تطور جديد.. السعودية تخطو خطوة غير مسبوقة باستخدام خبث الحديد في الأسمنت
أنهى المركز الوطني لإدارة النفايات “موان” أول تجربة بحثية ناجحة في المملكة لاستخدام خبث الحديد، الناتج عن صناعة الصلب، كمادة مضافة في إنتاج الأسمنت البورتلاندي العادي. أظهرت النتائج الأولية لهذه التجربة الرائدة تحسناً ملحوظاً في خصائص الأسمنت، مما يفتح آفاقاً جديدة لتقليل النفايات الصناعية وخفض الانبعاثات الكربونية، وذلك تماشياً مع مستهدفات الاستدامة في السعودية.
تحسين خصائص الأسمنت وتقليل البصمة البيئية
أكدت نتائج التجربة أن إضافة نسبة تتراوح بين 1% و2% من خبث الحديد يمكن أن تسهم بشكل فعال في تحسين خواص الأسمنت البورتلاندي العادي. هذه النتائج لا تبرهن فقط على الجدوى الفنية والاقتصادية للاستفادة من هذا المكون الصناعي، بل تؤكد أيضاً على أهميته في جهود تقليل النفايات الصناعية وخفض الانبعاثات الكربونية المرتبطة بصناعة الأسمنت. يمثل هذا التوجه خطوة استراتيجية نحو تعزيز الاستدامة وتقليل البصمة البيئية للقطاع الصناعي في المملكة، بما يتماشى مع رؤية المملكة الطموحة لتحقيق بيئة أكثر نظافة واستدامة.
تفاصيل التجربة الرائدة بالشراكة مع القطاع الخاص
امتدت التجربة البحثية لخمسة أشهر وشهدت استخدام 1.2 ألف طن من خبث الحديد، بالتعاون المثمر مع شركة أسمنت الرياض. وقد تم تنفيذ التجربة تحت إشراف كامل من المركز الوطني لإدارة النفايات “موان”، بعد استيفاء جميع المتطلبات التنظيمية اللازمة ووضع خطة تنفيذية متكاملة لضمان دقة وسلامة النتائج. يعكس هذا التعاون نموذجاً حياً للتكامل بين الجهات التنظيمية والقطاع الخاص، بهدف تطوير حلول مبتكرة تسهم في التنمية المستدامة.
خبث الحديد: مورد اقتصادي جديد ودعم للاقتصاد الدائري
أوضح المركز أن هذه التجربة لا تقتصر على كونها نجاحاً بحثياً فحسب، بل تمثل أيضاً بداية لسلسلة من التجارب المستقبلية الهادفة إلى رفع كفاءة القطاع الصناعي. كما تهدف هذه المبادرات إلى تحويل النفايات الصناعية إلى موارد اقتصادية مستدامة، مما يدعم مبادئ الاقتصاد الدائري ويعزز فرص الاستثمار في المملكة. تأتي هذه الجهود ضمن التزام “موان” الراسخ بدعم الاستدامة وتبني الممارسات المبتكرة التي تسهم في حماية البيئة وتوليد قيمة اقتصادية من الموارد المهملة سابقاً.