الكشف عن سبب الإقالة.. رئيس وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية وتفاصيل الارتباط بإيران
أقالت الإدارة الأمريكية رئيس وكالة استخبارات الدفاع، الجنرال جيفري كروس، في قرار جاء عقب تقييم استخباراتي أكد أن الضربات الأمريكية على إيران في يونيو الماضي أخّرت برنامجها النووي لبضعة أشهر فقط. هذا التقييم يناقض مزاعم الرئيس دونالد ترامب الذي كان قد أعلن تدمير البرنامج بالكامل، مما وضع البيت الأبيض في موقف حرج وأثار جدلاً واسعًا حول فعالية تلك العمليات.
إقالة رئيس استخبارات الدفاع وتفاصيل التقرير المثير للجدل
أفادت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، نقلًا عن مصدرين مطلعين، بأن قرار إقالة الجنرال جيفري كروس جاء مباشرة بعد تسلم تقرير صادر عن وكالة استخبارات الدفاع. التقرير أشار إلى أن الضربات العسكرية الأمريكية التي استهدفت مواقع نووية إيرانية “لم تُدمّر البنية الأساسية للبرنامج النووي الإيراني”. وقد برر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، قراره بإقالة كروس، الذي تولى منصبه مطلع عام 2024، بـ “فقدان الثقة”، مؤكدًا أنه لن يشغل منصب مدير وكالة استخبارات الدفاع بعد اليوم.
الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية ومزاعم التدمير
شنت الولايات المتحدة، في يونيو الماضي، هجومًا واسعًا استهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية حساسة. تلك المنشآت هي:
- فوردو
- نطنز
- أصفهان
زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حينها أن الضربات الجوية قد قضت بالكامل على البرنامج النووي الإيراني. وقد استخدمت القوات الأمريكية في هذه العملية قنابل GBU-57A/B MOP الخارقة للتحصينات، والتي يصل وزن الواحدة منها إلى 30 ألف رطل، وألقتها قاذفات الشبح بي-2 سبيريت. بعد 48 ساعة فقط من هذه الضربات، توقفت حالة التوتر والحرب بين إسرائيل وإيران، مدعومة بقناعة واشنطن وتل أبيب بأن أهدافهما قد تحققت بتدمير منشآت البرنامج النووي الإيراني.
حقيقة الأضرار وتقييم وكالة الاستخبارات الأمريكية
غير أن تقريرًا استخباراتيًا مسرّبًا إلى وسائل الإعلام، شكك بشكل كبير في صحة مزاعم التدمير الكامل للبرنامج النووي الإيراني. أكد التقرير أن الضربات لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي، بل من المرجح أنها أخّرت تقدمه لبضعة أشهر فقط. واستند هذا التقييم إلى تحليل مفصل أجرته القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) للأضرار التي خلفتها الضربات العسكرية. رفضت الإدارة الأمريكية بشدة هذه التسريبات التي نُسبت إلى وكالة استخبارات الدفاع، ووصفتها بأنها “خاطئة تمامًا”، معتبرة أنها وضعت البيت الأبيض في موقف حرج داخليًا وخارجيًا. واتضح حجم تداعيات هذه التسريبات بعد صدور قرار إقالة الجنرال كروس.
نمط إقالات القيادات العسكرية في عهد ترامب الثاني
ليست إقالة الجنرال كروس حادثة فريدة من نوعها، فقد اتبع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ بداية ولايته الثانية في يناير الماضي نهجًا قائمًا على إقالة كبار القادة العسكريين. شملت قراراته عددًا من الشخصيات البارزة في المؤسسة العسكرية، ومن أبرزهم:
- رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال تشارلز براون.
- قائدا البحرية وخفر السواحل.
- الجنرال الذي ترأس وكالة الأمن القومي.
- نائب رئيس أركان القوات الجوية.
- أميرال بحري ملحق بحلف شمال الأطلسي.
- ثلاثة من كبار المحامين العسكريين.
وفي السياق ذاته، أعلن رئيس أركان القوات الجوية مؤخرًا تقاعده المفاجئ من منصبه، بعد عامين فقط من بدء فترة ولايته الممتدة لأربع سنوات، من دون تقديم أي تفسير رسمي لهذا القرار الذي أثار تساؤلات عديدة.