خطوة تاريخية.. مصر تطلق منظومة متكاملة للكشف المبكر عن سرطان الثدي بالذكاء الاصطناعي
شهد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إطلاق أول منظومة مصرية متكاملة للكشف المبكر عن سرطان الثدي بالذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط. تم تطوير هذه المنظومة بالتعاون بين مركز الابتكار التطبيقي التابع للوزارة ومؤسسة بهية، وتهدف إلى تحليل صور الماموجرام بدقة عالية لتقديم تشخيص أولي يسهم في تحسين كفاءة الفحوصات الدورية، خفض تكاليف العلاج، وزيادة نسب الشفاء للمصابات.
الذكاء الاصطناعي يعزز دقة تشخيص سرطان الثدي
تتيح المنظومة الجديدة، التي طورتها أيادٍ مصرية بالكامل، تحليل صور الماموجرام بدقة متناهية، وتوفير تشخيص أولي سريع وموثوق. يأتي هذا الإنجاز تنفيذاً لاتفاقية تعاون بين مركز الابتكار التطبيقي ومؤسسة بهية، بهدف تسخير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لخدمة قطاع الرعاية الصحية، وبالأخص الكشف عن سرطان الثدي. وقد تم تطوير محرك ذكاء اصطناعي لديه دقة تصل إلى نحو 90%، وبدأ التطبيق الفعلي للنظام في مستشفيات بهية بالهرم والشيخ زايد اعتبارًا من أغسطس الجاري.
تعاون استراتيجي لخدمة صحة المرأة المصرية
أكد الدكتور عمرو طلعت أن إطلاق هذه المنظومة يمثل حجر الزاوية في مسيرة التعاون المثمر بين مركز الابتكار التطبيقي ومؤسسة بهية، مشددًا على أهمية المشروع في توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لخدمة صحة المرأة المصرية التي تعد عماد المجتمع. وأشار وزير الاتصالات إلى أن رؤية مركز الابتكار التطبيقي تتمثل في تنفيذ مشروعات تطبيقية باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتحقيق مردود تنموي إيجابي وأثر مجتمعي ملموس. وقد أثنى على التعاون العلمي الفعال بين مركز الابتكار التطبيقي وفريق أطباء مستشفى بهية، مؤكداً أن هذا النجاح هو ثمرة جهد دؤوب وعمل متواصل من الجانبين.
آلية عمل نظام الكشف المبكر المبتكر
استمع الدكتور عمرو طلعت إلى شرح تفصيلي حول نظام الكشف المبكر عن سرطان الثدي بالذكاء الاصطناعي، الذي يجسد نموذجاً للتكامل بين التخصصات المختلفة. جمع المشروع خبرات أطباء الأشعة وأخصائيي الأورام وعلماء البيانات ومهندسي البرمجيات. وقد أثمر هذا التعاون عن تطوير نظام متكامل قادر على تحليل صور الأشعة واكتشاف الكتل غير الطبيعية وتصنيفها بين حميدة وخبيثة. بالإضافة إلى ذلك، تم بناء قاعدة بيانات مصرية ضخمة تضم أكثر من 60 ألف صورة ماموجرام، مصنفة بدقة وفقًا لنوع الكتل وموقعها وشكلها وكثافتها ومستوى الثقة بالتشخيص. وأوضح الدكتور أحمد طنطاوي، المشرف على أعمال مركز الابتكار التطبيقي، أن المهندسين المصريين قاموا بتطوير محرك الذكاء الاصطناعي وتوطينه بتدريبه على بيانات عالية الجودة للمجتمع المصري، مما يجعله أكثر دقة وفعالية مقارنة بالحلول الأجنبية.
تطلعات مستقبلية وتوسع نطاق الاستفادة
أكد المهندس تامر شوقي، رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة بهية، على أهمية التعاون البناء مع وزارة الاتصالات ومركز الابتكار التطبيقي لإطلاق هذا المشروع الحيوي، والذي سيسهل عملية الكشف المبكر ويساعد في الاطمئنان على صحة آلاف السيدات على مستوى الجمهورية. وشدد وزير الاتصالات على استمرار التعاون المشترك من أجل تدقيق المنظومة وتدعيم قدراتها، وتوسيع نطاقها لزيادة أعداد المستفيدين منها في المستقبل. الجدير بالذكر أن النظام تم دمجه بالكامل ضمن البنية التقنية لمؤسسة بهية، بما يضمن توافقه مع أنظمة العمل اليومية، وتم تصميمه بآلية للتعلم المستمر عبر إعادة تغذية محرك الذكاء الاصطناعي بنتائج الفحوصات، مما يعزز كفاءته ودقته بمرور الوقت.
حضور فعاليات تدشين المنظومة
حضر فعاليات إطلاق المنظومة الدكتورة نهى عدلي، مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للبحوث والتطوير ورئيس قسم البحوث والتطوير بمركز الابتكار التطبيقي، والمهندسة جيلان فلفلة، عضو مجلس أمناء مؤسسة بهية.