سيناريو التهجير.. محلل سياسي يكشف استراتيجية إسرائيل لحسم الصراع مع الفلسطينيين ويحدد مصير القطاع.

توقع المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور نزار نزال أن تشهد المرحلة المقبلة في قطاع غزة تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً متدرجاً، يقوم على اجتياح وتقطيع للمدينة والمخيمات المحيطة بها بهدف السيطرة التدريجية. وأكد نزال أن هذا التوجه يهدف لحسم الصراع بفرض واقع جديد بالقوة، معتبراً أن ملف التهجير القسري للسكان هو الهدف المركزي وراء هذه العملية، مشيراً إلى أن الموقف الأمريكي يعكس شراكة كاملة في هذا المشروع الإسرائيلي.

خطة الاجتياح الإسرائيلي المتدرج لغزة

أوضح الدكتور نزار نزال، في حديث لـ”مانشيت”، أن خطط الأركان الإسرائيلية ترتكز على تنفيذ عملية عسكرية متدرجة في غزة، تشمل اجتياحاً وتقسيم المدينة والمخيمات المحيطة بها إلى مساحات جغرافية صغيرة. الهدف من هذه الاستراتيجية هو السيطرة على هذه المناطق شيئاً فشيئاً، مما يهدد القضية الفلسطينية بشكل مباشر. وشدد نزال على أن إسرائيل لا تسعى لحل الصراع، بل تسعى لحسمه وفرض واقع جديد بالقوة، مما يجعل المرحلة المقبلة “مرحلة نار بامتياز” وفق تعبيره.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. رابط الاستعلام عن تكافل وكرامة 2025 عبر موقع وزارة التضامن

التهجير القسري: الهدف المحوري للعملية

أكد السياسي الفلسطيني أن التصعيد العسكري يرتبط ارتباطاً وثيقاً بملف تهجير السكان، الذي يعد الهدف المركزي للعملية الإسرائيلية الشاملة والاحتلال العسكري المباشر. وأشار نزال إلى أن هناك وسائل متعددة تستخدم لتحقيق هذا الهدف، موضحاً أن ما يجري حالياً وما سيحدث في الأسابيع المقبلة مرتبط بشكل مباشر بخطط تهجير الفلسطينيين من غزة.

  • فتح الممرات الآمنة.
  • القصف العشوائي المستمر.
  • التدمير المنهجي للمناطق السكنية والبنية التحتية.

وتهدف هذه الوسائل إلى دفع السكان للخروج من قطاع غزة، سواء عبر البحر أو من خلال مطار رامون، وفي حال تعذر ذلك، فإلى سيناء المصرية.

اقرأ أيضًا: تطور هام.. رئيس المعاهد الأزهرية يشدد بنفسه على سير امتحانات الدور الثاني للثانوية الأزهرية بأسوان

الموقف الأمريكي: شراكة كاملة لا وساطة

وصف الدكتور نزار نزال الموقف الأمريكي بأنه “رخو” أو “مطاطي”، ولا يعكس حقيقة الدور الأمريكي في الأزمة الحالية. وأوضح أن الولايات المتحدة شريك كامل في المشروع الإسرائيلي حتى النخاع، وليست وسيطاً محايداً. وأشار إلى أن قبول حركة حماس للمقترح الأمريكي أحرج إسرائيل، لكن القيادة الإسرائيلية لم تبد أي استجابة حقيقية. وأكد نزال أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يكترث بالوسطاء أو بالرأي العام العالمي، وماضٍ في حربه المعلنة على غزة.

صراع وجودي لا أمني: رؤية إسرائيلية

بيّن نزال أن تل أبيب لم تعد تتعامل مع ملف غزة كمسألة أمنية بحتة، بل كقضية وجودية. هذا التحول يعني أن الصراع بالنسبة لإسرائيل هو صراع وجودي وليس مجرد نزاع أمني، مما غير طبيعة المواجهة بشكل جذري. ورأى نزال أن وضوح الموقف الإسرائيلي الحالي يؤكد أن قبول حماس أو رفضها لأي مقترحات لن يغير شيئاً في الخطط الإسرائيلية. فإسرائيل ماضية نحو اجتياح القطاع وإخضاع السكان الفلسطينيين للاحتلال العسكري المباشر، وما يصاحب ذلك من تدمير وقتل، مؤكداً أن الأمر لن يتوقف عند حدود غزة بل سيطال مناطق أوسع.

اقرأ أيضًا: هزة أرضية قوية.. تفاصيل زلزال بقوة 6.2 ريختر شمال مطروح