أجندة رئاسية مكثفة: النشاط الرئاسي في أسبوع يستقبل رئيس وزراء قطر ويزور السعودية.. أبرز الملفات التي نوقشت.
تابع الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي مجموعة من الملفات الداخلية الحيوية، أبرزها الأداء المالي للدولة وخطط تطوير شبكات الاتصالات، واستقبل قادة ووفودًا دولية منها رئيس وزراء قطر، وزار المملكة العربية السعودية. كما تلقى اتصالات من قادة أوروبيين، تركزت جميعها على تطورات الأوضاع في قطاع غزة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية والشراكات الإقليمية.
مصر تحقق فائضًا أوليًا قياسيًا وسط تحديات اقتصادية
شهد الأسبوع الماضي متابعة الرئيس السيسي لمؤشرات الأداء المالي للدولة للعام المالي 2025/2024، في اجتماع ضم رئيس الوزراء ووزير المالية. أظهرت المؤشرات تحقيق فائض أولي غير مسبوق بلغ 629 مليار جنيه، ما يعادل 3.6% من إجمالي الناتج المحلي، بزيادة قدرها 80% عن العام المالي السابق الذي سجل 350 مليار جنيه. جاء هذا الإنجاز على الرغم من الصدمات الخارجية، أبرزها انخفاض إيرادات قناة السويس بنسبة 60% عن المستهدف، مما أدى إلى خسائر تقدر بنحو 145 مليار جنيه.
كما كشفت البيانات عن تحسن كبير في الإيرادات الضريبية، مسجلة أعلى معدل نمو خلال السنوات الماضية بنسبة 35%، لتصل إلى 2.204 تريليون جنيه للعام المالي 2025/2024 بزيادة 35.3% مقارنة بالعام السابق، بفضل حزمة من التسهيلات وتوسيع القاعدة الضريبية. في المقابل، نما إجمالي الإيرادات بنسبة 29% بينما نمت المصروفات الأولية بنسبة 16.3%.
المؤشر المالي | القيمة/النسبة | ملاحظات |
الفائض الأولي للعام المالي 2025/2024 | 629 مليار جنيه (3.6% من الناتج المحلي) | الأعلى قيمة على الإطلاق |
الفائض الأولي للعام المالي 2024/2023 | 350 مليار جنيه | |
زيادة الفائض الأولي | 80% | مقارنة بالعام السابق |
خسائر إيرادات قناة السويس | 145 مليار جنيه | بسبب انخفاض 60% عن المستهدف |
نمو الإيرادات الضريبية | 35% | الأعلى خلال السنوات الماضية |
حجم الإيرادات الضريبية للعام المالي 2025/2024 | 2.204 تريليون جنيه | بزيادة 35.3% عن العام السابق |
نمو الإيرادات العامة | 29% | |
نمو المصروفات الأولية | 16.3% |
مؤشرات الأداء الضريبي والاجتماعي | القيمة/العدد | ملاحظات |
طلبات تسوية النزاعات الضريبية (فبراير-أغسطس 2025) | 401,929 طلبًا | المرحلة الأولى من حزمة التسهيلات |
إقرارات ضريبية معدلة أو جديدة طوعيًا | أكثر من 650,000 إقرار | حصّلت 77.90 مليار جنيه |
الممولون المستفيدون من الحوافز للمشروعات الصغيرة (قانون 6 لسنة 2025) | 104,129 ممولًا | |
موازنات علاج الحالات الحرجة على نفقة الدولة | أكثر من 80 ألف حالة | |
دعم اشتراكات غير القادرين في التأمين الصحي الشامل | 2.3 مليار جنيه | في عدد من المحافظات |
تعيين معلمين جدد لسد العجز (2025/2024) | 160,000 معلم | بتكلفة 4 مليارات جنيه |
مخصصات برامج التغذية المدرسية (2025/2024) | 6.25 مليار جنيه | لتوفير وجبات غذائية متكاملة |
وجاء التحسن في الأداء الضريبي بفضل جهود مكثفة لـ:
- جذب ممولين جدد بشكل طوعي.
- حل المنازعات الضريبية بشكل ودي.
- استخدام الوسائل التكنولوجية والمنظومات الإلكترونية مثل وحدة التجارة الإلكترونية.
- تطوير النظام الضريبي وتطبيق منظومة إدارة حالات المخاطر الضريبية.
- تحسين القدرات الإدارية لمصلحة الضرائب وتحديث إجراءات رد الضريبة على القيمة المضافة.
- تصميم نظام جديد يتميز بالسرعة والسهولة في الخدمات الضريبية.
- توحيد وتبسيط وتحسين الخدمات الضريبية والتوسع في التسهيلات.
- إعادة الثقة في الممولين من خلال تخفيف الأعباء وتبسيط الإجراءات وتعزيز الشفافية.
- زيادة الامتثال وتحسين دقة التحصيل.
