80 عامًا من الوفاء.. ما سر الصداقة الخالدة بين أبناء قبيلة الحويطات؟

في مشهد مؤثر يجسد أسمى معاني الوفاء، احتفت منصات التواصل الاجتماعي في عام 2025 بقصة صداقة استثنائية جمعت ثلاثة رجال من أبناء قبيلة الحويطات، تخطت أعمارهم الثمانية والثمانين عامًا. هذه الصداقة، التي بدأت في طفولة البادية، لا تزال متقدة بفضل لقاءاتهم المستمرة، مؤكدة أن الألفة الحقيقية لا يهزمها الزمن.

صداقة عمرها عقود: رباط متين يتجاوز الثمانين عامًا

تصدرت قصة العم ناصر سويلم المكسور العمراني وصديقيه العم علي سلمان القرعان العمراني والعم محمد عيد النخيري العمراني، صفحات التفاعل الرقمي مؤخرًا، بعد أن وثق حفيد العم ناصر لحظة جمعتهم حول مائدة غداء. هذه اللحظة العفوية، التي التُقطت بعدسة الحفيد، تجسد استمرارية علاقة بدأت في سنوات الطفولة المبكرة وسط صحراء البادية، وتواصلت لتشهد على وفاء قل نظيره. يُعرف الأصدقاء الثلاثة، الذين تجاوزوا عتبة الثمانين عامًا، بتمسكهم الشديد بهذه الروابط. يحرص العم ناصر على قيادة سيارته بانتظام لزيارة رفيقيه واصطحابهما لتناول الطعام معًا، في تقليد لم يتغير رغم مرور عقود طويلة من الصداقة الأبدية.

اقرأ أيضًا: بلا اشتراكات.. تردد قناة “ثمانية” الجديد 2025 لمشاهدة دوري روشن مجاناً

الحياة البدوية الأصيلة: قيم الود والترابط تصمد أمام الزمن

بعيدًا عن صخب المدن، يعيش الأصدقاء الثلاثة حياتهم ببساطة متناهية في البادية، حيث يشكل رعي وبيع الأغنام والماشية مصدر رزقهم الأساسي. لكن ما يميزهم بحق ليس فقط بساطة عيشهم، بل إصرارهم على المحافظة على صلة الود والرحم التي تجمعهم. جلساتهم لم تنقطع أبدًا، فهي جزء لا يتجزأ من روتينهم اليومي، حيث يتشاركون الذكريات والضحكات والنصائح. هذا المشهد يعكس أصالة القيم البدوية العميقة التي تعلي من شأن الوفاء والترابط الاجتماعي بين أبناء القبيلة. هذه اللقاءات الدورية تؤكد أن الصداقة الحقيقية يمكنها أن تصمد أمام تحديات الزمن وتغيرات الحياة، لتصبح قصة ملهمة عن كيفية المحافظة على العلاقات الإنسانية.

تفاعل مجتمعي واسع: إلهام من قصة الوفاء والإخلاص

لم يمر مشهد الأصدقاء الثلاثة دون أن يثير تفاعلاً واسعًا وإعجابًا كبيرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي. تهافت المتابعون على التعبير عن تقديرهم لصدق المحبة وعمق الصداقة التي لا تعرف الزيف أو المصلحة، مشيدين بهذا النموذج النادر من الوفاء. وقد عكس أحد المتابعين هذا الشعور العميق بأبيات شعرية مؤثرة، وصف فيها تجاعيد الزمن على وجوههم كرمز للخير والجود والنقاء الذي توارثوه. قصة العم ناصر ورفيقيه تُعد اليوم قصة ملهمة للكثيرين، وشهادة حية على أن الروابط الإنسانية الأصيلة هي الكنز الحقيقي الذي يستحق المحافظة عليه، لتكون نموذجًا يُحتذى به في زمن تتغير فيه العلاقات بوتيرة سريعة. هذه الصداقة الطويلة تذكير بقوة الروابط التي تتشكل في الطفولة وتستمر عبر الأجيال.

اقرأ أيضًا: عشاق الحيوان.. ترددات ناشيونال جيوغرافيك على نايل سات وعرب سات لعام 2025