعي على حساب التحسينات الجوهرية في الأداء العام للجهاز.
إهمال الأساسيات: البطارية والأداء تحديات مستمرة
تستمر هواتف بيكسل 10 في مواجهة تحديات جوهرية، أبرزها قيود البطارية التي كانت سمة مميزة لهواتف جوجل القديمة. من المتوقع أن يستمر هذا النمط، مع احتمال إبطاء أداء الهواتف في المستقبل للحفاظ على عمر البطارية، مما يؤثر سلبًا على سرعة الشحن وعمرها الافتراضي. بالإضافة إلى ذلك، يظل القلق من ارتفاع درجة حرارة الجهاز بشكل خطير قائمًا. أما عن معالج Tensor G5، فإنه يقدم أداءً متوسطًا لا يرقى إلى مستوى الهواتف الرائدة المنافسة. وعند دفع سعر باهظ لهاتف ذكي، يتوقع المستخدم أداءً أعلى بكثير من الفئة المتوسطة، حتى لو لم يكن من محبي الألعاب الثقيلة. فالبطارية والمعالج هما أهم المواصفات التي تحدد تجربة الاستخدام اليومية، ربما أكثر أهمية من الكاميرا التي لا تستخدم بالضرورة كل يوم.
قيمة هواتف جوجل بيكسل 10 وسوق المنافسة
بعد سنوات طويلة وجهود مكثفة، وصلت جوجل إلى مكانة جيدة في سوق الهواتف الذكية، لكنها لا تزال بعيدة عن آبل وسامسونج من حيث الحصة السوقية. إن استمرار التركيز على ميزات قد تكون مفيدة “يومًا ما” بدلاً من تلبية الاحتياجات الملحة والأساسية للعملاء “الآن”، قد يقوض كل التقدم الذي أحرزته الشركة. فالمستهلك يبحث عن هواتف موثوقة ذات بطارية قوية وأداء سلس دون ارتفاع في الحرارة، قبل أن يلتفت إلى ميزات الذكاء الاصطناعي المبتكرة. السؤال يبقى: هل ستنجح جوجل في تحقيق التوازن المطلوب، أم ستظل هواتف بيكسل 10 أجهزة ذكاء اصطناعي تبحث عن هاتف؟