كما وجه الرئيس السيسي بضرورة مواصلة الجهود لتعزيز الانضباط المالي وبناء شراكات فاعلة مع مجتمع الأعمال وتبني سياسة مالية متوازنة، مع إعطاء أولوية لخفض أعباء خدمة الدين. وشدد على استمرار تحقيق الفائض الأولي وزيادة الإنفاق على برامج الحماية الاجتماعية مثل “تكافل وكرامة” وقطاعي الصحة والتعليم.
مصر تستثمر في تطوير شبكات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
تابع الرئيس السيسي خطط تطوير شبكات الاتصالات في اجتماع موسع ضم رئيس الوزراء ووزراء الداخلية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ورئيس المخابرات العامة ومسؤولين آخرين. وجه الرئيس بمواصلة دعم قدرات الشبكات، وتوسيع مناطق التغطية، والاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة، خاصة إمكانات الجيل الخامس، لتقديم خدمات عالية الجودة للمواطنين في مختلف أنحاء الجمهورية.
وفي سياق متصل، استعرض وزير الاتصالات جهود الوزارة، مشيرًا إلى توقيع 74 شركة تعهيد التزامات بتعيين 60 ألف متخصص في مصر منذ نوفمبر 2022 وحتى عام 2024. تستضيف مصر حاليًا أكثر من 260 مركزًا لشركات التعهيد، منها حوالي 190 مركزًا لشركات عالمية. وفي مجال تصميم الإلكترونيات، بلغ عدد الشركات العاملة 83 شركة في عام 2025، مع استهداف 120 شركة بحلول عام 2028، مؤكدًا أن مصر تتصدر المنطقة في جذب الاستثمارات للشركات الناشئة في القطاع.
وأكد الرئيس دعمه الكامل لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووجه بـ:
- إطلاق المبادرات وإنشاء مراكز متخصصة لإعداد كوادر مؤهلة.
- الالتزام بالموضوعية التامة في اختيار أفضل العناصر وتوفير تدريب عالي المستوى لها.
- وضع استراتيجيات واضحة وقابلة للتنفيذ لتطبيق الذكاء الاصطناعي.
- التركيز على البحث والتطوير والتدريب في مجال الذكاء الاصطناعي.
- ضمان الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة وتعظيم الاستفادة منها.
الرئيس السيسي يبحث أداء الاقتصاد المصري وجهود تعزيز الاستقرار
التقى الرئيس السيسي مع محافظ البنك المركزي لمتابعة أداء الاقتصاد المصري، حيث تناول الاجتماع جهود خفض معدلات التضخم وتعزيز احتياطات الدولة من النقد الأجنبي، وتداعيات التحديات الاقتصادية العالمية. أكد الرئيس أن توفير الموارد الدولارية الكافية ينعكس إيجابيًا على توفير مخزون مطمئن من السلع والمنتجات البترولية ومستلزمات الإنتاج.
كما شدد الرئيس السيسي على:
- ضرورة استمرار جهود زيادة الحصيلة الدولارية، خاصة من الموارد المحلية.
- تواصل التنسيق بين الحكومة والبنك المركزي لضمان الحفاظ على سعر صرف مرن وموحد للعملة الأجنبية.
- تعزيز الحوافز للاستفادة من الفرص الاقتصادية المتاحة.
- إتاحة الفرص للقطاع الخاص لدفع النمو الاقتصادي وجذب المزيد من التدفقات الاستثمارية.
- مواصلة العمل المكثف لتوفير الظروف الملائمة لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية وتمكين القطاع الخاص.
تنسيق مصري خليجي لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي
استقبل الرئيس السيسي الشيخ ناصر بن حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ خالد بن حمد بن عيسى آل خليفة من مملكة البحرين. نقلا تحيات الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأشادا بعمق العلاقات الأخوية وجهود مصر في دعم الأمن الإقليمي. رحب الرئيس بالوفد البحريني، مؤكدًا حرص مصر على مواصلة التنسيق والتعاون المشترك في جميع المجالات، خاصة في ظل التحديات التي تواجه المنطقة. ناقش اللقاء سبل تعزيز التعاون الثنائي، ومستجدات الأوضاع في قطاع غزة، والجهود المصرية المبذولة بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة لتحقيق التهدئة ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية. كما تم التأكيد على رفض تهجير الفلسطينيين وأهمية احتواء التوترات في دول المنطقة.
مباحثات مصرية قطرية لتعزيز الشراكة وجهود إحلال السلام في غزة
استقبل الرئيس السيسي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري. نقل رئيس الوزراء القطري تحيات أمير دولة قطر، مؤكدًا حرص القيادة القطرية على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ودعم مشروعات الاستثمار المشترك. أعرب الرئيس السيسي عن تقديره، مشددًا على الإرادة المشتركة للارتقاء بالعلاقات الثنائية بما يتناسب مع تطلعات الشعبين.
