مليار جنيه تترقبها البورصة.. تطور جديد في مصير أموال المكتتبين في أسهم بنيان
تنتظر البورصة المصرية استرداد نحو مليار جنيه مصري من أموال المكتتبين بعد إخفاق جزئي في اكتتاب سهم شركة بنيان للتنمية والتجارة، حيث أعاد المستثمرون 76.3% من الطرح العام و53.7% من الطرح الخاص. يعكس هذا الرفض الكبير مخاوف واضحة بشأن نموذج عمل الشركة وآلية الطرح التي لم تلقَ قبولًا واسعًا.
نموذج عمل “بنيان” وتأثيره على ثقة المستثمرين
يعزى الفشل النسبي للاكتتاب بشكل أساسي إلى اعتماد شركة بنيان للتنمية والتجارة على نموذج استثماري عقاري غير تقليدي. فبدلاً من تطوير وبيع المشاريع العقارية كالمتبع، تركز الشركة على شراء وتأجير العقارات الإدارية والتجارية. ورغم أن حوالي ستين بالمئة من هذه العقارات مؤجرة بالدولار لشركات أجنبية، فإن الإيرادات الرئيسية للشركة تعتمد على ريع الإيجار وفروق تقييم الأصول، مع مصدر إضافي محتمل من فروق سعر العملة. يرى خبراء أن هذا يجعل العائد الفعلي للمستثمرين الأفراد محدودًا، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الفائدة المصرفية واستقرار السوق العقاري.
قيود هيكلية وتحديات إضافية واجهت اكتتاب “بنيان”
لم تقتصر التحديات على نموذج العمل فقط، بل امتدت لتشمل عدة قيود هيكلية أثرت سلبًا على قرار المستثمرين. أبرز هذه القيود أن ملكية أغلبية الأصول الأساسية للشركة، بنسبة 99.9%، تعود لشركة Sky Reality الإماراتية. كما توجد عقارات لم تُسجل بعد بسبب القيود المفروضة على تسجيل الشركات الأجنبية في مصر. يضاف إلى ذلك وجود قروض بقيمة ملياري جنيه مرهونة لصالح بنك مصر، مع قيود مفروضة على توزيع الأرباح، واستمرار مجلس الإدارة الحالي حتى عام 2030.
لماذا ابتعد المستثمرون الأفراد عن أسهم “بنيان”؟
لم يوفر اكتتاب أسهم شركة بنيان للتنمية والتجارة فرصة حقيقية للمستثمرين الأفراد لتحقيق أرباح سريعة أو قصيرة الأجل. فقد خُصصت نسبة خمسة بالمئة فقط من إجمالي الأسهم المطروحة لهم، ما قلل بشكل كبير من فرص تحقيق مكاسب فورية عند بدء التداول. وقد انعكس هذا على حجم التداول في السوق، الذي بدا ضعيفًا نسبيًا بسبب محدودية الأسهم المتاحة للشراء والبيع.
التحليل المالي: هل كان سعر السهم وحده كافيًا للإقناع؟
على الصعيد المالي، ورغم أن سهم بنيان للتنمية والتجارة طُرح بسعر يعتبر أقل من قيمته العادلة، إلا أن هذه الميزة لم تكن كافية لجذب المستثمرين. فقد أسهمت قيود السيولة، والمخاطر التشغيلية، إضافة إلى تعقيدات النموذج العقاري للشركة، في عزوف الكثيرين عن الاكتتاب. يرى خبراء السوق أن هذا الطرح كان يمثل فرصة أكثر أمانًا للشركة والمؤسسات الكبرى، بينما لم يكن جذابًا للمستثمرين الأفراد الذين يبحثون عن أرباح سريعة في السوق المصري.