تحذير أمني هام: أبحاث جديدة تكشف تهديدًا خفيًا من متصفح Comet الذكي يهدد خصوصيتك

كشفت أبحاث أمنية حديثة أن متصفح Comet الذكي، الذي طورته شركة بيربليكسيتي (Perplexity)، يُعد عرضة لعمليات الاحتيال الإلكتروني بشكل مقلق، وربما يتجاوز ذلك ما قد يقع فيه المستخدم البشري. أجرت شركة “Guardio” المتخصصة في الأمن الإلكتروني اختبارات مكثفة أظهرت فشل المتصفح في اكتشاف عمليات التصيد والخداع عبر الإنترنت، ما يثير تساؤلات جدية حول أمان هذه التقنيات الواعدة.

متصفح Comet الذكي يفشل في كشف الروابط الاحتيالية والتصيد الإلكتروني

أظهرت الاختبارات التي أجرتها شركة “Guardio” نقاط ضعف حرجة في متصفح Comet. فعلى سبيل المثال، تم توجيه المتصفح إلى إعلان زائف لساعة أبل على موقع شبيه بـ “وول مارت”، صممه محتالون بتقنيات الذكاء الاصطناعي. ورغم أن الرابط الاحتيالي كان واضحًا (walmart-cart-cash.lovable.app)، لم يكتشف متصفح Comet عملية الاحتيال واستمر في إدخال بيانات بطاقة الائتمان والعنوان الشخصي للمستخدم، مما أدى إلى نجاح عملية التصيد بالكامل.

ولم يتوقف فشل المتصفح عند هذا الحد، فقد عجز أيضًا عن تحديد رسائل بريد إلكتروني مزيفة، مثل رسالة من بنك “ويلز فارغو” أُرسلت عبر “Proton Mail” لتبدو كأنها حقيقية. قبل المتصفح الرابط الاحتيالي وأعاد إدخال بيانات المستخدم دون إظهار أي تحذير. وأشار خبراء الأمن إلى أن متصفح Comet تجاوب كذلك مع هجمات “حقن الأوامر”، وتجاوز أنظمة التحقق من CAPTCHA بدلاً من التوقف وطلب تدخل المستخدم، مما يزيد من خطورة استخدام المتصفح الذكي في المهام الحساسة.

مخاطر الثقة بالذكاء الاصطناعي: تساؤلات حول أمان المتصفحات الذكية

أُطلق متصفح Comet الشهر الماضي ضمن باقة اشتراك شهرية تبلغ 200 دولار، مع وعود من بيربليكسيتي بأن يصبح مجانيًا لاحقًا. إلا أن هذه الاختبارات العملية تثير مخاوف كبيرة حول مستقبل المتصفحات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، خصوصًا وأن الهدف الأساسي من هذه الأدوات هو تعزيز الأمان وتسهيل تجربة التصفح، وليس أن تصبح وسيلة لنجاح عمليات التصيد والاحتيال الإلكتروني.

يرى الخبراء أن النتائج تكشف عن حاجة ماسة لوضع معايير اختبار صارمة وجديدة لهذه الأدوات قبل طرحها على الجمهور الواسع. كما أن وجود مثل هذه الثغرات الأمنية في المتصفحات الذكية قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من الاحتيال الرقمي الأكثر تطورًا، مستهدفة المستخدمين الذين يضعون ثقتهم الكاملة في قدرات الذكاء الاصطناعي. ومع استمرار هذا الجدل، يبرز تساؤل مهم: هل ستتمكن شركة بيربليكسيتي من معالجة هذه المخاطر الأمنية بسرعة وفعالية، أم أن تجربة متصفح Comet ستصبح مثالاً آخر على التسرع في طرح منتجات الذكاء الاصطناعي دون توفير ضمانات أمنية كافية للمستخدمين؟