وشهد اللقاء تأكيدًا مشتركًا على الأهمية القصوى للجهود المصرية القطرية المتواصلة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق يضمن الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، والإفراج عن الرهائن والأسرى. كما شدد الزعيمان على الرفض القاطع لإعادة الاحتلال العسكري للقطاع ولأية محاولات لتهجير الفلسطينيين، مؤكدين أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية يمثل السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم. وجه الرئيس ببدء عملية إعادة إعمار قطاع غزة فور وقف إطلاق النار، والإعداد لعقد مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار.
مكالمات هاتفية مع قادة أوروبيين لمناقشة ملفات إقليمية ودولية
تلقى الرئيس السيسي اتصالين هاتفيين من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، تركزت على تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
مصر وفرنسا: شراكة استراتيجية وجهود مشتركة من أجل القضية الفلسطينية
تناول اتصال الرئيس السيسي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تطورات العلاقات الثنائية المتميزة، وأهمية مواصلة العمل المشترك لتعزيز كافة جوانب التعاون وتفعيل اتفاق الشراكة الاستراتيجية، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. استعرض الرئيس الجهود المصرية المكثفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، مؤكدًا موقف مصر الثابت الرافض لأية محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني أو المساس بحقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
أعرب الرئيس الفرنسي عن تقديره الكبير للمساعي المصرية، مشددًا على أهمية التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية استنادًا إلى حل الدولتين، وضرورة الإسراع في بدء عملية إعادة إعمار غزة. جدد الرئيس السيسي ترحيب مصر بقرار فرنسا الاعتزام بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر 2025، معتبرًا هذه الخطوة تقدمًا مهمًا لإنصاف الشعب الفلسطيني.
مصر واليونان: تعزيز التعاون الثنائي ودعم استقرار المنطقة
بحث الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس سبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة بعد إعلان الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في مايو 2025. اتفق الجانبان على مواصلة تطوير التعاون المشترك في مختلف المجالات، مع التركيز على تنمية التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المتبادلة.
وتطرق الاتصال إلى مستجدات الأوضاع الإقليمية، حيث استعرض الرئيس السيسي جهود مصر المكثفة لوقف إطلاق النار في غزة وتسهيل دخول المساعدات وإطلاق سراح الرهائن، وهي الجهود التي ثمنها رئيس وزراء اليونان مؤكدًا دعمه لها. شدد الزعيمان على ضرورة البدء الفوري في عملية إعادة إعمار القطاع عقب التوصل إلى وقف إطلاق النار. وأكدا رفضهما القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني، وأن السبيل الوحيد لتحقيق السلم والاستقرار الدائمين يكمن في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق مبدأ حل الدولتين. كما تناول الاتصال التعاون في مجالات الطاقة، والربط الكهربائي، وتعيين الحدود البحرية، ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
الرئيس السيسي في السعودية: تعزيز الشراكة الثنائية ودعم القضية الفلسطينية
زار الرئيس عبد الفتاح السيسي مدينة نيوم بالمملكة العربية السعودية، حيث التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، في مباحثات موسعة تلاها اجتماع ثنائي. رحب الأمير محمد بن سلمان بزيارة الرئيس، مؤكدًا اعتزاز المملكة بالعلاقات الأخوية الراسخة وحرصها على تعزيز التعاون الثنائي والارتقاء به نحو آفاق أوسع وأكثر استدامة. وثمن ولي العهد الدور المحوري الذي تضطلع به مصر في ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على المستوى الإقليمي.
من جانبه، أعرب الرئيس السيسي عن تقديره وامتنانه لحفاوة الاستقبال، مؤكدًا عمق مشاعر الود والاعتزاز التي تكنها مصر للمملكة، وتطلعه إلى مواصلة البناء على ما تحقق من نقلة نوعية في العلاقات الثنائية لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية.
شهد اللقاء مناقشات معمقة حول ملفات التعاون الثنائي، حيث تم التأكيد على:
- أهمية تعزيز الاستثمارات المشتركة.
- الإسراع في تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي كإطار شامل لتطوير العلاقات.
- الاتفاق على إطلاق المزيد من الشراكات في مجالات التكامل الصناعي، وتوطين الصناعات التكنولوجية، والنقل، والطاقة الجديدة والمتجددة، والتطوير العمراني.
كما تناول اللقاء مستجدات القضايا الإقليمية والدولية، واستعرض الرئيس الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدًا دعم مصر للمبادرات السعودية بشأن القضية الفلسطينية، وآخرها مخرجات مؤتمر “حل الدولتين”. شدد الزعيمان على ضرورة الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية لغزة دون عوائق، والإفراج عن الرهائن والأسرى، ورفض أية محاولات لتهجير الفلسطينيين أو إعادة فرض الاحتلال العسكري الإسرائيلي على القطاع، وضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. أكد الجانبان عزمهما مواصلة التنسيق والتشاور المشترك لدعم استقرار دول المنطقة والحفاظ على وحدتها وسلامة مؤسساتها الوطنية.