تطور جديد.. هل تشهد ساعات عمل أساتذة الابتدائي تخفيضًا مع الدخول المدرسي؟

تتصاعد المطالبات بتخفيض ساعات عمل أساتذة التعليم الابتدائي لتتناسب مع باقي الأسلاك التعليمية، مع اقتراب الموسم الدراسي الجديد. تؤكد النقابات التعليمية أن فرض 30 ساعة أسبوعياً على معلمي الابتدائي يمثل تمييزاً غير مبرر، مما يجعل هذا الملف محورياً على طاولة الحوار مع وزارة التربية الوطنية لضمان الإنصاف المهني وتحسين جودة التعليم.

مطالبات بتخفيض ساعات عمل أساتذة الابتدائي

تجدد النقابات التعليمية، وفي مقدمتها “الاتحاد الوطني للتعليم”، دعوتها إلى مراجعة ساعات العمل المفروضة على أساتذة التعليم الابتدائي، والتي تبلغ حالياً 30 ساعة أسبوعياً. تعتبر النقابات هذا الرقم أعلى بكثير من الساعات المخصصة لزملائهم في المراحل التعليمية الأخرى، مما يخلق تمايزاً وصفوه بـ”المجحف” وغير المقبول.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. منع ترحيل المقيمين حتى بعد انتهاء الإقامة؟ الجوازات السعودية توضح

تعود جذور هذه الساعات الإضافية إلى عام 1983، عندما فُرضت تحت مسمى “الساعات التضامنية المؤقتة” كإجراء لمواجهة أزمة مالية طارئة، دون أن تكون مبنية على أسس تربوية واضحة أو رؤية تعليمية شاملة. لذلك، ترى النقابات أن العودة إلى 24 ساعة أسبوعياً هو مطلب عادل ومنطقي لتحقيق المساواة بين جميع الأساتذة، وهو ما يعزز من فرص تحقيق الإنصاف في منظومة التعليم.

السلك التعليميساعات العمل الحالية (أسبوعياً)
التعليم الابتدائي30 ساعة
التعليم الإعدادي24 ساعة
التعليم التأهيلي21 ساعة

الأبعاد التربوية والمهنية لتخفيض ساعات العمل

يلقي الخبير التربوي أحمد دكار الضوء على الأبعاد التربوية والمهنية لهذا الملف، مؤكداً أن المراجعة الفورية لساعات عمل أساتذة التعليم الابتدائي تستند إلى عدة اعتبارات مهمة. يشير دكار إلى ضرورة التخلي عن الفكرة الشائعة الخاطئة التي مفادها أن زيادة ساعات الدراسة تحسن تلقائياً من مستوى تعلم التلميذ. هذا التصور يتجاهل مراحل النمو الحساسة لتلاميذ الابتدائي، حيث يؤدي الإرهاق الناجم عن طول اليوم الدراسي إلى نتائج سلبية تضر بمردوديتهم الأكاديمية والنفسية، وتحد من قدراتهم على الاستيعاب الفعال.

اقرأ أيضًا: مصادرة ضخمة.. الكوكايين يُهرب داخل شحنة لحوم مجمدة بميناء جدة

كما يوضح الخبير أنه لا يوجد أي دليل علمي يثبت أن إثقال كاهل الأستاذ بساعات عمل إضافية يرفع من جودة التعليم المقدم. على العكس تماماً، فكلما توفرت للأستاذ ظروف عمل مريحة ومحفزة، بما في ذلك تخفيض ساعات العمل، زادت قدرته على الابتكار والعطاء داخل الفصل الدراسي، مما ينعكس إيجاباً على العملية التعليمية بأكملها ويسهم في تطوير المناهج وطرق التدريس.

تحقيق الإنصاف المهني لأساتذة التعليم الابتدائي

من زاوية الإنصاف المهني، يرى الخبير دكار أن التفاوت الحالي في ساعات العمل بين مختلف الأسلاك التعليمية يكرس غياب العدالة بين أفراد المهنة الواحدة. فجميع الأساتذة، بغض النظر عن المرحلة التي يدرسونها، ينتمون لنفس الإطار المهني وخضعوا لمسار تكوين موحد، مما يجعل هذه الفروقات غير مبررة. يعتبر دكار أن هذا التمييز ينبع من “عقلية تقليدية” تقوم بتصنيف الأساتذة ضمن هرمية وهمية، ويصف هذا التصور بأنه “مجحف” لأنه يترجم هذه الأفضلية المزعومة إلى فروقات واضحة في الأعباء المهنية. وهو ما يولد لدى أساتذة التعليم الابتدائي شعوراً بالدونية وعدم التقدير، رغم جهودهم الكبيرة ودورهم المحوري في بناء الأساس المعرفي للتلاميذ.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. موعد إطلاق قنوات وتطبيق ثمانية Thmanyah الناقل الرسمي للدوري السعودي وأسعار الباقات

ساعات العمل المتوازنة ركيزة لجودة التعليم المستدام

يختتم الخبير أحمد دكار تحليله بالتأكيد على أن الدراسات التربوية الحديثة تجمع على أن نجاح أي منظومة تعليمية مرهون بشكل أساسي بتهيئة بيئة عمل متوازنة ومحفزة لجميع أفرادها. يعتبر أن إعادة النظر في ساعات عمل المعلمين ليست مجرد مطلب فئوي خاص بأساتذة الابتدائي، بل هي شرط أساسي لضمان صحة المتعلم النفسية وتحفيز عطاء الأستاذ وقدرته على الإبداع. هذان العنصران يشكلان ركيزتين لا غنى عنهما لتحقيق الجودة التعليمية المنشودة ورفع مستوى العملية التربوية ككل في المغرب، مما يدعم مستقبل الأجيال القادمة.

اقرأ أيضًا: ظهور نادر.. حقيقة إزالة جبل أحد في السعودية والتفاصيل الكاملة